في المسجد، فوق السجادة العجمية.. التف الصبية حول شيخهم الجليل، بلباسهم الأبيض وطاقياتهم الملونة.. ينصتون إلى الدرس الديني من قبل شيخهم الجليل، الذي يجلس بينهم بلحيته البيضاء (وعمامته)، البيضاء أيضاً… ومن يده المهيبة تتدلى سبحة عقيقية.
بعد غياب الشمس وانتهاء الدرس، سأل الصبية شيخهم:
-قل لنا، ياشيخنا.. ماهو الحلال، وماهو الحرام…؟
قال:
-كل شيء حلال مالم يحرم.. وكل شيء حرام مالم يحلل.
-لم نفهم ياشيخنا، حدد لنا.
-كل مايراه العقل الحكيم مفيداً، فهو حلال.. وكل مايراه العقل ضاراً للناس والوطن، فهو حرام.
ودع الصبية الشيخ، وفي ركن من أركان المسجد خلعوا طاقياتهم، وغيروا ملابسهم، وغادروا المسجد… ثم انخرطوا في المجتمع، وهناك أكثروا من التأمل والتفكير والاجتهاد.
وبعد أن كبروا، وأثروا، عادوا إلى شيخهم، التفوا حوله وقالوا له:
-لقد اجتهدنا في الحلال والحرام يا شيخنا.
قال الشيخ العجوز، وهو يضيء أنوار المسجد، وسبحته العقيقية في يده:
-قولوا لي ماذا اجتهدتم..؟
-اجتهدنا.. أن الرشوة حلال، لأن الرواتب لاتكفي.. وأن إيداع المبالغ في المصارف حلال، لأن الإنسان المعاصر يطمئن إلى نقوده (من المستغلين).. وأن القرض من المصرف حلال، لأن الإنسان لايمكنه شراء بيت دون ذلك.. وأن الصحن اللاقط حلال، لأنه يصلنا بالعالم الغربي… وأن الكذب مباح، لأن…
فما كان من الشيخ الجليل.. إلا أن حمل الهراوة.. ولحق بهم..
وهم يتراكضون بأقصى مايمكنهم من سرعة..)
(في طرقات هذا الزمن العجيب.
من قلمي الصغير اكتبها لكم …………….. مع تحياتي
عموما هي بدايتها رائعه
و اسلوبك معبر جداااااااااا
&&&
يسلموووووووووووووو
مميزة
ربي يجازيكي كل الخير