هل عرفنا مثل هذا النهج الذي كان عليه أسلافنا في واقع حياتهم ؟
نحن في بابِ عظيمِ من أبواب نعم الله – عز وجل – وفي رحمةٍ واسعةٍ من رحمات المولى – سبحانه وتعالى – فأين نحن منها وأين فقهنا لنا وأين ارتباطنا بها وأين عملنا بمقتضياتها ؟؟
تعصف بنا رياح الفتن تمر بنا زينة الدنيا نغرق في أوحال الشهوات نتعثر في المعاصي والسيئات وننسى أحبال النجاة وننسى سبل السلامة التي جعلها الله – عز وجل – قريبةٌ منا وساقها إلينا وأهداها لنا لتظل القلوب موصولةَ به لتظل الدموع تدرف خوفاَ وتضرعاَ وخضوعا لتظل الجباه تسجد تضرعاَ واستكانةَ لله – سبحانه وتعالى – ليظل عند المسلم سلاح من الله – سبحانه وتعالى – يستعين به على أمور دينه ودنياه .
فهذا السلاح رد لكيد الشيطان في نحره وإغاضةُ له بفضل الله – سبحانه وتعالى – الذي ساقه لعباده المؤمنين وحرم منه ذلك الإبليس الذي تكبر عن الخضوع والذلة والصغار والاندحار لله رب العالمين .
فأنت كلما استغفرت الله – عز وجل – كأنما تسدد سهماَ أو تضرب بسيفِ بتار في إبليس
وفي وقتٍ تنقطع فيه الأسباب وتنعدم فيه الإعانة يحتاج حينئذٍ إلى ذلك الاستغفار الذي لهج به لسانه ، وخفق به قلبه ، وظهر على سمته وخضوعه وخشوعه وخشيته من ربه
ومن أحب أن تسره صحيفته يوم القيامة فليكثر فيها من الاستغفار ، وعند ابن ماجه بسندِ صحيح وعند النسائي في عمل اليوم والليلة بسندِ صحيح أيضاَ عن عبد الله بن بسر – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراَ كثيرا )
وانظر كذلك إلى الأثر العظيم المهم من آثار الاستغفار وهو دفالعذاب ورفع المصائب ، مصداقاً لقول الله عز وجل : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم و ما كان الله يعذبهم وهم يستغفرون } .
فهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدعو بهذا الدعاء الخاشع الجامع الذي يرويه الإمام مسلم من حديث أبي موسى الأشعري عن رسولنا – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يدعو فيقول :
( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني اللهم أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيءِ قدير )
(فأسأل الله – عز وجل – دوام المغفرة لي ولكم ويجعل القلوب حجةً حاضرة وويجعل لكل ذنبِ أو غفلةِ استغفاراً وتوبة )
بارك الله فيك