السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القاعدة العامة في العبادات : أن الأصل في العبادات المنع إلا ما أحله الله أو أحله رسوله صلى الله عليه وسلم .
والدعاء من العبادات بل هو العبادة فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الدعاء هو العبادة )) رواه الترمذي و صححه الألباني .
هذه بعض الضوابط الشرعية في باب الدعاء ينبغي مراعاتها أثناء الدعاء
و هذه الضوابط كما يلي :
1 ) الضابط الأول : الدعاء الواجب أو المستحب هو الدعاء المشروع .
إذ الاستحباب حكم لا يتلقى إلا من الشارع . فما لم يشرعه لا يكون مستحبا ، بل يكون إبتداع في الشرع .
2 ) الضابط الثاني : كل ذكر أو دعاء مقيد بحال أو زمان أو مكان فإنه يؤتى به على الوجه الذي ورد في زمانه أو حاله أو مكانه ، و في لفظه و في هيئة الداعي به من غير زيادة أو نقصان أو تبديل .
وكل ذكر أو دعاء مطلق فإن كان واردا فإنه يؤتى به على الوجه الذي ورد في لفظه .
و إن كان غير وارد بل أتى به الداعي من عند نفسه أو من المنقول عن السلف فإنه يجوز للعبد الذكر و الدعاء بغير الوارد في باب الذكر و الدعاء المطلق بخمسة شروط :
1- أن يتخير من الألفاظ أحسنها لأنه مقام مناجاة العبد لربه و معبوده سبحانه و تعالى .
2- أن تكون الألفاظ على وفق المعنى العربي . ( ولو كان الدعاء بغير اللغة العربية فإنه جائز لأهل تلك اللغة )
3- أن يكون خاليا من أي محذور شرعا لفظا أو معنى .
4- أن يكون في باب الذكر أو الدعاء المطلق لا المقيد بزمان أو حال أو مكان .
5- أن لا يتخذه سنة راتبة يواظب عليها .
3 ) الضابط الثالث : كل دعاء أو ذكر جاءت الرواية على نوعين فأكثر فليس لذاكر أو الداعي جمع المختلف – اختلاف تنوع – في مساق واحد بل يأتي بهذا حينا و بهذا حينا آخر و من مثل ذلك دعاء الاستفتاح و نحو ذلك .
4 ) الضابط الرابع : كل ذكر أو دعاء عددي من نوع واحد جاءت به الرواية على نوعين من العدد فأكثر . فللذاكر أو الداعي أن يأتي بأي عدد ورد به النص . ( مثل الهيللة في أذكار الصباح أو المساء فقد ورد مرة أو
عشر مرات أو مائة مرة ) .
5 ) الضابط الخامس : إذا وجد المقتضي للدعاء أو الذكر ( نحو التعوذ من الشيطان عند التثاؤب أو قول بعض الناس عند ذكر الجن باسم الله علينا ) في زمان النبي صلى الله عليه وسلم و فقد المانع و لم يرتب صلى الله عليه وسلم تشريعا عليه قولا أو فعلا فإن السنة هي الترك تأسيا .
6 ) الضابط السادس : الذكر و الدعاء الجهر منه و الإسرار سواء في باب أحكام البدعة .
توضيح : لا يخفى عليك بأن دعاء الميت بدعة . فإذا تقرر ذلك فأعلم أن المراد بقولنافي الضابط السادس : الذكر و الدعاء الجهر منه و الإسرار سواء في باب أحكام البدعة .
أي : أن الدعاء البدعي كدعاء الميت جهره أو سره سواء في باب أحكام البدعة فمن دعى الميت جهرا فهو مبتدع و كذا من دعى الميت سرا فهو أيضا مبتدع وكذلك في باب الذكر . اهـ .
و ليس المراد أن الدعاء سرا من باب البدع .
7 ) الضابط السابع : الذكر أو الدعاء المقيد بزمان أو مكان أو حال أفضل من المطلق .
توضيح : المراد من الضابط السابع أن الأذكار والأدعية الثابتة في السنة الصحيحة المقيدة بنص شرعي بزمان كدعاء الصباح و المساء أو مقيدة بمكان كدعاء دخول المنزل أو المقيدة بحال كدعاء المسلم حال السفر أنها أفضل و أعظم أجرا من الدعاء المطلق الذي لم يقيد بزمان أو مكان أو حال كدعاء اللهم أنك تحب العفو فعفو عني . فإن الشريعة لم تقيده بزمان أو مكان أو حال ونحو ذلك
أسال الله العلي العظيم أن يرزقنا الأخلاص في القول و العمل و أن يجعلنا جميعا من أنصار السنة إنه سميع مجيب الدعاء .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً ..
بارك الله فيكم ..