إذا كان الأدب والفن عموما تعبيرا صادق العاطفة عن انفعال داخلي ، بتجربة مرّ بها الأديب أو الفنان في حياته؛
فإن الالتزام بضوابط أو قيود معينة لا يمنع أن يكون التعبير دفاقا والعاطفة صادقة،
خصوصا إذا كان الأديب والفنان يلتزمان بهذه الضوابط والقيود بناء على عقيدة يؤمنان بها.
وليس من الضروري كما يدعي أساطين الأدب والفن في الغرب، ويردده تلامذتهم عندنا-
أن يُعطى الأديب والفنان رخصة انفلات من كل ما من شأنه أن يصلح حياة الناس ويقوّمها ويضبطها.
إن فكرة إطلاق الحرية للكاتب أو الشاعر أن يقول ما يشاء، طالما أنه يعبر عن تجربة ذاتيه، ويترجم عن مشاعر صادقة،
أيا كانت تلك التجربة وهاتيك المشاعر، وبغض النظر عن أثرها في المجتمع، ..،
هي فكرة خاطئة تخالف مبدأ الحرية وتطبيقه حتى في المجتمعات الغربية التي تعتز بأنها مجتمعات الحرية؛
فالقاعدة الأساسية في مبدأ الحرية هي تقييده باحترام حقوق الآخرين، ةعدم انتهاكها أو تجاوزها.
ومن حق الناس في النظرة الإسلامية أن يعيشوا في مجتمع سليم يلتزم بقواعد الصحة الخلقية، ويطبق المعايير السليمة، التي تقوم على أساس الإيمان بالله،
وجعل هذا الإيمان واقعيا عمليا، لا مجرد كلام يقال باللسان.
وليس لأحد أن يقول أو يعمل شيئا يبعث المرض في هذا المجتمع.
لقد زرع الله في الإنسان حب الخير و الميل إلى الاستقامة و إلى كل ما يزكي فطرته وينميها،
كما أوجد عنده الميل إلى الشهوات والمغريات،
وجعل حياته امتحانا يثبت فيه انتثصار عقله على شهوته، وحكمته على طيشه،
ومن ثم فإن كل ما يساعد الإنسان على تحقيق هذا الانتصار هو الذي يستحق أن يسجل ويتداول، وما عداه يجب أن يطرح بعيدا.
صحيح أن الإنسان قد يعيش تجارب شريرة تثير في نفسه مشاعر دفاقة قد يسجلها نثرا أو شعرا،
ولكن هل يفيد تسجيلها الأمة في شيء؟ أم يساعد على إفساد خلقها؟
إن الالتزام بالضوابط ليس تقييدا لحرية الأديب،
وإنما هو توجيه لمشاعره وأحاسيسه وأدبه وفنه؛
كي يكون نتاجه إسهاما في بناء الأمة لا هدمها.
والأديب المسلم الذي يلتزم بعقيدة الإسلام ويعيش حياة إسلامه يستطيع أن يعبر عن كل الأحاسيس والمشاعر بصدق ودفق،
وأن يكون عطاؤه من أعلى المستويات، مع محافظته على قيمه الإسلامية.
والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل.
للكاتب / الخضري عبد المنعم علي السيد
من مجلة البيان(مجلة إسلامية شهرية جامعة تصدر عن المنتدى الإسلامي).
سلمتِ على مرورك العطر…
أسعدتِني…
السلام عليكم ورحمة الله
ماشاء الله .. نقل رائع لموضوع هام جدا .. جميل ورائع أن نلتزم بالضوابط ونحترمها ..
]إن الالتزام بالضوابط ليس تقييدا لحرية الأديب،
وإنما هو توجيه لمشاعره وأحاسيسه وأدبه وفنه؛
كي يكون نتاجه إسهاما في بناء الأمة لا هدمها.
والأديب المسلم الذي يلتزم بعقيدة الإسلام ويعيش حياة إسلامه يستطيع أن يعبر عن كل الأحاسيس والمشاعر بصدق ودفق،
وأن يكون عطاؤه من أعلى المستويات، مع محافظته على قيمه الإسلامية.
والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل.
من المفروض أن يقدم لنا الأديب كل ماهو مفيد وصادق .. والأديب المسلم .. والمعلم المسلم.. والطبيب المسلم .. والمهندس المسلم .. والصانع المسلم .. والعامل المسلم .. يوم أن يلتزم بالضوابط .. سنضمن الجودة في كل شيء وسيعمل الجميع بحرية تعود بالنفع على المجتمع عامة .
حفظك الله وحفظ كاتبنا الصادق ..!!
بالطبع يوم أن نلتزم كلنا بالضوابط،،،ستصبح حياتنا أفضل بل وسيرتقي مجتمعنا إلى المثالية…
أسعدتم دوما…
وإنما هو توجيه لمشاعره وأحاسيسه وأدبه وفنه؛
كي يكون نتاجه إسهاما في بناء الأمة لا هدمها.
…………………..
سنى البرق
أختيار رائع يستحق فعلا القراءة والتمعن فيه ..
فما أكتبه لا بد أن يكون مقنن ضمن ضوابط الشريعة ويفيد لا يضر
أنت الأروع حتما..
والأديب المسلم الذي يلتزم بعقيدة الإسلام ويعيش حياة إسلامه يستطيع أن يعبر عن كل الأحاسيس والمشاعر بصدق ودفق،
وأن يكون عطاؤه من أعلى المستويات، مع محافظته على قيمه الإسلامية
تماماً..
كلام سليم ووقفة نفتقدها ونحتاجها جداً ، فقد بات الكثيرون يظنون أن الأديب يحق له ما لا يحق لغيره من إطلاق العنان للقلم دون ضابط!
جزاكِ الله خير جزاء وبارك في كاتب هذه التذكرة ..