تعرض على ابن آدم عند استقرار النفس في التراقى فتن كبيرة لا ينجى منها إلا المؤمن الحق ؛ ذلك أن إبليس يبعث أعوانه إلى هذا الإنسان المحتضر ، فيأتونه وهو على هذا الحال ، فيتمثلون له في صورة من سلف من الأحباب الذين ماتوا قبله ، فيقولون له : أنت تموت يافلان ونحن قد سبقناك في هذا الشأن ، فمت يهوديا فهو الدين المقبول عند الله . فإن انصرف عنه ورفض _ جاءه آخرون وقالوا له : مت نصرانيا فإنه دين المسيح ، وقد نسخ الله به دين موسى ، ويذكرون له عقائد كل ملة ، فعند ذلك يزيغ الله من يريد زيغه وهو معنى قوله جل ثناؤه : ﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ﴾
فإذا أراد الله بعبده الهداية ثبته على دين الهدى.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إن العبد إذا كان عند الموت قعد عنده شيطانان : الواحد عن يمينه ، والآخر عن شماله ؛ فالذي عن يمينه أبيه ، يقول له : يا بني إني كنت عليك شفيقا محبا ، ولكن مت على دين النصرانية فهو خير الأديان ، والذي على شماله على صفة أمه تقول له : يا بني إنه كان بطني لك وعاء ، وثدي لك سقاء ، وفخذي لك وطاء ، ولكن مت على دين اليهودية وهو خير الأديان ))
يؤيد هذا أيضا ما رواه جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
(( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شأن من شأنه ، حتى يحضره عند طعامه ، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة ، فليمط ما كان بها من أذى ، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان ، فإذا فرغ فليلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة ))
فالشيطان إذن _ كما يتبين من تلك الأحاديث _ يحضر الإنسان عند الاحتضار لكي يفتنه عن الحق . ولكن الله يثبت من يشاء عن الحق ، ويضل الظالمين.
منقول
سبحان الله العظييييييم
و نسال الله حسن الختام و الثبات على الاسلام و ان يرزقنا قبل الموت توبه و يثبت قلوبنا على الايمان