وصلتني هذه الأبيات عبر الإيمل
قال محمود الرواق:
يا ناظراً يرنو بعيني راقدٍ .. ومشاهداً للأمر غيرَ مشاهدِ
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي .. دَرَك الجنانِ بها وفوز العابدِ
ونسيتَ أن الله أخرج آدماً .. منها إلى الدنيا بذنبٍ واحد
فأعادت إلى ذاكرتي شيئا كنت قد قرأته في كتاب الجواب الكافي للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله، حول موضوع الاغترار بعفو الله تعالى و كرمه..
في الواقع، إن ما قرأته في هذا الشأن قد صحح فهمي للحديث: أنا عند حسن ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء. الترمذي3603
يفسر الإمام هذا الحديث المتداول كثيراً بين الناس
موضحاً أن الرجاء لرحمة من لا تطيعه، استناداً إلى حسن الظن بسعة مغفرة الله و رحمته، و أن رحمته سبقت غضبه، هو من الخذلان و الحمق ، بل هو من الغرور و ليس حسن الظن ..
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. البقرة 218
فجعل هؤلاء أهل الرجاء، لا الظالمين و لا الفاسقين .
فإن المحسن حسن الظن بربه أنه يجازيه على إحسانه و أنه لا يخلف وعده، و أنه يقبل توبته.
و أما المسيء المصر على الظلم و المخالفات، فان وحشة المعاصي و الحرام تمنعه من حسن الظن بربه، فاذا ظن هذا أن الله تعالى يدخله الجنة، كان هذا غرورا و خداعا من نفسه و تسويلا من الشيطان، لا إحسان ظن بربه.
فإذاً العالم يضع الرجاء مواضعه، و الجاهل المغتر يضعه في غير مواضعه.
خلاصة الأمر، أن حسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة .
فحسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه، فان العبد إنما يحمله على حسن العمل حسن ظنه بربه أنه يجازيه على أعماله، و إلا ، فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز، كما قال الرسول عليه الصلاة و السلام :
الكيس من دان نفسه، و عمل لما بعد الموت. و العاجز من أتبع نفسه هواها، و تمنى على الله. الترمذي2459
و الحمدلله رب العالمين
المصدر: باختصار و تصرف من كتاب الجواب الكافي للإمام ابن القيم.
رحم الله ابن القيم .. كلامه درر ..
—
خير الأمور الاعتدال ..
فالرجاء المطلق يفسد الحال .. والخوف المطلق يفسده ..
بوركتِ أختي الحبيبة .. نقل طيب ..
أختي مرفوعة الرأس
شكر الله لكما و جعل لكما نصيبا من اسميكما
صدقت.. نسأل الله تعالى أن يجزيه عنا خيرا و يسكنه فسيح جنانه..
فعلا الاعتدال فى جميع الامور خيرا
وشكرا اختى على هذا الموضوع