إن الشيطان لم يكابد شيئا أشد عليه من مؤمن عاقل
وإنه ليسوق مائة جاهل فيستجرهم حتى يركب رقابهم فينقادون له حيث شاء
ويكابد المؤمن العاقل فيصعب عليه حتى ينال منه شيئا من حاجته
قال وإزالة الجبل صخرة صخرة
أهون على الشيطان من مكابدة المؤمن العاقل
فإذا لم يقدر عليه تحول إلى الجاهل فيستأسره ويتمكن من قياده
حتى يسلمه إلى الفضائح التي يتعجل بها في الدنيا الجلد والرجم
والقطع والصلب والفضيحة وفي الآخرة العار والنار والشنار
وإن الرجلين ليستويان في البر
ويكون بينهما في الفضل كما بين المشرق والمغرب بالعقل,,
وما عبد الله بشيء أفضل من العقل ,
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه:
لو أن العاقل أصبح وأمسى وله ذنوب بعدد الرمل
كان وشيكا بالنجاة والتخلص منها
ولو أن الجاهل أصبح وأمسى وله من الحسنات وأعمال البر عدد الرمل
لكان وشيكا أن لا يسلم له منها مثقال ذرة
قيل وكيف ذلك قال إن العاقل إذا زل تدارك ذلك بالتوبة والعقل الذي رزقه
والجاهل بمنزله الذي يبني ويهدم فيأتيه من جهله ما يفسد صالح عمله …
أثابك الله أجراً أخي أبو الحسن وجعله في موازين حسناتك..