(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ)
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)
يرحمه الله
سِر مَعَ في الأفقِ البَعِيدِ *** وارْقُبِ الأفْلاكَ بِالْبَحثِ الْمُفيدْ
وَتأمل في المجرَّات العُلا *** واتَّئد واستجلِ بالرأي السَّديدْ
وارْجِعِ الكَرَّة والكَرَّةَ في *** بصرِ بحَّاثَةٍ جَلدٍ حَديدْ
ما الذِي استجليْت يَا باحثَنَا *** أنْتَ في المَرصَدِ تَبّاعٌ عَتيدْ؟
ما الّذي شاهدت في الآفاقِ مِنْ *** مدهشات ساطعات مِنْ بَعيْد؟
كُبْرَيَات فوقَ مَا نَقْدُرهُ *** مِنْ خَيَال وَاسعِ الحَدْسِ مُجيدْ
جارياتٌ فِي مساراتٍ لَهَا *** لَيسَ فيها مَا يَنِي أوْ مَا يَحيدْ
لَيْسَ فيها مَا طَغَى عَنْ حَدَّه *** هي في الطَّاعَةِ للأمْرِ الرَّشِيدْ
***
أنْتِ سِيرِ هاهُنُا لا تخَرُجِي *** عَنْ مَسَارٍ لَكِ في الدَّهْرِ المَدِيدْ
أنتِ مُرِّي في جُمُوعٍ نُظِّمَتْ *** وَاخْرُجِي دهْرَاً وَللعَودِ الحَمِيدْ
***
أنت كُوني أُمَّ أوْلاد لَهُم *** بكِ مَهْمَا ابْتَعَدُوا رَبْط شَديدْ
قدْ تَدَلت مِنْكِ أثداء لَهُمْ *** تشخُبُ الضَّوءَ عَلَى قَدْرِ الْوَليدْ
أيُّها الأبناءُ دُوروا حَوْلَها *** بانتظامٍ مِثلَ دَوْرَاتِ العَبيدْ
واقْبِسُوا مِنْهَا فهذي أُمُّكُمْ *** لاَ تقُولُوا بَعدَها: هَلْ مِنْ مَزِيْدْ
***
أنت كُوني للهُدى في مَوْقع *** أنتِ للرَّجمِ وللصدّ السّدِيدْ
انت كُوني شُهُباً ثاقِبةً *** أنتِ فانعَي كُلَّ جَبَّار عَنيد
***
كائنات مُدهشاتٌ للنُّهى *** هَادياتٌ كُلَّ ذي قَلْبٍ رَشيدْ
إنها تَهمِسُ في قَلب الّذي *** صحَّ فيه سمعُهُ وَهْوَ شَهيدْ
انهّا تصدحُ في سمْع الذي *** ينشُدُ الحَقَّ بِعلْويّ النّشيد
إن من ابدّعني سيّرَنِي *** إنَّه الجبار يُبدي ويُعيد
إنه الخالقُ ذُو الطَّول لَهُ *** كُلُّ أمْرٍ وَهْو ذُو العَرشِ المَجيدْ
هُوَ ذُو السُلطَانِ في عِزَّتهِ *** إنّهُ يفعلُ فينَا ما يُريدْ
***
تفَكّرتُ في الأفق الباهِرِ
فآمنتُ بالخالِقِ القَادرِ
وَكَم في السَّمَاواتِ للمُعتَبِر
رَوَائعُ آياتِ رَبّ البَشَر
ما الذِي استجليْت يَا باحثَنَا *** أنْتَ فيالمَرصَدِ تَبّاعٌ عَتيدْ؟
موضوع رائع يعطيك العافية