وَ عَجِلْتُ إلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى
رواه الترمذي .
واعلم أخي الحبيب أن من علامات التوفيق دخول أعمال البر عليك من غير قصد لها وصرف المعاصي عنك مع السعي إليها وفتح باب اللجؤ والافتقار إلى الله تعالى في كل الأحوال واتباع السيئة بالحسنة وعظم الذنب في قلبك وإن كان من صغار الذنوب والإكثار من ذكر الله وشكره وحمده واستغفاره ، ومن علامات الخذلان تعثر الطاعات عليك مع السعي فيها ودخول المعاصي عليك مع قربك منها وغلق باب الالتجاء إلى الله وترك التضرع له وترك الدعاء واتباع الحسنة بالسيئات واحتقارك لذنوبك وعدم الاهتمام بها وإهمال التوبة منها والاستغفار ونسيانك لربك .
قال رجل لطاووس : أوصني قال أوصيك أن تحب الله حباً حتى لا يكون شىء أحب إليك منه ، وأرج الله رجاء يحول بينك وبين ذلك الخوف ، وارض للناس ما ترضى لنفسك . بالحب والذل تتم العبادة فاجمع في قلبك محبة الله مع تمام الذل والخضوع له واعلم أن الخلق منذ خلقوا ما زالوا مسافرين وليس لهم حط عن رحالهم إلا في الجنة أو النار. والعاقل يعلم أن السفر مبنى على المشقة وركوب الأخطار ومن المحال أن يطلب فيها نعيماً ولذة وراحة بال إنما ذلك بعد انتهاء السفر ومن المعلوم أن المسافر عند كل وطأة قدم أو أنة من أنات السفر لابد أن يكون مستشعراً أنه مسافر من تهيئة الزاد الموصل. وإذا نام أو استراح فهو على قدم الاستعداد لمواصلة السير .
قـوم هـمومهم بالله قد علقت*** فـما لـهم همم تسموا إلى أحد
فـمطلب القوم مولاهم وسيدهم ***يا حسن مطلبهم للواحد الصمد
مـا إن تنازعهم دنيا ولا شرف***مـن الـمطاعم واللذات والولد
ولا لـلبس نـفيس فـائق أنق***ولا لروح مسرور حل في بلد
إلا مـسارعة فـي نيل منزلة***يحظى بها مخلص للواحد الأحد
أيها الحبيب إن الله عرف أولياؤه غوائل الدنيا وآفاتها وكشف لهم عن عيوبها وعوراتها. وزنوا بحسناتها سيئاتها فعلموا أنه يزيد منكرها على معروفها لا يخلوا صفوها من كدر.
قال تعالى : " إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهارا فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " يونس : 24
وقال تعالى : " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور . الحديد : 20
وروى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلاً من بعض العالية والناس كنفيه وفى رواية كنفتيه فمر بجدى أسك ميت فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم فقالوا ما نحب أن هذا لنا بشىء وما نصنع به ؟
قال أتحبون أنه لكم قال لو كان حياً كان عيباً فيه لأنه أسك فكيف وهو ميتاً. فقال والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم .
فالدنيا لا تدوم لأحد إن أسعدت يوما أشقت أياما لا يدوم لها حال
أفـنى القرون التى كانت منعمةً***كـر الـجديدين إقـبالا وإدباراً
كم قد أبادت صروف الدهر من***مـلك قـد كان نفاعاً وضراراً
يـا مـن يعانق دنيا لا بقاء لها***يـمسى ويصبح فى دنياه سفارا
هلا تركت من الدنيا معانقة حت***ى تـعانق فـى الفردوس أبكارا
إن كنت تبغى جنان الخلد تسكنها***فـينبغى لـك ألا تـأمن الـنار
اللهمَّ فلا تحرمنا الجنة و نحن نتضرَّعُ إليكَ و نسألك
اللهمََّ اجعلنا من أهل الفردوس الأعلى في الجنة
برحمتكَ يا أرحمَ الراحمين
.-.-.-.-.-.
لقد ذَكَرَكَ الله تعالي بالقرأن ضمن أقوام إلي أي قوم تنتمي ؟
كيف نتعامل مع القرآن ؟
علي كل منا أن يدرك انه مخاطب بكل ما في القرآن وأنه أنزل إليه هو !!!
ألم يرد بخاطرك يوما هذا السؤال ؟
القرآن هو نفسه الذي كان بين يدي أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم
فلماذا تقدموا وتأخرنا ؟ ولماذا انتصروا وهُزمنا ؟
هذا لأن صلتنا بالقرآن وتعاملنا معه غير صلتهم به وتعاملهم معه .
وإليك مثل من بين مئات بل ألاف الأمثله وهو الأحنف بن قيس
روي أن الأحنف بن قيس كان جالساً يوما فجال بخاطره قوله تعالي
( لـقد انزلنـا إليكـم كتاباً فيـه ذكركـم )
فقال : علي بالمصحف لألتمس ذكري حتي اعلم من أنا ومن أشبة ؟
فمر بقوم : ( كانوا قليلاُ من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم )
ومر بقوم : ( ينفقون في السراء والضراء والكظمين الغيظ والعافين عن الناس ….. )
ومر بقوم : ( يؤثرون علي أنفسهم ولوكان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )
ومر بقوم : ( يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون … )
فقال تواضعاُ منه : اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء ثم أخذ يقرأ
فمر بقوم : ( إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )
ومر بقوم : يقال لهم ( ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين …. )
فقال : اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء
حتي وقع علي قوله تعالي : ( وأخرون أعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً عسي الله أن يتوب عليهم ، إن الله غفور رحيم )
فقال : اللهم أنا من هؤلاء
والأن جاء دورك أعرض نفسك علي القرآن :
إذا قال تعالي : ( قد أفلح المؤمنون ………… ……… أكمل لتري أأنت منهم أم لا )
إذا قال تعالي : ( أقـم الصـلاة ………… ……… …….. أكمل لتري أتفعل أم لا )
إذا قال تعالي : ( أولياء الله لا خوف عليهم …. أكمل واسأل نفسك متي ستكون منهم )
إذا قال تعالي : ( وعباد الرحمن ………… .. أكمل لتري أي صف تنطبق عليك منهم )
إذا قال تعالي : ( استغفروا ربكم ………… ……. أكمل لتري أين أنت من الأستغفار )
إذا قال تعالي : ( أدعوني أستجب لكم ………… …. أكمل لتري أين أنت من الدعاء )
إذا قال تعالي : ( إن الله مع الذين اتقوا ………… .. أكمل لتري أأنت منهم أم لا )
إذا قال تعالي : ( فأذكروني أذكركم ………… ……… .. أكمل أين أنت من ذكر الله )
إذا قال تعالي : ( وسبح بحمد ربك ………… ……. أكمل لتري أين أنت من التسبيح )
إذا قال تعالي : ( استعينوا بالصبر والصلاة ……….. أكمل لتري أستعين بهما أم بالناس )
إذا قال تعالي : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم … أكمل لتري مع من تصبر )
إذا قال تعالي : ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ………… …. ؟؟؟ )
أتعلم كم مره ذكر لفظ يا أيها الذين أمنوا ؟؟؟ أأنت ممن إتبع ما بعدها ؟؟؟
إخواني وأخواتي في الله هيا بنا تقرأ القرأن بتدبر وخشوع ولنعلم أنها مخاطبه الرحمن وأن كل أمر علينا تنفيذه وكل نهي علينا إجتنابه لنحظي برضي الرحمن والفوز بالجنان ونمتع أعيننا بلذة النظر في كتاب الله تعالي لنفوز بلذة النظر إلي وجهه يوم القيامة و حتي لا نكون ممن قيل فيهم ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) وأعوذ بالله أن أذكركم بهذا وانساه
اللهم إن كنت تعلم أنها خالصة لوجهك الكريم فأحفظها وأجعلها تنتشر وتكن صدقة جارية حتي بعد ان تتوفانا إليك إن شاء الله مسلمين مؤمنين لرب العالمين ولا تنسونا من صالح دعائكم
أدعو لي بالثواب والمغفرة والرحمة وأن يسكنى ربى فسيح الجنات ويرضى عنى
وجعلكى من اهل الفردوس الاعلى
ووفقكى الله دائما الى ما يحب ويرضا
وبارك الله لنا فيكى وفى مواضيعيك الجميله
وجعل ذلك فى ميزان حسناتك
وفقك الله لكل خير
اليك هذه الحكم
العين التي لا تبكي , لا تبصر في الواقع شيئاً
المهزوم إذا ابتسم , افقد المنتصر لذة الفوز
شق طريقك بابتسامتك خير لك من أن تشقها بسيفك
لا تستحي من إعطاء القليل فإن الحرمان اقل منه.
اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك .
احبك في الله
وزادك علما
وبارك فيك
ورزقك الفردوس الأعلى
جدا مؤثر جزاك عنا خير الجزاء