فنقول لاخواننا المسلمين الاعزاء:
ان الاصل في الدنيا هو النكد والابتلاء كما قال الله تعالى: (لقد خلقنا الانسان في كبد )(البلد:4)
وان هذا الابتلاء قد يكون بغنى او بفقر , بامان ربما يؤدي الى غفلة او برعب قد يؤدي الى قنوط من الفرج,هذه هي سٌنة الدنيا، ما تسعد يوما الا تحزن آخر وانت بين ذلك في صراع ولكن السؤال المهم هو:ما نهايتها؟ كلنا لا شك نطمح للنهاية السعيدة التي لا شقاء بعدها الا وهي الجنة دار الابرار .
ولكن ذنوبنا وآثامنا وقلة اعمالنا الصالحة قد تشعرنا ببعدنا عن الجنة، فالجنة لا يدخلها الا الاتقياءفقط كما قال تعالى على لسان الملائكة( طبتم فادخلوها خالدين)( الزمر: من الاية 73)
اذن كيف يستطيع الانسان الوصول الى هذه الدرجة مع كل آثامه وذنوبه؟
ان الله تعالى من رحمته بنا قد جعل للمؤمنين محطات تصفية تبدا في الدنيا وتنتهي عند الصراط، عدد هذه المحطات (11) ، (4)في الدنيا و(3)في القبر و(4) في الاخرة، فتعال معي نستعرض هذه المحطات التصفية في الدنيا( وعددها اربع محطات) كل:
اولا : التوبة : اول وسائل التنقية واهمها .
وشروطها كما نعلم :
أ. الندم على الذنب
ب . ترك الذنب
ج . العزم على عدم العودة اليه .
د . ارجاع الحقوق ان كانت تتعلق بحقوق الناس وهذه الوسيلة يستطيع بها المسلم ان يمحو كل خطاياه فا لتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وربما ختم الله عز وجل له حياته بهذه التوبة فيموت خليا من كل ذنب.
ثانيا: الاسغفار :
فالمؤمن يتوب من الذنوب التي يعرفها ويذكرها اما الاستغفار فيكون من الذنوب التى يعرفها ويذكرها والتي لا يعرفها ولا يتذكرها وكذلك من التقصير في حق الله . وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)يقول ( والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة)
ثالثا:حسنات تمحو السيئات
فكما قال تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات)
وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( واتبع السيئة الحسنة تمحوها)
رابعا: المصائب فما يصيب المسلم من مصائب وآهات في الدنيا هي من مكفرات الذنوب لمن استقبلها بقلب المؤمن العابد الراضي بقضاء الله وقدره.
هذه المحطات الاربع هي من اهم محطات التصفية من الذنوب لانك تملكها ما دمت حيااما ما بعدها فهي ملك الغيب لاتعرف هل تشملك ام لا؟ فاحرص على ان تنقي في الدنيا وان تدخل القبر وانت نقي.
محطات التصفية في القبر:
اولا:صلاة الجنازة
ثانيا: اهوال القبر
ثالثا: هدايةالاعمال والاثار
محطات التصفية في الاخرة وهي اربع محطات
يتبع…..
أقتبس من كتاب عدة الصابرين :
أن يعلم العبد أن الله سبحانه خلقه لبقاء لا فناء له
ولعز لا ذل معه وأمن لا خوف فيه وغناء لا فقر معه ولذة لا ألم معها وكمال لا نقص فيه
وامتحنه في هذه الدار بالبقاء الذي يسرع إليه الفناء، والعز الذي يقارنه الذل، والأمن الذى معه و بعده الخوف، وكذلك الغناء واللذة والفرح والنعيم الذي هنا مشوب بضده، لأنه يتعقبه ضده وهو سريع الزوال.
فغلط أكثر الخلق في هذا المقام إذ طلبوا النعيم والبقاء والعز والملك والجاه في غير محله، ففاتهم في محله وأكثرهم لم يظفر بما طليه !
والذي ظفر به انما هو متاع قليل والزوال قريب، فإنه سريع الزوال عنه.
نتابع إن شاءالله
فاهوال هذا اليوم وشدائده مما يكفر الذنوب للمؤمن الذي بقيت له ذنوب بعد تلك المحطات
2/ الوقوف بين يدي الله عز وجل: وهو اصعب المواقف على العبد المؤمن المذنب على الاطلاق.
3/ شفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) :وهي من ارجى المكفرات عند المؤمن واكرمها للمسلم ان يحضى بشفاعة النبي( صلى الله عليه وسلم)
4/ عفو الله (عز وجل)
فبعد ان يشفع الانبياءوالصالحون والشهداء باذن الله سبحانه وتعالى لهم ياتي عفو الله تعالى لمن يشاء من عباده المؤمنين ،حتى يقال ان ابليس عليه اللعنة يرجو رحمة الله تعالى من ما يرى من كثرة الذين يعفو الله عنهم في ذلك اليوم
فانظر ايها المسلم الى عظيم رحمة الله تعالى بنا وهو يفتح امامنا الفرصة لنتطهر ونكون اهلا للجنة وهو اصدق القائلين(يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ) ابراهيم / 10
اذن بعد كل هذا من سيدخل النار والعياذ بالله ياترى؟
انهما صنفان من الناس:
الاول : المشركون :
فقد قال الله تعالى( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا) النساء: 116
فكل انسان يرجى له النجاة الا المشرك لان الله عز وجل قد اخذ العهد على نفسه انه لا يشمله بعفوه فهو الى النار خالدا فيها.
فاحذر اخي اخي المسلم هذا المرض القاتل ،احذر ان تدعو او ترجو او ان تؤمن بان هناك من يضر وينفع غير ربك سبحانه وتعالى.
الثاني: الغافلون :
فالغافل انسان بعيد كل البعد عن الله عز وجل وعن دينه فتراه يقضي عمره وهو لم يسجد الى الله سجدة واحدة او لم يذكر الله الابين دهر ودهر ، وان ذكره فذكر لسان لا اكثر ، يرى الموتى فلا يعتبر ويقضي حياته ياكل ويشرب وينام ويعمل ثم يموت اذن فلنحرص على ان ننقي انفسنا بانفسنا في الدنيا بالتوبة والاستغفار والحسنات والصبر على المصائب والمكاره، لكي ننجي انفسنا من اهوال القبر واهوال يوم القيامة لتتلقنا الملائكة عند الموت وتقول :
( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فصلت:30
نقلت عن مكتب الدعوة والارشاد الحزب الاسلامي العراقي.
( مقتتبسة من محاضرة الاستاذ عمرو خالد )
بارك الله فيك يا اخت همسات المطر.
التوابين المستغفرين – فعلا نحن في حاجه لان نصفي حساباتنا قبل الرحيل لاننا اليوم نملك ذلك اما بعد الرحيل فالحساب والندم الا من رحم ربي