وهكذا فإن هذه الرؤية تجعل المشاكل أقل تأثيراً ، فتمد الزوجين بالقوة والصبر لمواجهة أعباء الحياة والاستمرار في تحمل تبعاتها بشكل متعاون ومتضامن .
هذه قصص واقعية لأشكال من الحياة الزوجية يسودها القلق والتوتر علي مستقبلها بسبب بعض الأحداث والأزمات .
وكيف سيطرت الزوجة فيها علي هذا القلق والخوف وحولته إلي الاستقرار والطمئنينة .
سارة محمد : كم كان يشعرني زوجي بالقلق والتفرد بالمسئولية عندما أشعر أنه قليل الأهتمام بأطفالنا ، فقد ألقي بعبء التربية علي كاهلي وحدي ، لدرجة إنني فكرت بالإنفصال عنه ، الأمر الذي آثار تذمر أختي وعدم موافقتها علي ذلك أبداً ، وتحت إلحاحي وشكواي المستمرة وافقتني الرأي .
عدت متأخرة في تلك الليلة إلي المنزل ، فوجدت زوجي وأطفالي الثلاثة نائمين ، علي الأريكة في الصالون ، والتلفزيون يعمل ولا أحد يشاهده ، وكان أطفالي ملتفين حول أبيهم الذي غفا أيضاً ، كانوا مثل حملان وديعة ، يبعث منظرهم علي الألفة والرضي والمحبة ، متعاطفين متقاربين ، أجل لقد كان منظرهم رائعاً ، يبعث الثقة بالنفس فجعلني ذلك المنظر أشعر بأسرتي التي أحببتها جداً ، وجعلني أحس بأن زوجي هو الآخر متعب ومجهد ، كما أدركت عندئذ أن هذه الأشياء المتعبة ستنتهي عندما يكبر الأطفال ، وتصبح الحياة أكثر يسراً وسهولة .
ليلي سالم : عاني زوجي من المشاكل والصعاب كثيراً ، وكنت وإياه خائفين من ذكر كلمة الطلاق مع أننا فكرنا بها معاً وباستمرار .. ! ذات يوم وعندما كنا نتناقش في أمور حياتنا العادية احتدم الجدال حول المال ، خاصة وأنه كان بلا عمل يومها ، فازداد التوتر والتشنج بيننا ، وأخذ فيما بعد يبحث عن عمل يومياً ، وذهب لكي يجري مقابلة بشآن وظيفة في إحدي المدن الصغيرة ، وبعد المقابلة اتصل بالمنزل يخبرني بقدومه ، وتخطت الساعة السابعة والزوج لم يعد ، فأخذت الدهشة تصيبني والأفكار والوساوس تنتابني ، أفكار غريبة راودتني ، لا سيما أن زوجي لم يكن معتاداً علي الذهاب إلي غير منزله بعد انتهائه من أي عمل يقوم به .
وعرفت أن هناك أمراً غير طبيعي قد حدث ، حيث أذاع التلفزيون خبر حادث مروري توقف مع السير ، وشعرت حينذاك بالألم قلقاً علي زوجي ، وأصبحت مسألة قلة المال بالنسبة لي ليست ذات أهمية إذا ما قورنت بزوجي ، فالمال أمر لا يستحق الصراع ، وإنني مستعدة لدفع كل ما لدي من حسابات في البنك ، والتنازل عن البيت والسيارة من أجل عودة زوجي إلي .
ولم يتعرض زوجي لمكروه أو سوء ، ولكنه تأخر حتي التاسعة مساء لعمل ضروري مفاجئ كان عليه القيام به ، وعندما وصل إلي منزله كنت قد غادرته للبحث عنه وأنا في قلق شديد ، ثم عدت لأجده في البيت ، اطمآن قلبي ومنذ ذلك الحين تغيرت بيننا أمور كثيرة ، فتوقف الجدال وجلسات النقاش الحاد ، وعاد الوئام يسود البيت الذي تملؤه القناعة والرضي .
شرخ في الزجاج
سعاد عبد الله تقول : عشنا بجوار عائلة كانت تبدو في غاية السعادة ، إلي درجة أننا شعرنا بأن زواجنا مثير للشفقة بالنسبة إليهم ، وأنه لا يمكن مقارنة حياتنا بحياة تلك العائلة السعيدة.
لقد كانت العائلة المجاورة لنا تملك بيتاً نموذجياً ، وكذلك أولاداً . لطيفين علاقة زوجية مثالية ، وظيفة ممتازة وزوج كثير العطاء متعاون .
ومع أنه لا يوجد شئ كامل ومثالي ، وليس من الحكمة مقارنة شخصيتك بشخصية أخري ، فعندما أعود إلي البيت تبدأ المشاجرة مع زوجي حتي اليوم التالي لدرجة إننا فكرنا في الإنفصال ، وفي ذلك اليوم وجه جيراننا لنا دعوة لزيارتهم فلبينا الدعوة علي الفور ، وعندما قامت زوجة الجار بتقديم المشروبات سقطت الصينية فانكسرت الأكواب ، وإذا بالزوج الجار يصرخ في زوجته وسمعها كل أنواع السباب والشتائم .
وعلمت أن المثالية التي كانت تبدو علي جيراننا هي مصطنعة ومتكلفة ، وعرفت أيضاً أنني كنت ساذجة بسبب انخداعي بالمظهر ، وعدم اقتناعي بحالي ، وتأكدت لي الحقيقة التي كانت غائبة عن بالي ، وهي أن القناعة سبيل السعادة .
القلب الكبير
رنا سعيد تقول : لم يكن والداي يحبان خطيبي لأنه ليس لديه طموح وغير قادر علي كسب ما يعول به نفسه وبعد الزواج بعامين أخذت أتذكر رأي والدي فأحسست بأنهما كانا علي حق ، وأن زواجي منه كان غلطة كبري .
وكان والدي يعاني من نوبات قلبية ، ولكنها ليست خطيرة ، وذات يوم داهمته أزمة قلبية ولم يجد غير زوجي ليحمله للمستشفي ، وكذلك أحضر والدتي من مكان عملها إلي المستشفي بعد أن نقل الخبر إليها بترو وحكمه ، ونقلني لزيارة أبي في المستشفي ، ومنذ ذلك الوقت أقتنعت ورضيت بزواجي من ذلك الرجل ، فهو كريم جداً ، وهذا عندي أهم من الطموح والمال ، كريم في أخلاقه ، كريم في قلبه الكبير .
منقول من موقع مجلة الفرحه
حقا …… السعيد من وعظ بغيره . كم تفيدنا تجارب الآخرين فتختصر لنا اطريق المتاعب في دروب الحياة ، والحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها فهو احق الناس بها .
اشكر مجلة الفرحة على ما تقدمه للزوجين من روائع استفدت منها في حياتي اموراً لم اكن ادركها … جزا الله القائمين عليها خير الجزاء
بوركت ….. مواقف جميلة .