تخطى إلى المحتوى

السلطان النجار 2024.

أيام الدولة العثمانية العريقة ، كان هناك تقليد جميل وحكيم في القصر الإمبراطوري ، يقضي بأن يتعلم الأمراء العثمانيون ، وخاصة أولياء العهد والمرشحين لتولي عرش السلطنة ، مهنة يدوية إضافة إلى ما يتلقونه من ثقافة نظرية، وأن يكون إتقانهم لهذه المهنة ، بمستوى يمكنهم من مزاولتها كوسيلة للعيش من كدهم وجهدهم ، إذا ما أطاحت المقادير بعرشهم ودولتهم ، وقضت على ثرواتهم .
وكان هذا التقليد يؤخذ بجدية كاملة من قبل كبار موظفي القصر الملكي ، المسؤولين عن تربية وتعليم الأمراء ، فكان مهرة الحرفيين ـ من نجارين وحدادين وبنائين وغيرهم ـ يأتون إلى القصر الملكي، لإعطاء دروس عملية للأمراء الذين يختارون بعد ذلك حرفة معينة يتوفرون على تعلمها لحد الإتقان ، وبهذه المناسبة يذكرون أن السلطان عبد الحميد الثاني ـ رحمه الله ـ اختار مهنة النجارة كمهنة بديلة عن السلطنة ، في حال إقصائه عنها ، وأنه كان فعلا نجارا ماهرا ، صنع بيده الكثير من قطع الأثاث لقصره الملكي .
الذي ذكرني بهذه الطريفة التاريخية هو الدكتور خالد جمال عبد الناصر ، الأستاذ في جامعات عدة ، والشخصية العالمية المعروفة، والذي وصل إلى هذه المكانة المحترمة بجهوده الذاتية وبعد وفاة والده الرئيس الراحل جمال عبد الناصرـ رحمه الله ـ وليس أثناء رئاسته للجمهورية العربية المتحدة .
نصيحة لكل إنسان أوصله الله عزّ وجل إلى مكانة سامية بين إخوانه البشر، أن لا يأمن تقلب الدنيا وغدر الأيام ، وأن يجعل أولاده يعتمدون على سند حقيقي وذاتي نابع من داخلهم هم ، وليس له علاقة بمركز أبيهم أو ثروته ، ولكن ، من يسمع ؟ القليل من الناس من يقرأ التأريخ والأقل من يستفيد من دروسه وعبره .
قصة ذات عبرة ومغزى عميق..

شكراً لكَ.

لاكي

مشكوووره

مع كل الود

الهنووف………

قصة لها اثر … ووقع يأسر

جزيت خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.