في عتمة الليل البهيم لمعت أعماق أعماقها، نور ساطع أنار ظلمة حياتها في ساعة الكل فيها نيام.
بعد ليل مضن، تعب و أرق و دموع و ضياع، جاء الفرج و انبزغت مع خيوط الفجر حياة جديدة لتحياها بكل جوارحها.
كان هذا آذان الفجر الذي علا صوته في الآفاق فاقتلع جذور روحها و اختطفها من عالمها:عالم مليء بالضياع و الحيرة و القلق و الشعور بالتيهان في خضم مشاكل الحياة.
كانت قد أمضت ليلتها تتقلب على مخدة الهواجس و تلتحف بالخوف التحافا: خوف من الزمن، من عدم الإحساس بالأمان و من المجهول الذي نغص حياتها و حولها إلى فوضى، إلى عجلة تدور و تدور و تدور لكن في مكانها.
مشاكل مادية، مشاكل في العمل، مشادات عائلية، قاموس عامر من الهموم التي تتضارب في رأسها و شلال قلق غامر.
في لحظات اسودت فيها الحياة تسللت خيوط النور بين تلال الظلام: الله أكبر..الله أكبر.. صوت المؤذن الذي زلزل أعماق أعماق نفسها و زرع فيها تلك الرهبة التي لم تحسها يوما.
أشهد أن لا إله إلا الله.. وأشهد أن محمدا رسول الله.. كلمات لم تعد توجد لنفسها، في غمار زحمة الحياة، الوقت الكافي للتمعن في معانيها و التأمل في بلاغتها و استشعار حلاوة وقعها على النفس.
يا الله.. كل هذا السحر، كل هذه النشوة. أدركت أن الطريق لراحتها يبدأ من هنا..
حي على الصلاة.. حي على الفلاح.. نداء من الخالق لملاقاته. ألا يستحق منا أن نرفع الغطاء عن أجسامنا و نهرع للقائه؟
نهضت و كلها شوق و لهفة و توضأت، و رغم البرد أحست بالماء يداعب بشرتها.
وقفت أمام بارئها فانهمرت الدموع من مقلتيها: دموع خشوع، دموع فرح ودموع ندم.. ندم على الأيام التي أمضتها في الضياع.
كانت في ما مضى تصلي لكن من غير خشوع، من دون تأمل، من دون أن تحس بكل حرف من القرآن و ينفطر له قلبها قبل أن ينطق به لسانها.
سبحانك يا لله! كل هذه الحلاوة في الإيمان، و كل هذه الطمأنينة يحفل بها طريقك.
يوحي لنا الشيطان أننا مشغولون لدرجة أنه لا وقت لنا نستقطعه لأنفسنا، بينما صفاء الأنفس في عمق علاقتها بخالقها: كلما توطدت العلاقة ازداد الصفاء و غلبت الطمأنينة على الطبع و الطابع، ووضحت الرؤية و هانت المشاكل.
دقائق قليلة كانت كفيلة بقلب مجرى حياتها و بتحويل مسار تفكيرها. أدركت كم أن الدنيا دوامة ندور في داخلها و تحاول شدنا أكثر فأكثر إلى داخلها، مع كل ما يولده القلق اليومي و المشاغل و المشاكل، فنتيه و نتيه و يزداد بعدنا عن الله، و ننسى أننا بقربنا منه نخطو نحو الأمان، نحو الاطمئنان، نحو البركة في الدين و الدنيا..ننسى أنه ليس لنا إلا الله ملاذا و إلا الله مجيرا وإلا الله وكيلا.
قطعت عهدا على نفسها من تلك اللحظة أن لا تترك نفسها فريسة للدنيا تتقاذفها بأمواجها و تبعدها عن الله و تجعل علاقتها به لا تعدو ركعات تركعها أداء للفرض فحسب، بل سألت ربها أن يديم عليها حلاوة الإيمان لأنها نعمة عظيمة أحست للتو بأهميتها.
فالهم ارزقنا حلاوة الإيمان أجمعين يا رب.
بقلم: إيمان الدردابي
مرحبااااااااااااااشمس الحق …
أسعدني تواجدكِ بالفيض… بمشاركة قيمــــــــــــه…
نقل رائع ومفيد لمن أعتبر به ..
فالهم ارزقنا حلاوة الإيمان أجمعين يا رب.
أأأأمين .
جزاك الله خير
الشكر لله ثم لك على هذه المشاركة الرائعة .. جعلها الله في ميزان حسناتك .
حفظك الرحمن وأسعدك.
كم يسرني ان ارد عليك راااااااااااائعه كلماتك
اسال الله ان يكتب لك اجرها اللهم امين
تقبلي المرور
كلما توطدت العلاقة ازداد الصفاء و غلبت الطمأنينة على الطبع و الطابع، ووضحت الرؤية و هانت المشاكل.
تصوير رائع وكلمات مبدعة
بارك الله بك على النقل المتميز