السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الأول .. تعالوا لتتعرفوا عليَّ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ورد ذكري في القرآن الكريم بصيغ مختلفة بلغ عددها 7884 مرة
وهذا يرجع لأهميتي عند خالقي سبحانه وتعالى ، لذا أبدأ حديثي معكم
بالحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبيَّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .
لقد فرض الله سبحانه وتعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم الصيام
كما فرضه على الذين من قبلهم .
هل من أجل أن نجوع ونعطش ؟ أم أن هناك هدف أسمى من الجوع والعطش ؟
هذا الهدف السامي هو من أجل تحصيلي .
فمن أنا ؟ وما هو تعريفي ؟
أنا التقوى
و تعريفي هو : هو أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية ، تقيه منه .
وتقوى العبد لربه : أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك ، وهي فعل طاعته واجتناب معاصيه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، من فعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات .
ماذا قال السلف الصالح عني لتوضيح معناي :
* قال علي رضي الله عنه : التقوى هو الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل .
* قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } قال : أن يُطاع فلا يُعصى ، ويُذكر فلا يُنسى ، وأن يُشكر فلا يُكفر .
* وقد قيل أن عمر رضي الله عنه سأل أبي بن كعب عن التقوى . فقال له : أما سلكت طريقًا ذا شوك ؟ . قال : بلى . قال : فما عملت ؟ . قال : شمرت واجتهدت . قال : فذلك التقوى .
* قال ابن عباس رضي الله عنهما : المتقون الذين يحذرون من الله وعقوبته .
* قال طلق بن حبيب : التقوى أن تعمل بطاعة الله ، على نور من الله ، ترجو ثواب الله ، وأن تترك معصية الله ، على نور من الله ، تخاف عقاب الله .
خـلى الـذنوب صغيرها ….. وكـبـيـرهـا ذاك الـتـــقـى
واصنع كماش فوقَ أر ….. ض الشوك يحذر ما يرى
لا تـحـقـرن صـغـيـــرة ….. إن الـجـبـال مـن الحـصى
وصية الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح للتحلي بي :
* وأنا وصية الله تعالى لجميع خلقه الأولين والآخرين ؛ قال تعالى : { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ } .
* وأيضًا وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته ؛ فعن أبي أمامه صُدي بن عجلان الباهلي رضي الله عته ؛ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع ، فقال : " اتقوا ربَّكم ، وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأدُّوا زكاة أموالكم ، وأطيعوا أمراءكم ، تدخلوا جنَّة ربكم ) سنن الترمذي : كتاب الجمعة .
* وقال صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت ) رواه الترمذي وقال : حسن .
* وكان صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرًا على سريَّة ، أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ، وبمن معه من المسلمين خيرًا .
* ولم يزل السلف الصالح يتواصون بي في خطبهم ومكاتباتهم ووصاياهم عند الوفاة :
– كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله : ( أما بعد .. فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل ؛ فإنه : من اتَّقاه وقاه ، ومن أقرضه جزاه ، ومن شكره زاده ) .
– وأوصى علي رضي الله عنه رجلاً ، فقال : ( أوصيك بتقوى الله عز وجل ، الذي لابدَّ لك من لقائه ، ولا منتهى لك دونه ، وهو يملك الدنيا والآخرة ) .
ما هي البواعث والدوافع التي تجعلكم تتحلون بي ؟
– خوف العقاب الأخروي ، ورجاء الثواب الأخروي .
– خوف العقاب الدنيوي ، ورجاء الثواب الدنيوي .
– خوف الحساب .
– الحياء من نظر الله ( وهو مقام المراقبة ) .
– الشكر لله على نعمه بطاعته .
– العلم لقوله تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } ، كل من أطاع الله فهو عالم ، وكل من عصى الله فهو جاهل ، وكفى بخشية الله علمًا وكفى بالاغترار بالله جهلاً .
– تعظيم جلال الله ( وهو مقام الهيبة ) .
– وصدق المحبة ، لقول القائل :
تعـصي الإله وأنت تظهر حـبه …. هذا لعـمري في القياس شنيع
لـو كـان حـبـك صادقـا لأطعـته …. إن المحب لمن يحـب مـطـيـع
لي ثلاثة درجات هي :
– أن يتقي العبد الكفر وذلك مقام الإسلام .
– أن يتقي المعاصي والحرمات وهو مقام التوبة .
– أن يتقي الشبهات وهو مقام الورع .
العلامات التي تميز من يتحلى بي :
– أن يكون مراقبًا لله في جميع شئونه ، مخلصًا القول والعمل والنية ( درجة الإحسان ) .
– أن يكون معتقدًا لأصول الإيمان .
– أن يكون محافظًا على أركان الإسلام .
– أن يكون متمسكًا بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
انتظروا الجزء الثاني .. الفوائد التي يجنيها من يتحلى بي في الدنيا .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أول مشاركة
ننتظر الجزء الثانى