تخطى إلى المحتوى

الدنماركيون العرب 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
ان المتأمل فى تاريخ أمتنا ليتأكد بما لا يدع مجالا لشكٍ أن النكبات التاريخية
التى عصفت بهذه الامة ، قد ألمت بها فى وقت تخلت فيه عن ريادتها ، وتولى
أمر إرشادها همج رعاع ، لا خلاق لهم ، ولا علم عندهم ، وأمّا من بأيديهم
الأمر حينها فكانوا يؤثرون لأنفسهم لا عليها ، ولا تجاوز أبصارهم أطراف
رغائبهم….أهمَّهتم أنفسهم فانشغلوا بها… هان عليهم أمر الله فهانوا على
أمر الله ، والله غالب على أمره ….
قبيل النكبة يكون هذا هو حال من يناط بهم الاصلاح ، ومن يسترشد الناس بهم ،
ومن هم مظنة النفع والخير والتوجيه ، فكيف يكون حال من هم دنهم؟؟!

بالملح نصلح ما يٌخْشى تغيُّرهُ .:. فكيف بالملح ان حلّت به الغِيَرُ

لا شك أن الجهل حينئذ يسود ، وتعم الفوضى ، ويُوَسَّد الأمر الى غير أهله ،
وينهض من تحت الركام أشباه الرجال ليعلموا الناس أسباب العلم ودواعيه وفهمه
وانتهاجه ، انهم الرويبضة المتفيهقون الجهلاء الذين يتكلمون فى أمر العامة بما
عندهم من بضاعة مزجاة … يهرفون بما لا يعرفون ، ويتحدثون بعظيم الإدعاء
وعريض القول دون أن يكون لديهم أدنى مسحة من علمٍ أو مسكة من فهم ، أولئك
الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا !!
… فأى مصيبة تلك؟؟!!

لقد ضرب علماؤنا أكباد الأبل الى أمصارٍ لم يكن يدور بخلدهم يوما أن يطؤها .. فََعَلوا
ذلك وطوَوا شقة البعد ، وتحملوا من وعثاء السفر ما الله به عليم ، ليقفوا على صحة
حديث واحد فقط من أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم .. فهذا "بقىّ بن مخلد" يقطع
الفيافى والقفار ، من أقصى بلاد الأندلس الى أقصى المشرق العربى ، لعله يظفر بجملة
ولو يسيرة من أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم ، من أكرم صدر حوى العلم
فى ذلك الوقت الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة ..والامام نفسه -رضى
الله عنه – يسير الى أقاصى اليمن ، ليقف على صحة حديث واحد من أحاديث النبى صلى
الله عليه وسلم.. لماذا ؟! لأن هؤلاء أسلموا لله قيادهم واحترموا دينهم ، ولم يبتغوا العزة فى
غيره .. فأسلموا لنا كنوز السنة بيضاء ناصعة لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ..

أولئك آبائى فجئنى بمثلهم .:. إذا جَمّعتْنا ياجرير المجامع

فماذا فعلنا نحن ؟؟! …أعرضنا بسفهنا عن موردهم ، وشربنا – مختارين بغير ارغام – من
المستنقعات الآسنه العفنة التى لا يألوا أصحابها جهدا فى نقض هذا الدين والإتيان عليه من
القواعد… فهل نحن أمناء على إِرثنا العظيم الذى وصل إلينا عبر أشلاء غالية ، ودماء نقية
طاهرة ، وجهد جاهدٍ بليغ ؟؟؟!

إننى أشعر بالمرارة حين أسمع عن هؤلاء الطماطم الأغشام من بنى جلدتنا ،
وهم يجعجعون فى كل نادٍ ومحفل مطالبيين بالاعراض عن سنة النبى صلى الله
عليه وسلم بدعوى أنها منحولة عليه ولا يصح منها الا اليسير وأن من نقلها
الينا كان إما مغرضا ، أو متحزبا ، او وضَّاعاً كاذبا ، وان كثيرا من هذه الأحاديث
يعارض صريح القرآن …ولم يكلفوا – أضل الله سعيهم – أنفسهم عناء البحث والوقوف
على جهد العلماء الأمناء الخارق فى غربلة هذه الأحاديث ومعرفة صحيحها من سقيمها ،
ومقبولها من مردودها ، وكيف أنهم وضعوا فى شأن قبول الرواية قواعد وأصول أصبحت
فيما بعد علما يحسدنا عليه الغرب ، حتى قال بعضهم " لو لم يكن عند المسلمين إلا علم مصطلح الحديث لكفاهم فخرا"..

وإن من تلبيس إبليس على هؤلاء الأقزام العالة أنهم لا يفتأون يعلنون تمسكهم بكتاب الله والتزامه
، وأن لهم عقولا تستطيع فهم هذا القرآن فهما عصريا يفوق ما فهمه الأوائل …!!!
لقد عطلوا بفهمهم المنحرف وفكرهم الأشلّ أيات من القرآن العظيم فوقعوا – أسكت
الله حسهم – فى شر مما تصنّعوا الفرار منه .. وإلاَ:

– فأين هم من قول الله تعالى فى محكم تنزيله " وَمَا آتَاكُم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"
أين – فى منهجهم – ما أتى به الرسول وما نهى عنه ؟؟؟!!!

-وأين هم من قول الله تعالى فى سورة آل عمران : " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله " …
فكيف -اذا لم يكن ثمَّ أحاديث وآثار – يتبعون النبى الذين يدَعون محبته ويزعمون تعظيمه ؟؟؟!!!

-وأين هم من قول الله تعالى فى سورة الأحزاب : " واذْكُرْنَ ما يُتْلَى في بيوتكن من آيات الله
والحِكْمَة "
هل يعرفون الحكمة أم عندهم حكمة أُخرى غير التى نعرف ؟؟؟!!!

لا شك أن هؤلاء هم "الدنماركيون" حقا الذين آذوا رسول الله وشاقوه واتبعوا غير سبيل
المؤمنين " ومن يُشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غيرَ سبيل المؤمنين نولِّه
ما تولى ونصْلِه جهنم وساءت مصيرا"

هذه هى الحال التى وصلنا إليها ، وهى حال تؤذن بانقضاء وانتهاء ، إلا ان يشاء الله شيئا ….

أيها الـ …….
استنقذوا أنفسكم من رق الابتداع ، وأسلموا قيادكم لكتاب الله وسنته ، وانفلتوا من الدوران فى فلك
الغرب ، خذوا خير ما عندهم ولا ترضوا لأنفسكم أن تكونوا بضاعة حاضرة وسلعة ورائجة فى أيدى
عملاء الغيبوبة وسماسرة الفساد…اجثوا بركبكم عند أطراف أقدام العلماء ، واطلبوا العلم من مظانه
فلا خروج لكم من عماية التيه بغير ذلك …. ولا تتكئون على أرائككم تقولون علينا بالقرآن فقط نحل
حلاله ونحرم حرامه .. الا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتى القرآن ومثله معه .. ألا وان ما حرم
رسول الله كمثل ما حرم الله ..

دين النبى محمـــــــــد مختار .:. نعم المطية للفتى الآثــــار
لا ترغبن عن الحديث وأهله .:. فالرأى ليل والحديث نهار

وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم

شكرا لك أخي الفاضل
شبارة
أسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال الأمة وأن يهدي ضالها
وأن يحفظ لنا علماءنا الأخيار ويسدد خطاهم على طريق سلفنا الأبرار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.