و أنا جيبتوا لأن أنا واثقة إن فيه ناس كثير تفسر أو فاهمة تفسيرحديث الرسول صلى الله عليه و سلم اللي ذكر فيه إن النساء ناقصات عقل و دين ….تفسير غلطروى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحة في باب الإيمان عنرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْنالاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا يارسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن، وتَكْفُرْنَ العشير، وما رأيتمن ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن. قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقلوالدين؟ قال: أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصانالعقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين. ومعنىالجَزْلة أي ذات العقل والرأي والوقار، وتَكْفُرْنَ العشير أي تُنكرن حق الزوج.
وهذا الحديث لا يمكن فهمه بمعزل عن آية الدَّيْن التي تتضمننصاب الشهادة، وذلك في قوله تعالى: … واستَشْهدوا شهيدين من رِجالِكم فإن لميكونا رَجُلَيْن فرَجُلٌ وامرأتان مِمَّن تَرضَوْن من الشُّهداء أنْ تَضِلَّإحداهما فَتُذَكِّرَ إحداهما الأخرى… (البقرة: 282).
الفهمالخاطئ والمتناقض للحديثأول ما يتبادر إلى أذهان كثير من الناس أنالإسلام يعتبر المرأة ناقصة عقل مستندين على مجرد شكل الكلام و ليس المعنى لقولهصلى الله عليه وسلم: "وما رأيت من ناقصات عقل". فاستنتج هؤلاء أن النساء ناقصاتعقل، وأن نقص العقل هو نقص في القدرات العقلية، أو الذكاء كما يسميه علماء النفس،أي أن قدرات النساء على التفكير هي أقل من قدرات الرجال. بمعنى أن المرأة تختلف عنالرجل في تركيبة العقل فهي أقل منه وأنقص، أي أن تركيبة الدماغ عند المرأة هي غيرهاعند الرجل. ولو أنهم تدبّروا الحديث لوجدوا أن هذا الفهم لا يمكن أن يستوي، وأنهيتناقض مع واقع الحديث نفسه، وذلك للملاحظات التالية:
ذكر الحديث أن امرأةمنهن جزلة ناقشت الرسول صلى الله عليه وسلم. والجزلة، كما قال العلماء، هي ذاتالعقل والرأي والوقار، فكيف تكون هذه ناقصة عقل وذات عقل ووقار في نفس الوقت؟ أليسهذا مدعاة إلى التناقض؟تعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من قدرات النساء،وأن الواحدة منهن تغلب ذا اللب أي الرجل الذكي جدًّا. فكيف تغلب ناقصة العقل رجلاًذكيًّا جدًّا؟أن هذا الخطاب موجّه لنساء مسلمات، وهو يتعلق بأحكام إسلاميةهي نصاب الشهادة والصلاة والصوم. فهل يا تُرى لو أن امرأة كافرة ذكية وأسلمت، فهلتصير ناقصة عقل بدخولها في الإسلام؟!
فهذا الفهم حصر العقل في القدراتالعقلية ولم يأخذ الحديث بالكامل، أي لم يربط أجزاءه ببعض، كما لم يربطه مع الآيةالكريمة. فالحديث يصرح بأن النساء ناقصات عقل، ويعلل نقصان العقل عند النساء بكونشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد، والآية تعلل ذلك بالضلال والتذكير. ولم تصرحالآية بأن النساء ناقصات عقل، ولا أن الحاجة إلى نصاب الشهادة هذا لأجل أن تفكيرالمرأة أقل من تفكير الرجل.
فما هو التفكير؟ وما هو العقل؟التفكير هو عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراك الحِسّي مع الخبرةوالذكاء لتحقيق هدف، ويحصل بدوافع وفي غياب الموانع؛ حيث يتكون الإدراك الحسي منالإحساس بالواقع والانتباه إليه. أما الخبرة فهي ما اكتسبه الإنسان من معلومات عنالواقع، ومعايشته له، وما اكتسبه من أدوات التفكير وأساليبه. وأما الذكاء فهو عبارةعن القدرات الذهنية الأساسية التي يتمتع بها الناس بدرجات متفاوتة. ويحتاج التفكيرإلى دافع يدفعه، ولا بد من إزالة العقبات التي تصده وتجنب الوقوع في أخطائه بنفسيةمؤهلة ومهيأة للقيام به.
إن هذا التصور للتفكير يتعلق بالإنسان بغض النظرعن كونه رجلاً أو امرأة، فهو ينطبق على كل منهما على حد سواء. ولا تَدُل معطياتالعلم المتعلقة بأبحاث الدماغ والتفكير والتعلم على أي اختلاف جوهري بين المرأةوالرجل من حيث التفكير والتعلم. كما لا تدل على اختلافٍ في قدرات الحواس والذكاء،ولا في تركيب الخلايا العصبية المكونة للدماغ، ولا في طرق اكتساب المعرفة. معنى هذاأن المرأة والرجل سواء بالفطرة من حيث عملية التفكير أو آليته، ولا يتميز أحدهما عنالآخر إلا في الفروق الفردية.
وعليه فإن التفكير ليس مجرد قدرات عقلية أوذكاء، بل هو أوسع من ذلك وتدخل فيه عوامل كثيرة ويمر في مراحل متعددة، فهو عمليةمعقدة وليست بالبسيطة. كما أن العقل في مفهوم القرآن والسنة هو أوسع من مجردالتفكير؛ إذ هو لفت انتباه للتفكير من أجل العمل، فلا يكفي أن تفكر، بل لا بد من أنيمتد ذلك إلى التصديق والعمل وإدراك العواقب؛ ولهذا فسوف نلاحظ دقة التعبير فيالحديث، فهو عبّر بناقصات عقل وهو ما يعني أن النقص هو في عوامل أخرى تؤثر فيالتفكير وليس في نفس القدرات الفطرية، أي ليس في قدرات الدماغ، كما يتوهم كثيرون. وذلك لأن نصوص الكتاب والسنة تعلي من شأن التفكير عند كل من المرأة والرجل بوصف كلمنهما إنسانًا، ولا تميز بينهما من هذه الناحية على الإطلاق. بل إن كثيرًا منالنصوص تظهر وتبين القدرات العقلية العالية عند النساء في كثير من المواضعوالحالات.
أين الإعجاز في هذا؟يكمن الإعجاز فيالحديث عن نقصان عقل المرأة بهذه الطريقة، فهذا لا يمكن أن يحيط به بشر. فنصوصالقرآن والسنة لا تفرق بين قدرات المرأة العقلية وقدرات الرجل، ويتجلى ذلك فيالخطاب الإيماني العام لكل من الرجل والمرأة. هذا بالإضافة إلى كثير من النصوص التيتتحدث عن ذكاء النساء وقدراتهن وآرائهن السديدة في مواضع متعددة من الكتاب والسنة. فإذا كان لم يثبت علميًّا أي اختلاف في قدرات النساء العقلية عن قدرات الرجال،ونصوص القرآن والسنة لا تعارضان هذا، فمعنى هذا أن نقصان العقل المشار إليه ليس فيالقدرات العقلية. فالتفكير عملية معقدة تدخل فيها القدرات العقلية، ويدخل فيهاعوامل أخرى منها الإدراك الحسي والدوافع والموانع والخبرة.
وإذا نظرنا إلىالآية نجد أنها عللت الحاجة إلى نصاب الشهادة المذكور بالضلال والتذكير، وهذا أمرمتعلق بالإدراك الحسي وبالدوافع والموانع. وهذا ينطبق على كل من الرجل والمرأة، لكنالمرأة لها خصوصيتها من حيث إنها تمر في حالات وتتعرض لتغيرات جسدية ونفسية تؤثرعلى طريقة تفكيرها. وهذا التأثير ينعكس على القرار الذي يمكن أن تتخذه المرأة. زدعلى ذلك ما تملكه المرأة من عواطف جياشة تفوق ما يملكه الرجل، وهذا عنصر لا يمكنإغفاله في العقل، ويمكن أن يؤثر بشكل واضح في القرار، كما لو كان الذي ستشهد لهالمرأة هو ابنها مثلاً.
إذن فنقصان العقل هو إشارة إلى عوامل أخرى غيرالقدرات العقلية التي قد تتبادر إلى أذهان من يتسرعون في إطلاق الأحكام، وكيلالاتهامات دونما تحقيق أو فهم صحيح. وهذا يبين حقائق مذهلة تتعلق بالتفكير والعقلوطبيعة المرأة واختلافها في هذه النواحي عن الرجل، وكيف يؤثر ذلك على طريقةالتفكير. وهذا ليس انتقاصًا من حق المرأة ولا من عقلها بقدر ما هو تقرير لواقعها،وحث لها على العمل والتغلب على العقبات التي يمكن أن تؤثر فيه. كما أن هذا الموضوعهو جزء من بحث أشمل أسميه الإعجاز الفكري في القرآن والسنة يتعرض لواقع التفكيرودلالاته في كل من القرآن والسنة، وسوف ننشره تباعًا، وقد تقدمت به إلى مؤتمرالإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
هذا التفسير الكلي للحديثفضيلة الإمام الشعراوي فسر الحديث بأسلوب أسهلما المقصود بأن النساء ناقصات عقل ودين ؟يجيب فضلية الشيخمحمد الشعرواي رحمه الله :
ما هو العقل أولاً ؟العقل من العقال ، بمعنى أن تمسك الشيىء وتربطه ، فلا تعمل كل ماتريد . فالعقل يعني أن تمنع نوازعك من الانفلات ، ولا تعمل إلا المطلوب فقط .
إذن فالعقل جاء لعرض الآراء ، واختيار الرأي الأفضل . وآفة اختيار الآراءالهوى والعاطفة ، والمرأة تتميز بالعاطفة ، لأنها معرضة لحمل الجنين ، واحتضانالوليد ، الذي لا يستطيع أن يعبر عن حاجته ، فالصفة والملكة الغالبة في المرأة هيالعاطفة ، وهذا يفسد الرأي .
ولأن عاطفة المرأة أقوى ، فإنها تحكم علىالإشياء متأثرة بعاطفتها الطبيعية ، وهذا أمر مطلوب لمهمة المرأة .
إذنفالعقل هو الذي يحكم الهوى والعاطفة ، وبذلك فالنساء ناقصات عقل ، لأن عاطفتهن أزيد، فنحن نجد الأب عندما يقسو على الولد ليحمله على منهج تربوي فإن الأم تهرع لتمنعهبحكم طبيعتها . والانسان يحتاج إلى الحنان والعاطفة من الأم ، وإلى العقل من الأب .
وأكبر دليل على عاطفة الأم تحملها لمتاعب الحمل والولادة والسهر على رعايةطفلها ، ولا يمكن لرجل أن يتحمل ما تتحمله الأم ، ونحن جميعاً نشهد بذلك .
أما ناقصات دين فمعنى ذلك أنها تعفى من أشياء لا يعفى منها الرجل أبداً . فالرجل لايعفى من الصلاة ، وهي تعفى منها في فترات شهرية . . والرجل لا يعفى منالصيام بينما هي تعفى كذلك عدة أيام في الشهر . . والرجل لا يعفى من الجهادوالجماعة وصلاة الجمعة . . وبذلك فإن مطلوبات المرأة الدينية أقل من المطلوب منالرجل .
وهذا تقدير من الله سبحانه وتعالى لمهمتها وطبيعتها . وليس لنقصفيها ، ولذلك حكم الله سبحانه وتعالى فقال : { للرجال نصيب مما كسبوا ، وللنساءنصيب مما اكتسبن } [ سورة النساء : 32 ]
فلا تقول : إن المرأة غير صائمةلعذر شرعي فليس ذلك ذماً فيها ، لأن المشرع هو الذي طلب عدم صيامها هنا ، كذلكأعفاها من الصلاة في تلك الفترة ، إذن فهذا ليس نقصاً
في المرأة ولا ذماً ، ولكنهوصف لطبيعتها.
اتمنى الموضوع يعجبكم ويوضح لكم التفسير الصحيح
منقول