تخطى إلى المحتوى

الحث على القيام بحق الأولاد والوالدين 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قـال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ

نَاراً ) التحريم6، وذلك بالقيام التام في تربيتهم في

دينهم وأخلاقهم ودنياهم .

وقال تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ )

الأولاد أمانات عند الوالدين ،عليهم القيام بحفظ هذه

الأمانات ، وكفهم عــن جميـــع المضار والمفاسد ،

وتعليمهم العلوم النافعة وأخذهم بالأخلاق الفاضلة.

بشِّر الــذيـن يربون أولادهم تــربيـــة صالحة بالخير

والثواب والانتفاع ، وحذر الذين يهملونهم بالضرر

العاجل ، والآجل ، والضياع .

لـــو كــان لك بستان فيه غراس وأشجار ، فلاحظته

وحفظته ونميته ، لجـــاء منــه ما تؤمله وترجوه ،

ولو أهملته وضيعته ، فــلا تلومن إلا نفسك ، يوم

يحصد الزارعون ما زرعوه .

كذلك الأولاد ، وهــــم غراسك الذي تؤمل نفعه ، فقم

عليهم بما تستطيعه من التربية الصالحة والملاحظة

وإياك أن تهملهم وتضيعهم فتبوء بسوء العاقبة .

كــم اغتبط الوالدون بصـــلاح الأولاد ! وكـــم نـــدم

المفرطون حيــن تعذر الإصلاح وحاق الفساد !

ذلك بما قدّمت أيديهم ، وما الله يريد ظلما للعباد .

أيها الأولاد ، احمدوا ربكم الذي قيّض لكم الوالدين ،

فحنوا عليكـــم حنوا عظيما : أسهروا في مصالحكم

ليلهم ، وأتعبوا نهارهم ؛ وكنتم همهم الأكبر في

سرهم وجهارهم .

غذوكم بأطيب الطعام وأهنأ الشراب ، ووالوا عليكم

الكسوة وتوابعها فــي جميــع الأوقـــــات وعلموكم

الكتابة والقرآن ولاحظوكم بالعناية التامة والشفقة

والبر والإحسان .

فقوموا ببرهم أحياء وأمواتا ، وتضرعوا إلـــى الله

أن يغدق عليهــم الرحمة والكرم ، رحم الله الآباء

المشفقين وأحسن الله جزاء الأولاد البارّين .

وقــد أمــر الله بالتعاون عـــلى البر والتقوى ، فعلى

الوالدين أن يعينوا أولادهم على برّهم ، بأن يوطنوا

أنفسهم على شكر ما جاء منهم مـــن البر اليسير ،

ويغضوا النظر عن التقصير والتفريط الكثير ، فمــا

استجلب البر والصلاح بمثل هذه الحال ، ولا صفت

حياة عن الخلل الواقع من أولادهم والإخلال ،

إلا بالتساهل معهم وتمشية الأحوال .

وعـلى الأولاد أن يتحملوا من والديهم ما قصروا به

من حقوقهم ،وأن يحتسبوا ببرهم وجه الله وثوابه،

ليهون عليهم ما يلقونه من شراسة أخلاقهم ، فهذه

الطريقة أقوم الحالات لصالح الأمور ، فمن لم يقنع

إلا بحقه كله ،فاته كله ، ومن اكتسب البر القليل ،

وغض النظر عـن النقص الكـثــيـــر فقـــد أراح

واستراح ، واغتبط في كل أحواله .

كتاب : الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد

والفنون المتنوعة الفاخرة . للشيــخ عــبدالرحمن السعـــدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بورك فيك غاليتي

بارك الله فيك

لا اله الا الله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.