تخطى إلى المحتوى

الإنسان بين التناقض والتوازن . 2024.

الإنسان .. بين التناقض .. والتوازن …

الإنسان والإنسانية …
هل أنت إنسان ؟؟ … هل أنت حقير ؟؟ … هل أنت صاحب إنسانية ؟؟

الإنسان حقير .. وصغير .. وضئيل .. جدا جدا جدا …. وليس سوى عابد أمام ربه …

لابد أن يلازمه النقص … وتخلق معه العيوب .. عيب خُـلقي .. خِـلقي .. أو بما تقتضيه السنن الكونية وما يقتضيه نقصه …

كم أنت ضعيف أيها الإنسان … وعاجز …

يا من خلق من طين .. أمام الهفوات والذنوب والمعاصي .. والتي وإن قلت فإنك لابد أن ترتكبها .. تصبح كلبا وثعلبا ونمرا خلف شهواتك .. يسيطر عليك الجشع والطمع .. تعاندك الحياة بكل ما فيها .. تبتلى وتحوطك المصائب وقد تحطمك وأنت لا قدرة لك على منعها أو ردها .. يهزمك المرض بين حين وحين .. وأحيانا يفقدك صحتك نهائيا .. فريسة سهلة للوساوس والقلق والتوتر والخوف والحزن والألم .. التي تأكلك وأنت تتذوق طعمها .. بصرك ناقص وسمعك ناقص .. وعقلك يبقى ناقصا .. مهما تعلم وعرف وفهم وفسر واكتشف .. وتظل أكثر من يظلم نفسه .. لا تلبث على حال دقيقة .. إلا انقلبت عنه بعد ثانية .. تائه في نفسك ومعها وعليها وإليها …

يا أيها الإنسان …

كم أنت عزيز أيها الإنسان ومكرم …

خلقك سبحانه وتعالى وميزك عن سائر خلقه .. وزادك تكريما عندما استخلفك وجعلك خليفته في أرضه .. سخرها وذلل كل ما فيها طوعا لأمرك وعملك .. مع ما آتاك به من عقل مبدع ورائع .. قادر على التعلم والاكتساب .. يتصل به الذكاء والفطنة والنبوغ .. لتكون فاهما وواعيا لما أنت عليه وما حولك .. وبه سألك أن تهتدي إلى خالقك الكريم مما زاده نورا وأهمية .. وما أعزك أيها الإنسان عندما يحبك الخالق الكريم الرحيم العظيم الله عز وجل .. وعندما تحبه وتطيعه وتعبده وتذل إليه .. شرف عظيم .. فإذا استشعرت قربه فهل هناك من يباريك .. عندما تحوطك عنايته ورحمته .. وترشدك هدايته .. وتمنعك عن المعاصي وقايته .. وعن الضر حمايته .. وعندما يكافئك أجرا جميلا لصبرك على بلائه ومصائبه لك … وازداد حبه لك فجعلك مسلما من أمة محمد – عليه الصلاة والسلام – .. يرتقي بك إسلامك إلى مكارم الأخلاق .. ومحاسن الفضائل .. من صدق وأمانة وعدل ومساواة وتسامح ورحمة وتعاون وكثير غير ذلك …ارتقى بإنسانيتك ووجدانك .. جعلك بهما قادرا على أن تتفهم غيرك .. وتشاركه المعنويات وأيضا الماديات .. جعل أحد مفاتيح سعادتك حب الخير لغيرك … كما أنه ربى فيك عزة النفس والكرامة والإقدام .. عندما علمك أنه لا قادر ولا مريد لشيء إلا هو وحده عز وجل أو من مكنه هو من ذلك ….

يا أيها الإنسان …

فهل أنت إنسان ؟؟؟

الإنسان بين التناقض والتوازن
سبحان الله تعالى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.