التبرك هو طلب البركة من الزيادة في الخير والأجر، وكلّ ما يحتاجه العبد في دينه ودنياه، بسبب ذات مباركة، أو زمان مبارك، وتكون هذه البركة قد ثبتت ثبوتاً شرعياً، وثبتت الكيفية التي تنال بها عن النبي .
قواعد عامة في التبرك:
1- أن البركة كلها من الله، كما أن الرزق، والنصر، والعافية من الله؛ فلا تطلب إلا من الله، وطلبها كم غيره شرك.
2- أن ما ورد شرعاً أن فيه بركة من الأعيان، والأقوال، والأفعال إنما هو سبب للبركة، وليس مصدرها.
3- أن الذي يدل على وجود البركة من عدمها بسبب شيء أو في شيء إنما هو الدليل الشرعي فحسب.
نماذج للتبرك المشروع:
1- التبرك بذات النبي حال حياته وآثاره الثابتة عنه ، كما كان يتبرك الصحابة رضي الله عنهم بشعره وعرقه ، وفي المقابل لم يكونوا يتبركون بغيره من كبار الصحابة وكذلك التابعين لم يكونوا يتبركون بالصحابة أو آثارهم وهم خير القرون .
2- التبرك بالأفعال والأقوال، والهيئات المشروعة: فإذا جاء المسلم بها ملتمساً الخير بسببها، متبعاً السنة بفعلها – حصل له من الخير والبركة بقدر نيته واجتهاده، ومن ذلك ذكر الله، وقراءة القرآن، والاجتماع على الذكر، والتقدم في ساحات الوغى جهاداً في سبيل الله، ومن ذلك الاجتماع على الطعام، والأكل من جوانب القصعة، ولعق الأصابع بعد الانتهاء من الطعام.
3-التبرك المشروع بالأمكنة، كالتبرك بالمساجد عموماً، وبالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ومسجد قباء خصوصاً، فلهذه المساجد مزيّة على غيرها. والتبرك بالمساجد كالتبرك في غيرها لا بد فيه من الإخلاص والمتابعة، فمما تحصل به البركة في المساجد الاعتكاف، والصلاة، والذكر، وغير ذلك.
ومن الأمكنة المباركة أيضاً: مكة، والمدينة، والشام.
4-التبرك بالأزمنة: مثل رمضان، وليلة القدر، وثلث الليل الأخير، والجمعة، والاثنين والخميس، وعشر ذي الحجة.
ب الجملة فأعظم سبب للبركات هو الإيمان والتقوى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96].
التبرك الممنوع:
هو ما لم يرد فيه نص، أو ما ورد النص في النهي عن التبرك فيه، كالتبرك بالطواف بالقبور، ودعاء الأموات والغائبين، وكالتبرك بالأشجار، والأحجار، والغيران، وغيرها، وكالتبرك بذوات العلماء والصالحين، فإن هذا لا يجوز، وإنما تلتمس البركة بأخذ العلم عنهم، وبالاستفادة من سمتهم وهديهم.