تخطى إلى المحتوى

الإشراف في منتديات تحوي أقسامًا محظورة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السؤال
أنا مشرف قسم إسلامي في أحد المنتديات، ويوجد في هذا المنتدى قسم للأغاني، مع العلم أنه ليس لدي صلاحية للحديث عن قسم الأغاني، فصلاحياتي تنتهي في القسم الإسلامي، وقد نصحتهم مرات كثيرة ولكن لم يحدث شيء، فهل أنا آثم لبقائي في المنتدى؟ وهل طريقة جعل مشرف على قسم إسلامي، ويوجد قسم للأغاني جائزة؟

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسّلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:
فإن الشريعة مبنية على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإن كان في إشرافك على هذا المنتدى مصلحة ظاهرة؛ كالتعريف بالإسلام ومحاسنه، ونبيه صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى التوحيد والتحذير من البدع والشرك، وكان لهذا المنتدى رواد ينتفعون به ويتواصلون معه فلعلّ بقاءك خيرٌ من ذهابك، مع الاستمرار في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاستفادة من النافذة التي تُشرِف عليها في بيان الحق الذي تدعو إليه.
وإن كان عملك لا يُحقق مصلحة، أو يحقق مصلحة لكنها ضعيفة؛ لضعف ما يُعرض في المنتدى وقلّة رواده -كما هو الحال في كثير من المنتديات الإسلامية داخل المواقع- مع وجود المنكرات في الموقع وظهورها فلا أرى جواز عملك فيه؛ لما في ذلك من الإعانة لهم بتقوية موقعهم، وقد قال الله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [المائدة:٢]، وقال سبحانه "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" [الأنعام: ٦٨]
قال ابن كثير: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا" أي بالتكذيب والاستهزاء " فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ" أي حتى يأخذوا في كلام آخر غير ما كانوا فيه من التكذيب "وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ" والمراد بهذا كل فرد من آحاد الأمة، ألا يجلسوا مع المكذبين الذين يحرِّفون آيات الله، ويضعونها على غير مواضعها، فإن جلس أحد منهم ناسياً "فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى" بعد التذكّر "مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" وهذه الآية هي المشار إليها في قوله: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ" [النساء: ١٤٠] أي إنكم إذا جلستم معهم وأقررتموهم على ذلك فقد ساويتموهم في الذي هم فيه" ا.هـ
ولا يمنعك ترك الإشراف من استمرار التواصل مع الموقع بالنصيحة، وكتابة المقالات والردود النافعة، ولعلك حينئذٍ توجه خبرتك في الإشراف لخدمة المواقع الإسلامية ذات المنهج الرشيد، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلّم.

عبد الرحمن بن إبراهيم العثمان
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الإسلام اليوم

رابط الفتوى

بارك الله فيكِ .. لاكي
جزيت خيراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.