تخطى إلى المحتوى

التقصير في حقوق الإخوان 2024.


التقصير في حقوق الإخوان

فالإخوان لهم حقوق كثيرة، يَحْسُن بالمرء مراعاتها والقيام بها، ويَقْبُح به التفريط فيها والتهاون في أدائها.
ومع ذلك فكثير من الناس لا يبالي بتلك الحقوق، ولا يبالي في التقصير فيها.
ومن مظاهر التقصير في هذا الشأن ما يلي:
Ý- قلة تعاهد الإخوان: فمن الناس من لا يتعاهد إخوانه، ولا يسأل عن أحوالهم، ولا يحرص على زيارتهم وصلتهم، ولا يسعى في تجديد المودة وتقوية العلاقة معهم.

وهذا لا يليق بالعاقل.
قال ابن حبان –رحمه الله-: "الواجب على العاقل إذا رزقه الله ودَّ امرئ مسلم صحيح الوداد محافظٍ عليه أن يتمسك به، ثم يوطِّن نفسه على صلته به إن صرمه، وعلى الإقبال عليه إن صدَّ عنه، وعلى البذل له إن حرمه، وعلى الدنو منه إن باعده".
ȝ- التنكُّر وقلة الوفاء:
فمن الناس من لا يعرف إخوانه إلا في الرخاء، وفي حال اليَسَار.
فإذا وقع أحد إخوانه في شدة أو ضائقة، واحتاج لمعروفه ومساعدته تنكَّر له، وخذله، ونسي ما كان بينهما من مودة.
ويَصْدُق على هؤلاء قول القائل:
وإن مــن الإخوانِ إخوانَ كشرةٍ وإخــوانَ حيَّاك الإلهُ ومرحـبًا
وإخـوان كيف الحالُ والأهلُ كلُّه وذلك لا يســـوي نقيـرًا مُتَرَّبا
جـواد إذا استغنيت عنه بمالــه يقول: إليَّ القرض والقرضَ فاطلبا
وإن أنت حاولت الذي خَلْفَ ظهره وجـدتَ الثريا منه في البعد أقربا

ومن التنكُّر وقلة الوفاء: ما تجده عند بعض الناس؛ فما أن ينال عرضًا من أعراض الدنيا كمال، أو جاه، أو منصب إلا ويتنكَّر لأصحابه القدامى، وينساهم، أو يتناساهم. وما هذا من أخلاق الكرام.
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا من كان يألفهم في المنزل الخشن

ج- إيذاؤهم في السفر: فكثير من الناس لا تظهر خلائقه، ولا تتميَّز طرائقه إلا في السفر؛ فالسفر يُسْفِر عن أخلاق الرجال.

فإذا سافر مع أصحابه آذاهم، وأكثر الخلاف معهم، وسعى فيما يكدِّر عليهم، ويعكِّر صفوهم.
ومن الناس من لا يتكلم ولا يقترح، وربما إذا استشير لم يُشِر، بل يترك الأمر لصاحبه، فإذا أصابوا سكت، وإذا اجتهدوا في أمر ما فأخطأوا –كأن يضلوا الطريق أو نحو ذلك- أمطر عليهم وابلًا من اللوم والتقريع، وأصبح يكرر من أمثاله قوله:
لو فعلتم كذا وكذا لكان أنفع وأجدى، ولو أنكم سلكتم الطريق الفلاني لما حصل ما حصل، وهكذا…

المرجع:
سوء الخلق (مظاهره – أسبابه- علاجه)
المؤلف: محمد بن إبراهيم الحمد

حبيبتي مودع الحب جزاك الله خيرا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.