نسمع عن كثير من المشاكل تحدث بين كثير من الناس !
فالمشاكل بين الزوجين مثلا ، وبين الأب وابنه ، وبين الأم وابنتها ، وبين صديقين ، وبين أي قريبين أو ودودين أو اسرتين أو حتى دولتين ، يكون السبب الأساس في تأخير أو تعطيل الإصلاح بينهما هو فقدان لغة الحوار أو هشاشتها !
ما هو الحوار ؟
الحوار هو تناقل وتناقش قضية بين طرفين بغية الوصول الى حل فيه مصلحة مرضية لهما .
ونحن نرى أن المجتمعات والأسر والدول والإدارات والحكومات الناجحة تهتم بلغة الحوار بين أفرادها وتعطيه اهتماما بالغا ، حيث أنها تعلم ان لغة الحوار هي لغة الترابط والتعاون بين أفرادها ولذلك فهي تهتم به في مدارسها!!!.
ولست هنا بصدد ضرب أمثلة إذ أنها أكثر من أن تحصى ! ولكن أحب أن انبه الى أن المشاكل التي تحصل بسبب المراهقين والمراهقات هي بسبب عدم وجود لغة الحوار بين الأب وابنه او الأم وابنتها وبين كل طرفين .
جربي ايتها الأم ….
جرب ايها الأب…..
لقد علمت نفسي بعد طول عناء الا ابت في امر قبل ان أفكر فيه جيدا ، متمثلا المثل القائل التأخر في الجواب الصحيح خير من الإسراع في الجواب الخطأ ( حيال اخطاء الأبناء ) ، وأذكر هنا أنه قد حصل لي موقف من المواقف مع أحد أبنائي كان يعطيني الحق في أن اعاقبة عقابا شديدا !! ولكنني جلست مع نفسي أحاورها كي استفيد ماستطعت من الموقف والحدث فوجدت الآتي …..
هناك اسلوب العقاب
وهناك اسلوب الحوار
وهناك التغاضي
اما التغاضي فليس حلا صحيحا لأن السن سن ادراك والحدث لايجب السكوت عنه .
اما العقاب فسيكون سوطا سيزول اثر المه مع الأيام ولكن القناعة بعدم التكرار لن يكون مضمونا .
ولهذا لجأت الى اسلوب الحوار( ولا أخفيكم فقد كنت أخفي غضبي أثناء الحوار ) حيث صار النقاش فيه نقاش اناس بالغين بحيث انني جعلت الموضوع قضية ند لند ليس فيه فرض قناعات وشروط بل اشعار للغير بأنهم على مستوى المسؤولية كي يتحملوا تلك الأخطاء فيما لو حصلت مستقبلا مرة أخرى ، وبما انها تجربة أولى فلا يمنع من أن نصل الى اقناع بأهمية احترام حقوق الآخرين فيها ، وايضا احترام عادات وتقاليد الأسرة وكذلك الدين .
وقد كانت تجربة ناجحة والحمدلله رأيت آثارها فيما بعد .
اردت ان أقول اننا بحاجة فعلا الى التناقش والحوار بيننا ولكن يجب ان تكون منطلقاتنا علمية ومبنية على اسس صحيحة ، عندها يجب ان ندرك مدى أهمية القراءة بالنسبة لنا في اسس ادارة البيت والتربية .
والأمر الآخر هو الصحبة ….
بين الأسرة الواحدة لايكفي الحوار فقط واعطاء الإرشادات ، بل لابد من الصحبة للإبن من الأب والصحبة بين الأم وابنتها وخاصة في مرحلة المراهقة ، إذ أن الحاجة الى الصاحب تكون ملحة لهما !! حيث أن البنت أو الولد يبدآن بالإنفصال الشعوري والإستقلال بالذات ، لذا وجب علينا المربون ان ننساق وراءهما مع وجود مسافة الثقة تحت مظلة المراقبة والإعتماد على النفس .
ايتها الأم
ايها الأب
ستقولون لي : لماذا ابني أو ابنتي تشعربنفور لمجرد شعورها باقترابي منها او منه ؟
أقول لكما لأن اقترابكما جاء متأخرا ! كما ان هذا الإقتراب يفسر منه أو منها على انه تدخل في الشؤون أكثر منه خوف وإشفاق !
ويأتي السؤال الآخر :
وماذا نفعل الآن ؟؟ وهل فات الوقت ؟؟؟
لا لم يفت ، وعليكما ان تبدآ بمد جسور الحوار قبل أن يفوت الوقت كثيرا .
ومما يزيد من عجبي وحسرتي في نفس الوقت هو أن كثيرا من الأمهات ( خريجات الكليات والجامعات ) لايهتممن بالقراءة في الوقت الذي هي تشكو من مشاكل الأطفال في بيتها !! فما بالها لو وصل اولادها لمرحلة المراهقة !!
كم تصرف الأمهات من الأموال على ملابس بناتهن ، وعلى حفلات الأعراس ، وعلى الأسفار ، وعلى الولائم والعزايم !!!!!!!!!
وكم يصرف الآباء على ضيوفه ، وتزيين بيته بالرخام والجرانيت والموزاييك ، والسيارات ، والخيول ، والرياضة !!!!!!!
نحن أمة إقرأ ، وجب علينا أن نقرأ .
الحوار فن يجب الإهتمام به اهتمامنا بالطعام والشراب .
بس فين الى يفهمك ويقدر كلامك ويوقف معاكى فى حوار من دون انفعالات وصراخ وصوت عالى
لو كل انسان تكلم بهدوء وبحوار عقلانى مع الطرف الاخر كان امور كثيره اتحلت بسهوله
لكن هيهات