من كتاب عاشق في غرفة العمليات للدكتور محمد العريفي..
قال دكتور عبد الله:
جاءت إليّ تجر خطاها … تحمل على ذراعيها طفلاً قد أنهكه المرض.
أم قارب عمرها الأربعين , قد ضمت الصغير إلى صدرها كأنه قطعة من جسدها ,كانت حالته حرجة تسمع تردد النفس في صدره من على بعد مترين و ثلاثة.. سألتها: كم عمره؟
قالت : سنتان و نصف السنة.
عملنا له الفحوصات الازمة., كان يعاني من مشاكل في شرايين القلب أجرينا له العملية وبعد يومين من العملية كان ابنها في صحة جيدة.
ابتهجت الأم و فرحت , و صارت كلما رأتني سألتني : متى الخروج يا دكتور؟ فلما كدت أكتب أمر الخروج ,فإذا بالصغير يصاب بنزيف حاد في الحنجرة أدى إلى توقف قلبه 45 دقيقة.
غاب الصغير عن وعيه, اجتمع الأطباء في غرفته و مضت الساعات و لم يستطيعوا إفاقته ,تسرع أحد الزملاء و قال لها: احتمال أن يكون ابنك مات دماغيا و أظن أنه ليس له أمل في الحياة. التفت إليه لائماً لم قال هذا؟ و نظرت إليها فوالله ما زادت على أن قالت: الشافي الله, المعافي الله..ثم تمتمت قائلة:أسأل الله إن كان له خير في الشفاء أن يشفيه ثم سكتت, و مضت إلى كرسي صغير جلست عليه و أخذت مصحفها الأزرق الصغير و جلست تقرأ فيه.
خرج الأطباء و خرجتُ معهم .صرت أمر على الصغير , حالته لم تتغير , جثة على السرير الأبيض..إلتفت إلى أمه حالها أيضا لم يتغير , يوماً أراها تقرأ عليه و يوما تتلو القرآن و يوماً تدعو له..
بعد أيام أخبرتني إحدى الممرضات أن الصغير بدأ يتحرك..حمدت الله و قلت لها مباركاً: يا أمّ ياسر أبشرك ياسر بدأ يتحسن. قالت كلمة واحدة و هي تدافع عبرتها : الحمد لله ..الحمد لله .
مضت أربع و عشرون ساعة.. نفاجأ بالصغير يصاب بنزيف حاد مثل نزيفه الأول و يتوقف قلبه مرة أخرى, و يتعب جسده الصغير و يفقد الحركة و الإحساس..
دخل أحد الأطباء يعاين حالته فسمعته الأم يقول : وفاة دماغية.. رددت : الحمد لله على كل حال, الشافي ربي.
بعد أيام شُفي الصغير لكنه لم تمض عليه ساعات حتى أصيب بنزيف في القلب ثم يفقد الحركة و الإحساس, و يفيق بعد أيام ثم يصاب بنزيف جديد .. حالة غريبة لم أر مثلها في حياتي..تكرر هذا النزيف ست مرات و لا تسمع منها إلا : الحمد لله الشافي ربي, هو المعافي…
بعد فحوصات و علاجات متعددة سيطر أطباء القصبة الهوائية " بإذن الله " على النزيف….و بعد ستة أسابيع بدأ ياسر يتحرك… و فجأةغذا به يُبتلى بخراج كبير و التهاب في الدماغ , عاينت حالته بنفسي , قلت لها: ابنك وضعه حرج جدا و حالته خطيرة…. رددت: الشافي هو الله .. و انصرفت تقرأ القرآن….زال هذا الخراج بعد أسبوعين, مضى يومان تماثل الغلام أثناءهما للشفاء حمدنا الله على ذلك…, بدأت الأم تهئ نفسها للخروج .. و بعد ثلاثة أيام إذا به يصاب بتوقف و التهاب حاد بالكلى أدى إالى فشل كلوي حاد كاد أن يميته…و الأم مازالت متماسكة متوكلة على ربها و تردد: الشافي هو الله..ثم تذهب و تقرأ من مصحفها عليه..
مضت الأيام و نحن في محاولات و علاجات متتابعة لا تتوقف استمرت أكثر من ثلاثة أشهر تحسنت كليتاه و لله الحمد لكن القصة لم تنتهي , يصاب الصغير بمرض عجيب لم أره في حياتي و بعد أربعة أشهر يصاب بالتهاب في الغشاء البلوري المحيط بالقلب مما اضطرنا إلى فتح القفص الصدري و تركه مفتوحا ليخرج الصديد..
و أمه تنظر إليه و تردد :أسأل الله أن يشفيه هو الشافي المعافي ثم تنصرف عنه إلى كرسيها و تفتح مصحفها..
كنت أنظر إليها أحيانا و مصحفها بين يديها لا تلتفت إلى من حولها..كنت أدخل غرفة الإنعاش فأرى أنواع المرضى و مرافقيهم… أرى مرضي يصرخون و آخرين يتأوهون, و مرافقين يبكون و آخرين يجرون وراء الأطباء و هي على كرسيها و مصحفها لا تلتفت إلى صارخ و لا تقوم إلى طبيب و لا تتحدث مع أحد كنت أشعر أنها جبل,
بعد ستة أشهر في الإنعاش كنت أمر بالصغير فأراه لا يرى و لا يتكلم و لا يتحرك, صدره مفتوح , ظننا أن هذه نهايته و خاتمته و المرأة كما هي تقرأ القرآن , صابرة لم تشتكِ و لم تتضجر و الله ما كلمتني بكلمة واحدة و لا سألتني عن حالة ولدها إلا إن ابتدأت أنا أحدثها عنه…. و كان زوجها قد جاوز عمره الأربعين , يقابلني أحياناً عند ولده فإذا التفت إليّ يسألني غمزت الأم يده و هدأته و رفعت من معنوياته و ذكرته بأن الشافي هو الله….
بعد شهرين تحسنت حالته و حولناه لقسو الأطفال في المستشفى .. تحسن كثيراً , مارسوا معه أنواع من التدريبات و العلاجات و بعدها ذهب الطفل إلى بيته ماشياً يرى و يتكلم كأنه لم يصبه شيء من قبل..
عفواَ لم تنته القصة العجيبة بعد …بعد سنة و نصف السنة .. كنت في عيادتي… فإذا بزوج المرأة يدخل عليّ و تدخل زوجته وراءه تحمل بين يديها طفلا صغيرا صحته جيدة و كان للطفل مراجعة عادية عند أحد الزملاء لكنهم جاءوني للسلام عليّ.
قلت للزوج : ما شاء الله هذا الرضيع رقم ستة أو سبعة في العائلة؟؟
فقال : هذا هو الثاني… و الولد الأول هو الذي عالجته العام الماضي و هو أول مولود لنا .. جاءنا بعد 17 عاماً من الزواج و العلاج و العقم ,…
خفضت رأسي .. و أنا أتذكر صورتها و هي عند الولد.. لم أسمع لها صوتا .. و لم أر منها جزعا…قلت: سبحان الله بعد 17 سنة من الصبر و أنواع علاج العقم ترزق بولد تراه يموت أمامها مرات و مرات , و هي لا تعرف إلا لا إله إلا الله,الله الشافي المعافي….أي اتكال هذا و أي امرأة هذه…
قال دكتور عبد الله:
جاءت إليّ تجر خطاها … تحمل على ذراعيها طفلاً قد أنهكه المرض.
أم قارب عمرها الأربعين , قد ضمت الصغير إلى صدرها كأنه قطعة من جسدها ,كانت حالته حرجة تسمع تردد النفس في صدره من على بعد مترين و ثلاثة.. سألتها: كم عمره؟
قالت : سنتان و نصف السنة.
عملنا له الفحوصات الازمة., كان يعاني من مشاكل في شرايين القلب أجرينا له العملية وبعد يومين من العملية كان ابنها في صحة جيدة.
ابتهجت الأم و فرحت , و صارت كلما رأتني سألتني : متى الخروج يا دكتور؟ فلما كدت أكتب أمر الخروج ,فإذا بالصغير يصاب بنزيف حاد في الحنجرة أدى إلى توقف قلبه 45 دقيقة.
غاب الصغير عن وعيه, اجتمع الأطباء في غرفته و مضت الساعات و لم يستطيعوا إفاقته ,تسرع أحد الزملاء و قال لها: احتمال أن يكون ابنك مات دماغيا و أظن أنه ليس له أمل في الحياة. التفت إليه لائماً لم قال هذا؟ و نظرت إليها فوالله ما زادت على أن قالت: الشافي الله, المعافي الله..ثم تمتمت قائلة:أسأل الله إن كان له خير في الشفاء أن يشفيه ثم سكتت, و مضت إلى كرسي صغير جلست عليه و أخذت مصحفها الأزرق الصغير و جلست تقرأ فيه.
خرج الأطباء و خرجتُ معهم .صرت أمر على الصغير , حالته لم تتغير , جثة على السرير الأبيض..إلتفت إلى أمه حالها أيضا لم يتغير , يوماً أراها تقرأ عليه و يوما تتلو القرآن و يوماً تدعو له..
بعد أيام أخبرتني إحدى الممرضات أن الصغير بدأ يتحرك..حمدت الله و قلت لها مباركاً: يا أمّ ياسر أبشرك ياسر بدأ يتحسن. قالت كلمة واحدة و هي تدافع عبرتها : الحمد لله ..الحمد لله .
مضت أربع و عشرون ساعة.. نفاجأ بالصغير يصاب بنزيف حاد مثل نزيفه الأول و يتوقف قلبه مرة أخرى, و يتعب جسده الصغير و يفقد الحركة و الإحساس..
دخل أحد الأطباء يعاين حالته فسمعته الأم يقول : وفاة دماغية.. رددت : الحمد لله على كل حال, الشافي ربي.
بعد أيام شُفي الصغير لكنه لم تمض عليه ساعات حتى أصيب بنزيف في القلب ثم يفقد الحركة و الإحساس, و يفيق بعد أيام ثم يصاب بنزيف جديد .. حالة غريبة لم أر مثلها في حياتي..تكرر هذا النزيف ست مرات و لا تسمع منها إلا : الحمد لله الشافي ربي, هو المعافي…
بعد فحوصات و علاجات متعددة سيطر أطباء القصبة الهوائية " بإذن الله " على النزيف….و بعد ستة أسابيع بدأ ياسر يتحرك… و فجأةغذا به يُبتلى بخراج كبير و التهاب في الدماغ , عاينت حالته بنفسي , قلت لها: ابنك وضعه حرج جدا و حالته خطيرة…. رددت: الشافي هو الله .. و انصرفت تقرأ القرآن….زال هذا الخراج بعد أسبوعين, مضى يومان تماثل الغلام أثناءهما للشفاء حمدنا الله على ذلك…, بدأت الأم تهئ نفسها للخروج .. و بعد ثلاثة أيام إذا به يصاب بتوقف و التهاب حاد بالكلى أدى إالى فشل كلوي حاد كاد أن يميته…و الأم مازالت متماسكة متوكلة على ربها و تردد: الشافي هو الله..ثم تذهب و تقرأ من مصحفها عليه..
مضت الأيام و نحن في محاولات و علاجات متتابعة لا تتوقف استمرت أكثر من ثلاثة أشهر تحسنت كليتاه و لله الحمد لكن القصة لم تنتهي , يصاب الصغير بمرض عجيب لم أره في حياتي و بعد أربعة أشهر يصاب بالتهاب في الغشاء البلوري المحيط بالقلب مما اضطرنا إلى فتح القفص الصدري و تركه مفتوحا ليخرج الصديد..
و أمه تنظر إليه و تردد :أسأل الله أن يشفيه هو الشافي المعافي ثم تنصرف عنه إلى كرسيها و تفتح مصحفها..
كنت أنظر إليها أحيانا و مصحفها بين يديها لا تلتفت إلى من حولها..كنت أدخل غرفة الإنعاش فأرى أنواع المرضى و مرافقيهم… أرى مرضي يصرخون و آخرين يتأوهون, و مرافقين يبكون و آخرين يجرون وراء الأطباء و هي على كرسيها و مصحفها لا تلتفت إلى صارخ و لا تقوم إلى طبيب و لا تتحدث مع أحد كنت أشعر أنها جبل,
بعد ستة أشهر في الإنعاش كنت أمر بالصغير فأراه لا يرى و لا يتكلم و لا يتحرك, صدره مفتوح , ظننا أن هذه نهايته و خاتمته و المرأة كما هي تقرأ القرآن , صابرة لم تشتكِ و لم تتضجر و الله ما كلمتني بكلمة واحدة و لا سألتني عن حالة ولدها إلا إن ابتدأت أنا أحدثها عنه…. و كان زوجها قد جاوز عمره الأربعين , يقابلني أحياناً عند ولده فإذا التفت إليّ يسألني غمزت الأم يده و هدأته و رفعت من معنوياته و ذكرته بأن الشافي هو الله….
بعد شهرين تحسنت حالته و حولناه لقسو الأطفال في المستشفى .. تحسن كثيراً , مارسوا معه أنواع من التدريبات و العلاجات و بعدها ذهب الطفل إلى بيته ماشياً يرى و يتكلم كأنه لم يصبه شيء من قبل..
عفواَ لم تنته القصة العجيبة بعد …بعد سنة و نصف السنة .. كنت في عيادتي… فإذا بزوج المرأة يدخل عليّ و تدخل زوجته وراءه تحمل بين يديها طفلا صغيرا صحته جيدة و كان للطفل مراجعة عادية عند أحد الزملاء لكنهم جاءوني للسلام عليّ.
قلت للزوج : ما شاء الله هذا الرضيع رقم ستة أو سبعة في العائلة؟؟
فقال : هذا هو الثاني… و الولد الأول هو الذي عالجته العام الماضي و هو أول مولود لنا .. جاءنا بعد 17 عاماً من الزواج و العلاج و العقم ,…
خفضت رأسي .. و أنا أتذكر صورتها و هي عند الولد.. لم أسمع لها صوتا .. و لم أر منها جزعا…قلت: سبحان الله بعد 17 سنة من الصبر و أنواع علاج العقم ترزق بولد تراه يموت أمامها مرات و مرات , و هي لا تعرف إلا لا إله إلا الله,الله الشافي المعافي….أي اتكال هذا و أي امرأة هذه…