قال الله تعالى (( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) [ الأنعام / 68 ] .
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : تلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب )) قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله عز وجل فاحذروهم " [ رواه مسلم ] .
عن شهاب بن خراش قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل : ( سلام عليك . أما بعد ، فإني أوصيك بتقوى الله ، والإقتصاد في أمره ، واتباع سنة رسوله ، وترك ما أحدث المحدثون بعده ، مما جرت سنته ، وكفوا مؤونته . ثم اعلم أنه لم تكن بدعة قط إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها ، وعبرة فيها ، فعليك بلزوم السنة ، فإنها ــ بإذن الله ــ لك عصمة ، فإن السنة إنما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق . فارض لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم ، فإنهم على علم وقفوا ، وببصر نافذ كفوا ، ولهم كانوا على كشف الأمور اقوى ، وبفضل ما فيه ــ لو كان ــ أحرى ، فإنهم السابقون . ولئن كان الهدى ما أنتم عليه ، لقد سبقتموهم إليه !! . ولئن قلت : " حدث بعدهم حدث " ، فما أحدثه إلا من خالف سبيلهم ، ورغب بنفسه عنهم . ولقد تكلموا منه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي ، فما دونهم مقصر ، ولا فوقهم محسن ، لقد قصر عنهم أقوام فجفوا ، وطمح عنهم آخرون فغلوا ، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم ) [ الإبانة / لإبن بطة ] .
وقال الإمام أحمد بن حنبل : ( الذي كنا نسمع ، وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم أنهم كانوا يكرهون الكلام والجلوس مع أهل الزيغ ، وإنما الأمور في التسليم والإنتهاء إلى ما كان في كتاب الله أو سنة رسول الله ، لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم ، فإنهم يلبسون عليك ، وهم لا يرجعون ) [ الإبانة / لإبن بطة ] .
وقال الإمام عبيدالله بن بطة العكبري : ( فالله الله معشر المسلمين !! ، لا يحملن أحدا منكم حسن ظنه بنفسه ، وما عهد من معرفته بصحة مذهبه ، على المخاطرة في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء ، فيقول : " أداخله لأناظره ، أو لأستخرج منه مذهبه " ، فإنهم أشد فتنة من الدجال ، وكلامهم ألصق من الجرب ، وأحرق للقلوب من اللهب . ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم ، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم ، فما زالت بهم المباسطة وخفي المنكر ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم ) [ الإبانة ] .
وقال الإمام أبو القاسم اللالكائي : ( فما جني على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة ، ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة ، يموتون من الغيظ كمدا ودردا ، ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا ) [ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ] .
رحم الله أئمتنا السابقين وشيوحنا الغابرين ، فلقد كانوا لنا ناصحين ، وجمعنا وإياهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . مسّكنا الله وإياكم بعروته الوثقى ، وأعاذنـا وإيـاكم من مـضلات الفـتن والهوى ، ولا جعلـنا وإياكم ممن باع آخرته بدنياه ، إنه سميع مجيب .
ابو مصعب الاثري منتدى الجزيرة
للأسف الشديد نجد في واقعنا المعاصر من يأخذ هذا الكلام على عمومه دون خصوصه
فعندما يسمع بعض طلاب العلم أن فلان الشيخ قال عن أحد طلبة العلم أو العلماء أنه مبتدع أنزلوا عليه أحكام المبتدع وهجرانه وعدم الجلوس معه وعدم سماع أشرطته وإذا ذُكر عندهم اسمه كأن الشيطان جاء ذكره .
فمثالا على ذلك قول البعض عن الشيخ سلمان وسفر الحوالي والشيخ المنجد والشيخ ابراهيم الدويش والمغراوي وغيرهم أنه مبتدعة وأغلظوا في الرد عليهم وإن كان عندهم بعض الأخطاء
لكن لا ينبغي أن نضع أحكام المبتدعة وأهل البدع على كل من خالفنا في مسألة أو أكثر بل التريث
وسماع ما لديهم من نصوص شرعية والحوار الهادف والهادئ دون تعصب لشيخ أو لعالم .
لا أقصد الموضوع الذي ذكرته بشئ وإنما أردت أن أنبه على خطأ يقع فيه طلاب العلم قبل العامة
وجزاك الله خيرا
========
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم