– هؤلاء هن أمهات المؤمنين اللاتي يجب على كل مسلم الإقرار بفضلهن والاعتراف بعظم منزلتهن وأنهن أمهات المؤمنين كما أطلق الله ذلك عليهن وأن من طعن فيهن أو واحدة منهن كان بعيدا عن الله ورسوله وعباده المؤمنين .
– إن الإسلام الذي نؤمن به قد جعل لألأم منزلة عظيمة ، ومكانة سامية ، وحسبها شرفاً وفخراً أن يوصي الرسول – صلى الله عليه وسلم – أحد أصحابه وقد جاء يسأله :" من أحق الناس بحسن صحابتي قال : أمك قال ثم من ؟ قال : أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من ؟ قال أبوك " .
– وأمهات المؤمنين حقهن أكبر وأسمى من أمهات العصب والدم في المكانة ، وأعلى منزلة ، لذلك الأدب مع أمهات المؤمنين يكون كما يأتي :
أولا ً : الترضي عليهن والصلاة عليهن :
– جاء الصحابة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيح أنهم قالوا :" يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صلّ على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " .
وعندما يفعل المرء ذلك فإنه علامة على تمام دينه ومن حسن أدبه ، ألم يطلب منا النبي أن نصلي عليهن كما نصلي عليه .
ثانياً : معرفة فضلهن ومحبتهن :
– قال أبو بكر الباقلاني :" ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة – رضي الله عن الجميع – ونقر بفضل أهل البيت – بيت رسول الله – وأنهن أمهات المؤمنين ، ونبدع ونفسق ونضلل من طعن فيهن أو في واحدة منهن لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقاً للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك " ( الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به ص 68 ) .
ثالثاً : الإقتداء بهن ودراسة سيرتهن :
ومن حسن الأدب مع أمهات المؤمنين الإقتداء بهن في كل شيء .
فمثلا لقد ضربت أمهات المؤمنين أروع الأمثلة في طاعة الزوجة لزوجها مهما كلفتها الطاعة من مشاق .
فهذه خديجة رضي الله عنها تتقدم على زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم – في نصرة الزوج وتصديق النبي من أول لحظة بعث فيها إلى الناس بشيراً ونذيراً ، وتقف بجانبه في أصعب اللحظات كما :" كلا أبشر. فوالله! لا يخزيك الله أبدا. والله! إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق " .
وفي العلم الشرعي والتفقه في الدين
وفي حسن العشرة والصبر على خشونة العيش نجد أنهن جميعا يضربن أروع الأمثلة في ذلك ، فهذه رملة بنت أبي سفيان – أم حبيبة – أم المؤمنين – رضي الله عنها – فقد كانت تحفظ من أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يزيد على الألفي حديث .
وكانت تفتي من يسألها من رجال ونساء في أدق المسائل ما يصعب على غيرها وماذاك إلا لقربها من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال هشام بن عروة عن أبيه :" ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة " .
فعلى كل طالب للعلم أن يجعل من سيرة أم المؤمنين نبراساً له وسراجا مضيئا له ، فإنها نعم الأم ونعم المثل ونعم القدوة .
وفي مجال الاجتهاد في العبادة والزهد وكلهن – رضي الله عنهن – مثل لذلك ، إلا أن حفصة بنت عمر – رضي الله عنها – تسبقهن في ذلك .
فهذا جبريل – عليه السلام – ينزل من السماء فيقول للرسول – صلى الله عليه وسلم – وقد طلق النبي حفصة :" أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة " .
وفي مجال التصدق على الفقراء والإحسان إليهن ، لا نستطيع أن ننكر على إحداهن – رضي الله عنهن أنها لم تتصدق على الفقراء وتحسن إليهن ، إلا أننا نجد زينب بنت جحش – رضي الله عنها – تتفوق على غيرها في هذا المجال ، وقد شهد لها الرسول بذلك .
فقال :" أسرعكن لحاقاً بي أطولكم يدا " .
فكانت أول من لحق بالنبي – صلى الله عليه وسلم – لأنها كانت أول من توفي من نساء النبي ولحق به ، لقد كانت سخية كريمة خيرة ، تتصدق على الفقراء والمساكين .
وفي اجتهادهن في إرضاء النبي – صلى الله عليه وسلم – والبعد عن كل شيء قد يُظن – مجرد الظن – أنه قد يسيء إلى شخص النبي – صلى الله عليه وسلم – فهذه رملة بنت أبي سفيان ن أم حبيبة – أم المؤمنين – يأتي إليها أبوها وهو مشرك قبل فتح مكة ، ويدخل عليها بيتها ويهم بالجلوس على فراش رسول الله – صلى الله عليه وسلم – .
فتخطف فراش رسول الله قبل أن يصل إليه وتعلن له صراحة بأنه لا يمكن له أن يقترب من فراش رسول الله الطاهر حتى لا ينجسه ، أو حتى لا يسيء إلى رسول الله وهو ما يزال بعد مشركا .
عندما ظنت – مجرد الظن – أنه يسيء إلى زوجها إذا غاب عنها في نفسها وماله فهكذا يجب على كل امرأة أن تبالغ في إرضاء زوجها كما فعلت أم حبيبة – رضي الله عنها – .
رابعا : من الأدب معهن الذب عنهن والوقوف في وجه من يسيء إليهن :
كان سلفنا الصالح منذ عهد الصحابة إلى عصرنا هذا ، لا يزال الصالحون يضعون أمهات المؤمنين في مكانة عالية ولا يسمحون لأي شائن مبغض أن يطعن فيهن .
بل يرون ذلك من أفضل القربات والجهاد في سبيل الله في الذب عنهن وتوقيرهن واحترامهن وحسن الأدب معهن .
خامسا : من الأدب معهن التسمي بأسمائهن :
ينبغي على المسلمين تسمية البنات بأسماء أمهات المؤمنين .
وأن نذكر بناتنا ونجعلهن دائما باتصال دائم وحب مستمر مع أمهات المؤمنين .
وأن يتخلقن بأخلاقهن وعدم التشبه بالساقطات العاهرات الراقصات كما هو شأن عامة المسلمين .