الى من اثقلته ذنوبه
وشعر باثر الذنب ضيقا فى صدره
وكآبة فى نفسه ..وحزنا فى وجهه
الى الذى لا يشعر بطعم الحياه..للضحك
للامل..للمستقبل..للغد
حتى وان كان كل ذلك ملكا ليديه
هلم الى حياة حقيقية نظيفة طاهرة صافية
ما معنى تائب؟؟
تائب يعنى راجع.. يعنى عائد الى الله بكل قوتى ..تائب اليك ياالله.. راجع لك يارب بعد طول غياب
اشعر اننى اريد ان اتوب اريد ان ارجع الى الله كفانا بعاد
فكم منا يقع فى الذنوب كبيرها وصغيرها يوميا.. كثيرا ما يقع كثيرا منا فى عقوق الوالدين دون ن نشعر ..وتلك كبير من الكبائر .. الا تعرف ان غضب امك وابيك يمكن ان يكون اثقل فى اليزان من كافة السيئات بل من الاف الذنوب التى عملتها فى سنة او اثنين او ثلاث؟؟وكم من الناس من يصلى فى رمضان ويترك الصلاة بعد رمضان وكم من الناس حتى فى رمضان غير منتظم فى صلاته وكم من النس لايصلى الفجر منذ عشرين عاما؟ظ اليس الفجر فريضة من الفرائض؟ هل تعلم ان ترك الصلاة من اكبر الكبائر التى تغضب الله عز وجل وانها عماد الدين ومن هدمها فقد هدم الدين .. فترك الصلاه كارثة الكوارث.. فهناك باب فى جهنم اسمه(
سقر )يقول عنه تبارك وتعالى .. (ما سلككم فى سقر * قالو لم نك من المصلين*ولم نك نطعم المسكين*وكنا نخوض مع الخائضين*وكنا نكذب بيوم الدين*حتى اتانا اليقين)]المدثر 47:42[يقول عنها الله انها لاتترك احدا .. كل من يدخل فيها تســـيح خلاياه.يتفتت تماما ثم يتكون من جديد ثم يتفتتوهكذا ..شىء قاس جدا والملائكة الذين يقفون على الباب يسالون الداخلين ما الذى ادخلكم .. وكانهم يشفقون عليهم .. فيجيبون انهم لم يكونوا من المصلين
واذا اكرمنا الله بترك الكبائر فانظر الى صغائر الذنوب كل يوم الاف الصغائر .. تخيل كم نظرة حرام الاسبوع الماضى فقط.. كم كلمة غيبة طبعا لااقول ذلك حتى اضايقكم او اقول اننا ضائعون تماما
لكن حتى نشعر بجمال التوبة لابد ان نشعر بقبح الذنب فلابد حتى نتوب ان تكون البداية موجعة بعض الشىء
قال احد التابعين الاجلاء يوما وهو
سفيان الثورى قال كلمة جميلة جدا : جلست يوما اعد ذنوبى .. وانظروا الى اهتمامات الرجل بمستقبله..فالمستقبل ليس اولاد وزوجة واموال لكن المستقبل جنة ونار.. يقول : جلست يوما اعد ذنوبى فوجدها واحد وعشرين الف ذنب -وهو تابى جليل- فقال لنفسه : اتلقى ربك ياسفيان بواحد وعشرين الف ذنب يسالك عن كل ذنب فيها.. وذا تابعى جليل من جيل لصحابة ….فتخيل نفسك فى هذا الموقف..
فنحن ذنوبنا كثيرة جدا.. واحيانا نفعل ذنب كبيرا جد دون ان ياخذ الواحد منا باله وممكن يكون شىء نفعله ببساطة .. ضيق من امك او نفخة او تافف لابيك ..اذن نحن نحتاج ان توب عن حاجات كثيرة جدا .. نحتاج ان نتوب عن تلك النعم التى تغمرنا وتتنزل علينا من ربنا دون ان نؤدى شكرها .. لانهفى نفس الوقت هناك اناس لا يجدونها ..اليس عدم شكر النعمة يحتاج الى توبة.
نحتاج ان نتوب عن غفلتنا
الناس التائهة عن ربنا من 20 او 30 سنة.. لان من يقترف المعاصى يمكن ان يتركها ومن يأتى الكبائر ربما يقلع عنها..لكن الغافل الاهى عن ربنا الذى نسى قوله تعالى (وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون)
]الذاريات 56[ فالغفلة اشد من المعاصى وتحتاج الى توبة كبيرة جدا.. كلنا واقعون فى مصائب وما ابرئ نفسى فنحن كلنا لدينا مشاكل.. عندنا ذنوب شديدة جدا …
تعالو احكى لكم ماذا يقول ربنا عنا؟ وكيف ينادنا؟؟
يقول تبارك وتعالى
(قل ياعبادى الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطو من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم *وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان ياتيكم العذاب ثم لا تنصرون) ]الزمر54:53[بعد هذة الكآبة التى بدانا بها وتذكر ذنوبنا ياتينا الفرج من عند الله
صدق او لا تصدق ..ذنوب 20 عاما او اكثر تغفر فى لحظة
(..وانيبوا الى ربكم..)
اسلموا لله استسلموا له..قفوا مع انفسكم وعودوا .. والسؤال.. ماذا يريد منا الله؟؟؟
(والله يريد ان يتوب عليكم)
وانظر ايضا الى قوله بعدها (يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا)] النساء28:27[ لانك لو لم تتب ستكون الوقفة ثقيلة جدا يوم القيامة والله يريد التخفيف عنا نحن الضعفاء.. وتأمل قوله تعالى ( والذين لايدعون مع الله اله اخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما * يضاعف له العذاب يوم القايمة ويخلد فيه مهانا * الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) ]الفرقان 70:68[
وتجد اللهجة القرآنية اصبحت عنيفة عند الحديث عن الزنا وتبدأ اللهجة تتغير تماما عند الحديث عن التوبة .. يعنى ليس فقط ان يغفر لنا الذنب ويمحو السيئات ولكنه يبدل هذة السيئات حسنات
ما كل هذا الكرم يارب!! سبحانك يااكرم الاكرمين
ونبيك صلى الله عليه وسلم يتحدث عن التوبة ..
يحكى لنا عن انسان طريف ياتى يوم القيامة يقول له ربنا تبارك وتعالى : اقرا كتابك ياعبدى فيقرأ الكتاب فيجد سيئات لا تحصى ولا تعد فيظن انه هالك ويسود وجهه فيقول له تبارك وتعالى: اقرأ كتابك ياعبدى الم تكن قد تبت .. فيتذكر فيقول : بلى يارب قد تبت ..قد تبت يارب فيقرأ فاذا بالسيئة قد قلبت حسنة .. فيفكر العبد فيقول يعنى لو كنت ارتكبت سيئات اكثر ثم تبت عنها لكانت حسناتى اكثر الآن .. فيكلم العبد ربه ويقول : يارب ان لى ذنوب اخرى نسيت الملائكة ان تكتبها وانا اعرفها جيدا .. حتى ان النبى وهو يحكى هذة القصة بانت نواجذه الشريفة
ارايتم التوبة وجمالها.. وكم هى رائعة..
وتأمل قول النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول
( يا ايها الناس توبــوا الى اللهواستغفروا فانى اتوب الى الله فى اليوم مائة مرة )رواه الامام احمد فى مسنده وروى معناه مسلم فى صحيحه
رسول الله يتوب فى اليوم مائة مرة وانت لك عشرة سنوات لم تتب مرة واحدة الرسول المعصوم!! وانت العبد الخطّاء!!
عن ابن عمر قال ( ان كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة
:رب اغفر لى وتب علىّ انك انت التـــواب الرحيم ) رواه الترمزى وابو داود
وعن ابى موسى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (
ان الله عز وجل يبسط يده باليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ اليل حتى تطلع الشمس من مغاربها) رواه مسلم
من الذى يبسط يده؟؟المحتاج.. ومن يحتاج؟؟ العبد.. ولكن من كرم الله انه يبسط يده للعبد… واسمع قول النبى صلى الله عليه وسلم
(يتنزل ربنا تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فى الثلث الاخير من اليل فينادى هل من تائب فاتوب عليه.. هل من مستغفر فاغفر له)
الله هو الذى يعرض علينا كل يوم قبل الفجر بثلاث ساعات ونصف تقريبا ..فاغتنم الفرصة
وتخيل ان الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا ان الله يفرح بتوبة عبد .. تخيل انك عاص لله منذ سنين وترتكب ذنوب كبيرة ..ثم فى يوم ان تقول
يارب تبت اليك ولن اعود للذنب ..يفرح الله بهذة التوبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من احدث ذنبا فتوضأ وقام فصلى ركعتين يريد التوبة ..تاب الله عليه )
البعض حين يسمع حديثا قدسيا عن التوبة او ايه تتكلم عن التوبة وحب ربنا لعبيده لا يصدق ان ذنوبه كلها يمكن ان تغفر بسهولة اذا تاب..
وانا اقسم لك ان ذلك فى منتهى السهولة ..فانظر الى الحديث القدسى الرائع ( عن ابى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل : من عمل حسنة فله عشر امثالها او ازيد ومن عمل سيئة فجزاؤها مثلها او اغفر ومن عمل قراب الارض خطيئة ثم لقينى لايشرك بى شيئا جعلت له مثلها نغفرة ومن اقترب الى شبرا اقتربت اليه زراعا ومن اقترب الى زراعا اقتربت اليه باعا ومن اتانى يمشى اتيته هرولة)
مسند الامام احمد
واحد الناس ايام الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يصدق فقال له .. يارسول الله انى رجل كثير الغدرات ( اى كثير الغدر مع الله ..هو اوصانى وامرنى ولكننى غدرت) وكثير الفجرات..فقال له النبى صلى الله عليه وسلم تب الى الله.. فقال الرجل ويغفر لى غدراتى وفجراتى ..قال: نعم فانطلق الرجل يجرى ويقول :
الله اكبر الذى يغفر الغدرات والفجرات
وخذ بالك
اذا لم تصدق ان الله سيتوب عليك فانت بذلك تشك فى صفة من صفاته سبحانه وهى صفة التواب .. اذن هى معصية ان تشك ان الله سيغفر لك ..فالشيطان يضحك عليك ليوقعك فى معصية شديدة
عجل بالتوبة
كثيرين مننا من من يفعلوا الذنوب يقول : ان شاء الله ساتوب .. قريب..فكيف تقول ذلك؟؟..الاجل غير معلوم .. فلازم نعجل بالتوبة ……..
اعرف ربك
الرسول صلى الله عليه وسلم وهو داخل المدينة اول كلمة قالها:
ايها الناس احبوا ربكم من كل قلوبكم.. يعنى اجعل الله اكبر ما فى قلبك.. فلو عرفت من هو ربنا ستتوب .. ولو عرفت مقامه وقدره ستتوب ..فعلى قدر احساساك بربنا على قدر حيائك منه وخجلك من ان تغضبه وتعصاه سبحانه جل فى علاه
شروط التوبة
اى ذنب بينك وبين الله وتريد التوبة عنه له ثلاثة شروط لاى ذنب اياّ كان…
اولا : الندم
ومعناه لو انسان لديه ذنوب كثيرة جدا بين كبائر وصغائر ..الالاف من الذنوب.. يستشعر انه تاب حين يجد وجعا فى قلبه..فيه حرقة..القلب يكوى.. ويلتهب.. كيف عملت كل هذا فى حق الله؟؟.. كيف فعلت كذا؟؟… وممكن ان يكون الانسان عمل ذنب من 20 سنة ولكنه كل ما يتذكره يجد قلبه يرتعش من الخوف والندم…
ثانيا : ترك الذنب ومفارقة موقفه
ثالثا : العزم الشديد ومعاهدة الله على عدم الرجوع للذنب ..
اذا قمت بهذة الثلاثة يقينا سيغفر الله لك ويمسح الذنب وتكون صحيفتك بيضاء تماما
اى لو ان احد القراء الان استشعر فى قلبه ندم على احد الذنوب واعتذر لربنا وعزم على عدم العودة .. ستمسح ذنوبه على الفور بمجرد ان بيلمس المولى عز وجل الصدق فى قلبه
سبحان الله
كما ان البطن تجوع للاكل فالروح تجوع الى حب الله وتشتاق اليه… عندما تشعر انك عطشـــــان لله وللعودة لله تبارك وتعالى ..هذة هى التوبة فعلا…
اوحى الله الى داود يقول
( ياداود لو يعلم المدبرون عنى شوقى لعودتهم ورغبتى فى توبتهم لذابوا شوقا الىّ..ياداود هذة رغبتى فى المدبرين عنى فكيف محبتى للمقبلين علىّ…) فنحن احيانا لا ندرك كيف يحب الله عودتنا…
التوبة متجددة
اذا تبت ثم اذنبت مرة اخرى ليس امامك حل الا التوبة من جديد
فقد جاء رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :يارسول الله ارايت ان فعلت ذنب ايكتب علىّ؟ قال :يكتب ..قال : ارايت ان تبت؟ قال: يمحى .. قال: ارايت ان عدت ؟ قال: يكتب.. قال: ارايت ان تبت؟ قال: يمحى .. فال : ارايت ان عدت ؟ قال يكتب . قال: ارايت ان تبت ؟ قال يمحى.. فقال الرجل: حتى متى يمحى ؟؟؟ … فقال النبى صلى الله عليه وسلمان الله لايمّل من المغفرة حتى تمذلوا من الاستغفار
) اخرج معناه البيهقى
الحقيقة اريد ان اختم بقصة جميلة… قصة رجل من بنى اسرائيل عصى الله اربعين سنة فما ترك معصية الا وفعلها ولم يتب لله مرة واحدة .. فجاءت سنة من السنين قحط شديد وبنى اسرائيل لا ينزل عليهم المطر وبدأت الدواب تصاب والزرع يجف وبدأت الانهار يتبخر ماؤها ,, فبدءوا يقولون : ياموسى ادع الله ينز المطر.. سيدنا موسى جمع بنى اسرائيل هلم ندعو.. يارب المطر .. يارب المطر.. يارب المطر .. والمطر لا ينزل فقال موسى :يارب عودتنى الاجابة فلم لم ينزل المطر ؟..فاوحى الله ايه : ياموسى لن ينزل المطر فبينكم عبد يعصانى منذ اربعين سنة فبشؤم معصيته منعتُم المطر من السماء…….
فقال موسى : يارب فماذا افعل.. قال اخرجوه من بينكم.. تتتاملوا كيف يغضب الهاصى ربه .. فوقغف موسى يقول: يابنى اسرائيل اقسمت عليكم بيننا عبد يعصى الله منذ اربعين سنة ولن ينزل المطر حتى يخرج .. فليخرج من بينكم
فالعاصى كان يعرف نفسه … فنظر حوله لعا احدا غيره يخرج فلم يخرج احد . . فبدأ هذا العبد يناجى ربه قال: يارب اعصاك اربعين سنة وتسترنى وانا اليوم ان خرجت فضحت وانا اعاهدك ان لا اعود اللى هذة المعصية فتب علىّ واسترنى…
ففوجء سيدنا موسى بالمطر ينزل من السماء فقال موسى : يارب نزل المطر ولم يخرج احد فقال الله عز وجل :
ياموسى نزل المطر لفرحتى بتوبة عبدى الذى يعصانى منذ اربعين سنة
فقال موسى: يارب دلنى عليه حتى افرح به … فقال الله عز وجل :
ياموسى يعصانى لربعين سنة واستره ويوم يعود الّ افضحه!!!!……..
ادركوا الشبر
ان رجلا كان قد قتل تسعة وتسعين نفســا .. -لايوجد واحد منا اسوء منه- فقال هل لى من توبة؟ وسأل فقال له الراهب الذى سأله :لا ليس لك توبه … فقتله فات به المائة …… فسال عابد اخر : هل لى من توبة ؟ فقال العابد : ومن يمنع توبة الله عز وجل؟ولكن اترك الارض التى انت فيها انها ارض سوء واذهب الى ارض كذا وكذا فان بها قوم صالحين.. فترك فعلا الارض وبدأ يتحرك… وفى منتصف الطريق مات فالملائكة اختلفت فيه فقالت ملائكة الرحمة : قد تاب الى الله .. وقالت ملائكة العذاب : انه لم يفعل خيرا وقتل مائة نفس
فاوحى الله اليهم ان قيسوا بين الارضين فانظروا اى الارضين اقرب .. فقاسوا بين الارضين .. فقرب الله الرجل الى ارض الصلاح شبرا واحدا .. فاخذته ملائكة الرحمة
ياجماعة ادركوا الشبر قبل ان تموتوا .. الشبر ممكن ان يكون توبة او دمعة او ركعتين تصليهم او تجرى الان على يد امك تقبلها
لا تنسونى من صالح دعائكم واسالك الدعاء لى بالتوبة والهداية والثبات
منقول
http://www.way2allah.com/
شريط مستنى ايه
وأسأل الله أن ينفع بك ..
الله المستعان ..
اللهم إنا أذنبنا ..
فإن عاقبت فبعدلك ..
وإن غفرت فبفضلك ..
جزاكى الله مثله
جزاكى الله مثله
ربنا يرزقك الهدايه
و الزوجه الصالحه عاجلا يارب
امين
وجزاكى الله كل خير
جزاكى الله كل خير