ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : هل يعتبر باب الاجتهاد في الأحكام الإسلامية
مفتوحا لكل إنسان، أو هناك شروط لا بد أن تتوفر في
المجتهد ، وهـــل يجوز لأي إنسان أن يفتي برأيه دون
معرفته بالدليل الواضح ، وما درجــة الحـــديث القائل
« أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار » أو ما في
معناه ؟
الجواب : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله
وآله وصحبه .. وبعد : باب الاجتهاد في معرفة الأحكام
الشرعية لا يزال مفتوحا لمن كان أهلا لذلك بأن يكـون
عالما بما يحتاجه في مسألته التـــي يجتهد فيهــا مـــن
الآيات والأحاديث قادرا على فهمهما والاستدلال بهمـــا
على مطلوبه، عالما بدرجة ما يستدل به مـن الأحاديث
وبمواضع الإجماع فـــي المسائل التـــي يبحثها حتـــى
لا يخرج على إجماع المسلمين في حكمه فيها ، عارفا
من اللغة العربية القدر الذي يتمكـــن بــه مــــن فهــم
النصوص ليتأتى له الاستدلال بهـا والاستنباط منهـــــا
وليــس للإنســان أن يقـــول في الدين برأيه ، أو يفتي
الناس بغير علم، بل عليه أن يسترشد بالدليل الشرعي
ثم بأقوال أهل العلم ونظرهم في الأدلة وطريقتهم فـي
الاستدلال بها والاستنباط، ثم يتكلم أو يفتي بما اقتنع
به ورضيه لنفسه دينا .
أمــا حديث « أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار »
فقــــد رواه الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في
سننه عن عبيد الله بن أبي جعفر المصري مرسلا؛ لأن
عبيد الله المذكور تابعي وليس بصحابي. وبالله التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء
الشيـــخ عبد الله بن قعود ،الشيخ عبد الله بن غديان
الشيخ عبدالعزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة : 1 ، الجزء : 5 ، الصفحة : 24 ،
الفتوى : 2171
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : أن من لم يحفظ ستة آلاف حديث فلا يحل له
أن يقول لأحد هذا حلال وهذا حرام فليتوضأ وليصل
صلاته فقط ؟
الجــــواب : الحمــد لله وحده والصـلاة والســلام علــى
رسوله وآله وصحبه .. وبعـد : كل من تعلم مسألة من
مسائل الشريعة الإسلامية بدليلها ووثق مــــن نفســـه
فيها فعليه إبلاغها وبيانها عند الحاجة ولــو لــم يكــن
حافظا للعدد المذكور في السؤال من الأحاديث لمـا ثبت
من قول النبي صلـى الله عليه وسلم « نضر الله امرءا
سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى مــــن
سامع » رواه أحمد والترمذي وابن حبان عـــــن ابــن
مسعود رضــي الله عنه وفـي رواية « نضر الله امرءا
سمــع منــا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل
فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه»
رواه الترمذي والضياء عـــن زيد بن ثابت رضي الله
عنه، ولقوله صلـــى الله عليــه وسلـــم« بلغوا عني
ولو آية » (1) وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا
محمد وآله وصحبه وسلم.
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء
الشيخ عبدالله بن قعود ، الشيخ عبدالعزيز بن باز ،
الشيخ عبد الرزاق عفيفي
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة : 1 ، الجزء : 5 ، الصفحة : 60 ،
الفتوى : 4400
(1) رواه البخاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السـؤال : أهل الفتوى الذين يجب على عامة المسلمين
الأخذ بفتواهم ، ولنــا أخٌ في الله مؤمن مسلم وسلوكه
جيد في الدين وفي الحياة العامة ، ولكنـه ليس متفقهاً
في الدين لدرجة أن يفتي ، وفي بعض المسائل يفتينا
ويقول : هذا على مسؤوليتي، فهل نأخذ بفتواه أم لا؟
وهل من حقه أن يفتي أم لا ؟
الجواب : أهل الفتوى هم الذين قد تفقهوا في كتاب الله
وسنة رسولــــه عليــه الصلاة والسلام ، وحصلت لهم
معرفة جيدة بمــا أحل الله وبما حرم الله وما أوجب الله
وشهد لهم أهل العلم والفقه والخير بالمعرفة وأنهم أهل
لأن يفتوا ، ولا ينبغي أن يستفتى كل أحد ، ولو انتسب
إلـــى الدين أو إلى العبادة أو إلى العلم حتى يسأل عنه
أهل العلم ويتبصر السائل بواسطة العارفين به والذين
يطمئن إليهم أنهم أهل علم حتى يذكروا له أنـــــه أهل
للفتوى وأهل لأن يفتي في الحلال والحرام ونحو ذلك.
المقصـــود أن هــذا يحتاج إلــى تثبت فــي الأمر وعدم
تساهل فليس كل من انتسب إلى الدين أو إلـــى العبادة
أو إلى العلم يصلح لذلك بل لا بد مــن فقـــه في الدين
وتبصر ولا بد من ورع وتقوى لله ولا بد من حذر من
تسارع في الفتوى والجرأة عليها بغير علم وبغير
حق ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
المصدر : موقع الشيخ عبد العزيز بن باز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســؤال : الواقع سماحة الشيخ تعددت الفتاوى وتعدد
المفتون فــــي كثير من المجلات والصحف في الداخل
والخارج، ولا بد لسماحة الشيـخ مـــن كلمة توجيهية
حول هذا الموضوع بالنسبة للقرّاء وبالنسبة لأولئك
الذين يتعاطون الفتوى ؟
الجـواب : نصيحتي للقراء أن لا ينجرفوا مع كل مفتي
وأن يعرضوا فتاوى النـــاس علــى كـــلام الله وكـــلام
الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأن يعظموا ما عظمه
الله ورسوله ، وأن ينتهوا عما نهى الله عنه ورسوله،
وأن يسألوا أهل العلـــم المعروفين بالاستقامة والغيرة
الإسلامية والعلم الشرعي ، وأن لا ينجرفوا مع كـــل
فتوى ، فعليهم أن يتثبتوا وأن يحذروا حتى لا يقعوا
في الباطل .
أمـا وصيتي ونصيحتي للمفتين فعلينا جميعاً تقوى الله
وأن لا نفتي إلا بما يوافق الحــق ، وأن نحذر التساهل
أو الميل إلى أهواء الناس وما يرضيهم ، فـــإن الناس
أكثرهم لا يرضيه إلا الباطل ، فالواجب على المفتي أن
يتقي الله وأن يخاف الله وأن يراقب الله ، وأن لا يفتي
إلا بما يظهر له من كلام الله وكلام رســولــــه عليـــه
الصلاة والسلام بعد التثبت وبعد النظر والعناية، وبعد
مراجعة أهل العلم والاستعانة بما ذكروه في كتبهم
حتى تكون الفتوى على بينه ، وعلى بصيرة ،
نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق .
المصدر : موقع الشيخ عبد العزيز بن باز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : توجه لي أحيانا أسئلة دينية وعند عدم التأكد
مــن الجــواب أقــــول أعتقد أن الجواب كذا فهل تجوز
الإجابة بمثل ما ذكرت ؟
الجـــواب : الحمــد لله وحــده والصلاة والســلام علـى
رسوله وآله وصحبه، وبعد : لا يجوز للمسلم أن يفتي
بغير علم لقوله تعالى ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )
الإســراء 36 ، وقـــــولــه تعـالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَـنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ
الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن
تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) الأعراف33 ،
وبنـــــاء على ذلك فالواجب عليك إذا سئلت أسئلة ولم
تتأكد من صحة الإجابة عنها فقل الله أعلم أو لا أدري،
وفــي ذلك ســــلامـــة لدينك وعرضك وعـمـــل بالأدب
الشرعي . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلم.
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء
الشيـــخ عبد الله بن قعود ،الشيخ عبد الله بن غديان
الشيخ عبدالعزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة : 1 ، الجزء : 5 ، الصفحة : 64 ،
الفتوى : 8097
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســؤال : هل يجوز لإنسان أن يجتهد في إفتاء بعض
الناس إذا كان لا يوجد من يفتي أو لم يتيسر ســــؤال
العلماء ؟
الجواب : إذا كان جاهلاً فكيف يجتهد؟ وعلى أي أساس
ينبي اجتهاده ؟! والواجب علـى مــــن لا يعلم الحكم أن
يتوقف ، وإذا سئل يقول : لا علــــم عنــدي ، فالملائكة
لما قــال الله عز وجل لهم ( أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن
كُنتُمْ صَادِقِينَ ، قَــالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا
إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) البقرة31 – 32، أما كونه يقول
إذا لــم يجــد عالماً يفتي أنا أفتي صواب أم خطأ فهـــذا
خطأ ولا يجوز ، فالجواب أن يقول للمستفتي : اســأل
العلماء، والآن ولله الحمد الاتصالات سهلة يتصل عن
طريق الهاتف أو البريد السريع أو البطيء .
المصدر موقع : الشيخ محمد العثيمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســؤال : الفتوى بغير علم سماحة الشيخ هل مـــن
كلمة لأولئك الذين يفتون الناس بغير علم ؟
الجـــواب : نعم ، الواجب على طالب العلم أن يحذر من
الفتوى بغير علم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلــــم
«من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار» (1)
الواجب علــى الإنسان أن يتحرى العلم ويتحرى الدليل
حتى يفتي على بصيرة ، ولا يفتي على الله بغير علم ،
المقصــــود أن العلم دين ، والفتوى دين ، فــلا بــد أن
الإنسان يتقيد بما أوجب الله عليه، فلا يفتي بغير علم،
بل يتحرى وينظر إلى الأدلة من الكتاب والسنة، ويفتي
علـى ضوء الأدلة، وإلا فليرشدهم إلى غيره، ولا يجوز
له أن يقول على الله بغير علم ، الله يقــــول جـل وعلا
( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَـــنَ
وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ
بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) فجعــل
القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك ؛ لمـــا يترتب
على القول على الله بغير علم مـن الفساد الكبير والشر
العظيم ، قد يبيح ما حرم الله ، وقـد يوجب ما لا يوجبه
الله ، فقد يقع في شرور كثيرة ،وأخبر جل وعلا في آية
أخرى أن هــذا من أمر الشيطان ( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ
وَالْفَحْشَاء ) – يعني الشيطان – ( وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ
مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) فالواجب علــــى طالب العلم أن يتحرى
الحق وأن يحذر من القول علــــى الله بغير علم ، وإذا
كان لا يستطيع ذلك فليرشدهم إلى غيره ، ولا يتكلم
ولا يقول على الله بغير علم نسأل الله السلامة .
المصدر : موقع الشيخ عبد العزيز بن باز
(1) رواه البخاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال: إذا سألني شخص عن مسألة وكنت قد سمعت
من الراديو فتوى عن مثلها تماماً ، فهل لي أن أفتيه
بما سمعت ؟
الجواب : نعم تنسبها إلى صاحبها، تقول: سمعت فلان
في نور علــى الدرب أو في أي إذاعة ، تقول : سمعت
فلان أفتى بكذا ، إذا كنت قد علمت ذلك يقيناً، وحفظته
وفهمته ، وعندك فيه بصيرة ، تقــول : سمعت فلان ،
الشيخ فلان أفتى بكذا ، حتــى تــؤدي الواجـــب عــلى
بصيرة ، وحتى تخرج من العهدة ، أما إن كــان عندك
شــك أو مــا حفظته جيـــداً أو عندك تردد أو كذا فلا ،
لا تفتي أحداً إلا بعلم ، إلا عــن علم عندك عن الله أو
عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، واحــذر فـــــإن
الفتوى بغير علم خطرها عظيم وأثمها كبير . نسأل
الله السلامة .
المصدر : موقع الشيخ عبد العزيز بن باز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : لقد شاع في هذا الزمان التسرع بالفتوى من
غير علم ولا بصيرة فما حكم الشرع في نظركم في
مثل هذا الموضوع ؟
الجــواب : حكم الشرع فيما نرى ويراه غيرنا من أهل
العلم أنه لا يجــوز التسرع في الفتوى بغير علم بل إن
الفتوى بغير علم مـن أعظم الذنوب قرنها الله تعــالــى
بالشرك في قــوله تعالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ
مَا ظَهَرَ مِنْهَــا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن
تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى
اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )
فالمفتي معبرا عن الله عز وجل ومعبرا عن رسول الله
صــلى الله عـليــه وسلـــم معبر عن الله لأنه يتكلم عن
أحكام الله في عباد الله ومعبرا عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم لأن العلماء ورثة الأنبياء فــإذا كـــان
الأمــر كــذلك فيا ويله إن افترى على الله كذبا وعلـــى
رســولــه فليتحرز الإنسان مـــــن التسرع في الفتوى
وليقتدي بالسلف الصالح حيث كانـــوا يتدافعونها كـــل
منهم يدفعها إلى الأخر ليسلم من مسئوليتها وليعلم إن
الإمامة في الدين لا تكون بمثل هذا بل إن النــــاس إذا
رأوا المتسرع فــــي الفتوى وعرفوا كثرة خطئه فإنهم
سوف ينصرفون عنه ولا يثقون بفتواه وأما إذا كـــان
رصينا متأنياً لا يفتى إلا عــن علــم أو عن غلبة ظن
فيما يكفى فيه غلبة ظن فإنه حين إذن يكـون وقورا
محترما بين الناس ويكون لكلامه اعتبارا وقبول .
المصدر موقع : الشيخ محمد العثيمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ