– هاي …. هـِلو ….. هـِلو..
تعجب أبو أحمد لسماع صوت سيدة أجنبية تنادي من وراء قطعة القماش التي تقوم بدور الباب! لم يصدق أذنه وظن أنه يهذي بسبب الحر.
– هاي .. هـِلو .. هـِلو؟
خرج أبو أحمد مسرعاً فرأى سيدة أجنبية جميلة وأنيقة ومعها مترجم ويرافقها صحفي يصور كل شيء حواليه خاطبه المترجم:
– إنت أبو أحمد؟
– أيوا أنا …أي خدمة يا بيه ؟
– هذه السيدة هي مدام جاكلين وهي تمثل منظمة إنسانية ذات أهداف نبيلة.
– أهلاً وسهلاً مرحباً بكم.
أخذ عقل أبو أحمد يعمل بسرعة …يا الله يا أبو أحمد ..يبدو أنها ستفرج، وها قد وصلت يد المنظمات الإنسانية إليك لتنتشلك من البؤس الذي أنت فيه… يا ما أنت كريم يا رب!
قاطع المترجم أفكاره وقال:
– منذ مدة ونحن ندرس بدقة أوضاع المنطقة التي تسكن فيها كي نعرف من يحتاج أن نمد له يد العون والمساعدة.
– بارك الله فيكم …ربنا يعمر بيوتكم …ربنا يخلي عيالكم …ربنا يفرح قلوبكم.
– وبعد دراسات طويلة ومعمقة للحالات المقدمة وقع اختيارنا عليك
– أشكرك يا رب… ألف شكر وحمد ليك.
– وقررت الجمعية أنها توفر لك مأوى…..
قاطعه أبو أحمد وأخذه بالأحضان، وأخذ يقـُبـِّله والمترجم يحاول التخلص منه:
– والله إنتو جدعان.. والله إنتو أحسن ناس.. بجد ما يجيبها إلا خواجاتها ..الناس بتوعنا ولا حد سائل في فقير ولا مسكين.. هـُمَّ ساكنين في فـِلل وأبراج وإحنا ساكنين في العشش والخرابات والصفيح ولما يحبوا يعملوا عمل خير يروحوا يدوا فلوسهم لبتوع إعصار كاترينا في أمريكا، وكأن إحنا ماعندناش حد محتاج …بس الحمد لله ..الفرج جيه على إيدكم أنتم يا خواجات يا أمرا
– سيبني أكمل يا عم أبو أحمد… إحنا….
قاطعه أبو أحمد مجدداً:
– بس إن شاء الله يكون بيت ومش شقة علشان أنا ما أقدرش أسيب الحمار بتاعي ده برضه عشرة عمر وكنا سوا في الحلوة والمرة السنين دي كلها.
– ده هو بيت القصيد.
– يعني إيه؟.. تعجب أبو أحمد
– يعني إن المنظمة الإنسانية اللي المدام بتمثلها تـُعنى بحقوق الحيوان..
– برضه ما فهمتش!!
– إحنا شفنا إنك بتربط الحمار بتاعك في الشمس من غير ما يكون فيه حاجة تحميه من الشمس.
– وبعدين؟
– علشان كده هـُمَّ قرروا إنهم يبنوا مأوى للحمار من الشمس والبرد..
– طب وأنا؟
– إنت إيه؟
– أنا أروح فين؟ مش شايفين الخرابة اللي أنا ساكن فيها؟ لا فيها باب ولا شباك ولا سقف حتى!!
– والله دي مش مشكلتنا ولا اختصاصنا ..إحنا بنعتني بحقوق الحيوانات وبس ومالناش دعوة بالبني آدمين!!
أصيب أبو أحمد بالذهول والصدمة وقال: بقى إنتو شايلين هم الحمار وجايبين وفد وصحافة ومترجم ومش شايلين همي أنا البني آدم صاحب الحمار؟!! يعني إحنا في عيشتنا ما حصلناش حتى الحمير؟
إلتفت أبو أحمد فوجد السيدة الأجنبية تأخذ صورة تذكارية مع الحمار ثم ركبوا السيارة وذهبوا "خـَدوا تكسي ورجعوا"
رجع أبو أحمد يجر أذيال الخيبة ولبس الجلابية وخرج وفك حماره وقال:
– شـــــــــي يا حمار….. وإلا أقولك؟؟ تفضل يا باشا ! أحسن أنا ما بقيتش عارف مين فينا اللي حمار؟!!!
!!!!!!!!!!!!!
م ن ق و ل
————————————————————————————–
شكرا لك
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
شكرا لك
تسلمي يا اختى وشكرا على المرور