كم اكره تدينها……..هذا ما رددته مريم وهي تبكي بحرقة امام صديقاتها في الدراسة في الثانوية
سألتها سارة : من تقصدين ؟؟ …. مريم : انها اختي التي تدينت مؤخرا
ماذا فعلت لك( قالت سعاد ) ……..منذ ان تدينت وهي ترى الجميع
مخالف …. ردت سارة : انها تريد لك الخير …مريم : ولكنها دائما عابسة وتقذف علي النصائح قذفا دونما مراعاة لمشاعري.. حتى انها طلبت مني تغير تصرفاتي والا ستخرجني من غرفتي التي انام فيها معها…….
سارة : سبحان الله ممن يجسدون انفسهم حكاما على الناس ولا يدعون الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة تناسواقول الله تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن )
سعاد : كل مسلمة تعتبر داعية الى الله بسمتها وكلامها وفعلها فهي اما ان تنفع دينها او تضره
سارة : عموما اختك ارادت منفعتك ولكنها اخطأت في الطريق .
مريم ……..ان كل حديثها معي ………
مجموعة من كلمات اللوم والتوبيخ والوعيد بالعذاب من الله والاستهزاء بحالي فهل هذا نهج الداعية الى الله
سعاد : ان الداعية كالطبيب الذي يجب ان يفحص المريض ليصل الى السبب الصحيح ويتدرج في العلاج
وكل مريض له نوعية خاصة من العلاج كما ان كل انسان تصلين الى قلبه بطريقة ما والداعى الحاذق
هو من يغتنم الوقت المناسب والطريقة المناسبة ويستمر في المحاولة دون يأس ودون توقع للنتائج فهى على الله والداعي الذكي هو الذي يستخدم المشرط ولكن برفق ولنا في رسول الله اسوة حسنة
وقد قال فيه الله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك )
وقال الله تعالى مخاطبا موسى واخية ( اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى )
انتبهي اختي الداعية فمن تدعينها هي اطهر وافضل من الطاغية فرعون …وانظري الى وصية الله لموسى واخيه في دعوتهما لفرعون
ومن امثلة الرفق في حياة النبي…. بالطبع انتم تحفظون الكثير منها ولكن سأذكر بعضها في المرة القادمة ووسائل بديلة في الدعوة من هدي النبى اللهم صلى وسلم علية وعلى آله
وللحديث بقية
يقول الله تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر .. ) [ آل عمران ـ 159 ] .
ويقول الله تعالى : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) [ القلم ـ 4 ] .
ويقول تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخروذكر الله كثيرا ) [ الأحزاب ـ 21 ] .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و إن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة ) [ السلسلة الصحيحة ـ 1590 ] .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؟ فأعادها مرتين أو ثلاثا .قالوا :نعم يا رسول الله ! قال :أحسنكم خلقا ) [ صحيح الترغيب والترهيب ـ 2650 ] .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس أحسنهم خلقا ) [ السلسلة الصحيحة ـ 1837 ] .
وبالفعل تطرقت الى موضوع مهم حيث البعض ممن يدعو الى الله يتساهل في منهج الداعيه الذي يتسم بالرفق واللين في التعامل…
وفقنا الله لنهج الطريق السليم…
أختي وهايب:
جزيت كل خير على اضافتك…
يارك الله فيك على المشاركة القيمة اخيتي وهايب
وجزاك الله خيرا اخيتي الجمان واعتذر منك لاني لم اكمل ما اتفقنا عليه من الحفظ فالنفس لاتروض بسرعة وحدها والانسان قوي بأخيه ضعيف بنفسه لذا نويت باذن الله الانضمام لاحد المراكز للتحفيظ وتعلم التجويد
والآن تأملوا معي روائع من رفق رسولنا الكريم ****
هو القائل عليه الصلاة والسلام ( يا عائشة ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لايعطي على العنف وما لا يعطى على سواه ) اخرجه مسلم
وقال ( من يحرم الرفق يحرم الخير ) اخرجه مسلم
وقال (من اعطي حظه من الرفق فقد اعطي حظه من الخير ومن حرم الرفق فقد حرم حظه من الخير ) اخرجه الترمذي
وهو القائل ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) البخاري
اللين والرفق مسلك مهم في كل الامور وهو يحبب الانسان في اخيه
انظروا الى ذلك الاعرابي الذي اثر فيه رفق رسولنا فقال …الي بأبي وامي فلم يسب ولم يؤنب ولم يضرب
فما ذاك الموقف !!!!!!انه ذلك الاعرابي الذي بال في المسجد وهو اكرم البيوت فما كان من من الناس الا ان هموا به فقال لهم رسول الانسانية ( انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين اهريقوا عليه دلوا من ماء او سجلا من ماء ) اخرجه الترمذي
وقد امرهم رسول الله ان لا يقطعوا عليه حتى لا يتضرر ذلك الاعرابي ويضر نفسه
فانظروا كيف راعى موقفه مع خطئه الشديد فلم يعنف بل ابدله بالرفق
فما بالنا تغضبنا امور بسيطة فننفر الغير منا
…….اخي اخيتي ماذا تصنعين اذا جاءك احدهم من ابن او اخ فطلب هذا الطلب …..انظري الى عظم الطلب ….. وتاملي صنيع رسولنا معه
ان ذلك الفتى الذى جاء للنبي يستأذنه بالزنا فقال له ( ادنه ) فدنا منه قريبا قال ( اتحبه لامك ؟ ) قال لا والله جعلني الله فداءك قال ( ولا الناس يحبونه لامهاتهم ) قال ( افتحبه لابنتك ) قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال ( ولا الناس يحبونه لبناتهم )
وهكذا استمر رسول الله في عرض الامثلة عليه فذكر له عمته اخته وعمته وخالته ودعا له
( اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه )
فما اعظمك يارسول الله من رفيق تؤلف القلوب لدعوة الاسلام ولا تنفرها
وكان رسول الله جوادا كريما وهذا نوع من انواع التحبيب في هذا الدين واستمالتهم للدين الاسلامي فالانسان بطبعه يقدر من يكون كريما معه ولهذا شواهد منها ما رواه مسلم في صحيحه ان النبي غزا غزوة الفتح فتح مكة ثم خرج بمن معه من المسلمين فاقتتلوا بحنين فنصر الله دينه والمسلمين واعطى رسول الله يومئذ صفوان بن امية مائة من الغنم ثم مائة ثم مائة قال صفوان :والله لقد اعطاني رسول الله ما اعطاني وانه لابغض الناس الي فما برح يعطيني حتى انه لاحب الناس الى )
وقال انس : ( ان الرجل ليسلم ما يريد الا الدنيا فما يسلم حتى يكون الاسلام احب اليه من الدنيا وما عليها ) اخرجه مسلم
وكان رسول الله اذا راى الرجل ضعيف الايمان فقد كان يجزل له العطاء قال عليه الصلاة والسلام : ( اني لاعطي الرجل وغيره احب الي منه خشية ان يكب في النار على وجهه )
فما بالنا نبخل على ضعفاء الايمان بابتسامة او سلام او كلمة طيبة قبل ان نعظه موعظة قاسية
فنكون بذلك عونا مع الشيطان عليه وينفر من اي نصيحة تخرج منا
وللحديث بقية
أختي العزيزة الألماس
السلام عليكم ورحمة الله
يالها من قصة .. أوصلت معنى رائع وهو الرفق ..بطريقة جذابة .. جزيتي خيرا أختي ..
أختك
خزامى