تخطى إلى المحتوى

الحيرة بين العقل و العاطفة 2024.

العقل والعاطفة……

الرجال يختلفون في فهم المرأة ، ويقصر هذا الفهم عند قليلي الاطلاع ، كما أنه يقصر أكثر في مرحلة الشباب أي بين العشرين والثلاثين ، وخاصة إذا كانت جذور الأسرة تعاني من انفصال الأبوين ( هذا من حيث العموم ) .
والمرأة تحب وتميل اكثر الى من يفهمها بطريقة جذابة ( وهذا يختلف باختلاف تفكير النساء )، كما أن الرجل يحب أن يرى في المرأة شدة اعجابها به ، ولا نكتم سرا حينما نقول أنها تستطيع أن تسحره وتسيطر على عواطفه إذا كان شعورها صادقا نحوه وأحس هو بذلك .
وقوة المرأة تكمن في ضبطها لمشاعرها وعواطفها ، ولكن هذه القوة تضعف أمام من تهوى وتحب ، كما أنها تصاب باحباط اذا كان حبها من طرف واحد فقط ولم يبادلها نفس الشعور أو لنقل إذا لم يفرغ نفسه لفهمها بالطريقة الجذابة التي تعجبها .
وكما أن النساء كالفاكهه لها طعوم لذيذة ومختلفة ، فالرجال كذلك ، ولكن على اختلاف في طريقة تذوق أحدهما للآخر ، وكما انه ليس هناك رجل كامل فالنساء كذلك ، ولا يفرك مؤمن مؤمنة كما جاء في الحديث الصحيح .
ولا بد للرجل أن يستحضر عقلة إذا غلبت عليه عاطفته!
كما أنه لابد أن يستحضر عقله ليسوق عاطفته في الإتجاه الذي يضمن به الدخول الى قلب المرأة ، ولن يستطيع الدخول مالم هي تسمح له بذلك !!!
كم هي رائعة !!
حيث أنها لن تسمح له بذلك الا إذا استطاع أن يخاطب قلبها عن طريق النظر في عينيها وينجح في دغدغة عواطفها باسماعها جميل ومعسول الكلام ، كما أنها تحب أن تصدق ما تسمع وذلك بالنظر في عينيه هو أيضا ، فإذا قرأت ذلك بسرعة تحولت كلها الى أذن صاغية يستثيرها الهمس فقط .
وقد تخاف المرأة من الفشل في تجربة عاطفية جديدة !!
وقد يكون سبب ذاك تجربة سابقة ، أو عدم الثقة بالنفس والتردد بسبب عوامل وقوانين وبروتوكولات المجتمع الذي تعيش فيه ، لاذنب لها في سنها ! ولكن للخروج من ذلك المأزق – إن صح التعبير – نقول : عليها أن تغالب عاطفتها لتحكيم عقلها هذا اولا ، وثانيا أن كل امرأة لها اسلوبا وخلقا تحبه الذي هو جزء من فلسفة فكرها وشخصيتها التي تتميز بها ، تحب أن تراه في الرجل الذي امامها ، فمثلا :
إذا كانت ممن يحبون الصدق والأمانه فإنها لن تستقيم الا مع رجل له نفس الصفات مثلا .
ولو كانت ممن يحبون المظاهر فإنها لن تسلك الا مع مثيلها .
ولو كانت رومانسية أكثر من اللازم ( كما يقولون ) فإنها قطعا لن تسلك الا مع قيس بن الملوح .
وإذا كانت ممن يحب البحوث والإطلاع فإ نها تنتظر أن يكون قبيلها ممن يهوى ذلك ……
وهكذا …….
ولكن هنا نقطة اساس تجعل المرأة تحار وتحتار في حسن الإختيار بالرغم من ذلك كله ، وعندها نقول ليس لنا الا أن نعود الى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم :
من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه …………..الحديث .
وليس هذا الحكم على سبيل الأمر أو الإجبار ، لا ، ولكن هذه القاعدة التي يبنى عليها مابعدها من الأمور الأخرى كالتكافؤ في التعليم والثقافة والمستوى المعيشي وغير ذلك من الأمور التي تجعل الطرفين يقبلان ببعضهما عن قناعة دون ضغط نفسي أو أرضاء للغير .
سيبقى الإنسان انسانا ، ولن يستطيع تغيير سجيته وسلوكه مالم تفرض عليه ظروف الحياة بعضا من التنازلات ، ولكنه في الوقت نفسه هو المسؤول عنها كي يسمو بها أو يترك دفتها تعبث بها أمواج بحر الحياة المليئة بالمتناقضات ، كما أن الفشل أو الوقوع في الخطأ ليس عيبا أبدا ، ولكن الخطأ أن يستمر الإنسان في الخطأ ولا يستفيد من تجاربه السابقة أو تجارب السابقين .
وكرامة الإنسان هي المعنى الحقيقي للحياة الشريفة ، كما أن لذة الشعور بالحياة هي ممارسة السلوك الكريم والغبطة بذلك دون تكلف أو مجاملة لأحد ، والإبتسام الصادق في وجه الحياة عموما من شعور ينطلق من قلب مليء بالحب للجميع .

كم هذا الإنسان عظيما لو لم يظلم نفسه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.