تخطى إلى المحتوى

~~~~&& العجب بالنفـــــس &&~~~~ 2024.

لاكي

خُلق الإنسان في هذه الدنيا ضعيفاً ، طاقاته محدودة وقدراته معدودة ، لا يستطيع دفع الضر عن نفسه فضلاً عن أن يرد المصيبة عن ساحته ، لا تأتي قوته في مجابهة ما يجد من شكول الحياة إلا بعميق الإيمان الله وعظيم التوكل عليه وليس ذلك إلا للمؤمن .

فالثقة بالله وأنه المعين القادر والقوي القاهر من علامات الإيمان وتعلق القلب بربه ، إذ لا حول للإنسان ولا قوة له فيما هو خارجٌ عن إرادته ومقدرته .


ومطلوب من المؤمن ألا تتزحزح ثقته بربه قيد أنملة ولا أقل من ذلك ولا أكثر مهما أصابه من البلاء أو واجه من المصاعب فيستعين بالله ولا يعجز ، فهو في كبد ما دام في الدنيا .

فلا يقنط المذنب من عفو ربه { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ } ، ولا ييأس المبتلى من روح الله { إِنَّهُ لَا ياَْيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } .

ومع ثقة العبد بربه وتوكله عليه لا يعذره ذلك أن يخلد للتواكل وترك الأخذ بالأسباب ، بل يستثمر طاقاته وقدراته وما سخره الله له من الأسباب الحسية والمعنوية في مدافعة أمور حياته ومجاراة نوائب دنياه .
مع عدم تضخيم هذه الأسباب وتعظيم أثرها على قدرة الله وتدبيره وتوفيقه ، فالثقة بالنفس يجب أن يتم ضبط استشعارها ومراقبة ممارستها حتى لا تطغى عن حدها ، فتقع في شراك العجب الذي إن أصابها أعماها عن عيوبها وضعفها ، وأنساها حاجتها الملحة والدائمة لعون ربها وتوفيقه .
لكننا اليوم أمام مصطلح يفوق الثقة الطبيعية بالنفس ؛ لطالما سمعنا وقرأنا عنه ألا وهو ما يسمى بـ « قوة الثقة بالنفس » الذي ذاع صيته في السنوات الأخيرة وكُتبت فيه الكتب والمقالات وعقدت لأجله الدورات التدريبية والمحاضرات الإدارية .
هذا المصطلح الذي إن تأملنا قليلاً بمنشئه نجد أنه تولد عند الغرب عندما انقطع الحبل بينهم وبين السماء ، فداووا ضعفهم البشري وهوانهم الفطري وانقطاع اتصالهم بالله بهذا المفهوم ، وسخروه لنيل الماديات وحيازة الأوسمة في شتى مجالات دنياهم .
فأضيف هذا المفهوم لقواعدهم الإدارية ومعاجمهم النفسية والاجتماعية ، وجاء بعض الباحثين من الأمة فنقلوا ثقافة القوم الإدارية وتجاربهم السلوكية ، دون أن يمحصوها وينقحوها على ضوء مفاهيم ديننا وتعاليم شرعنا ، فأصيبت الثقافة الإسلامية في مجملها ببعض المفردات التي تنخر في علاقة العبد بربه ومجتمعه ، ومنها مفهوم قوة الثقة بالنفس وبالأصح قوة « العجب » بالنفس !

ومن واقع قراءة صفحات التاريخ وأحداثه ؛ فإن من يعيش أجواء هذا المفهوم في حياته سيجد أن نفسه تنقاد للعجب والغرور مع مرور الأيام ، الأمر الذي ينسيها أنها نفس إنسان خُلق ضعيفا .

فقوة العجب بالنفس تدفع الإنسان لتخطي حدود طاقاته، والمبالغة بقدراته وإمكانياته ونسيان قصوره وإهماله ، و مهما فضلَّ الله أقواماً بنعم وعطايا عن غيرهم فليس ذلك مبرراً لهم أن يقعوا في الفخر والغرور بهذه النعم على عباد الله وإلحاق الفساد في الأرض .
كان قوم عاد في زمانهم أشد الناس خلقة وأقواهم بطشاً ، ولذلك أرشدهم نبي الله هود عليه السلام إلى حسن استغلال هذه النعمة { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } إلا أن قوة عجبهم بأنفسهم ونسيانهم نعم الله أعمى بصيرتهم فقالوا { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } .

وعلى نهجهم وخطاهم سار كل جبار وطاغية في الأرض ، فبلغ الغرور فرعون أن نادى في قومه { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } !

واليوم نشهد طغياناً أمريكياً متعجرفا أن لا قوة إلا قوته ولا جيش إلا جيشه ، وهو أمرٌ يعبر عن قوة عجبهم بأسبابهم المادية التي لا تستطيع رد إعصار يحيق بولايتهم أو رصاصة قناص تصيب جنودهم المشردين في العالم .

ختاماً أقول : لا نستطيع تحجيم مفهوم الثقة بالنفس فهو مهم لكل إنسان بالقدر الذي لا ينسيه حاجته الماسة لتوفيق ربه وسداده ، ولا يعميه عن عيوبه ومساوئه ، ولا يغريه بالغرور والإفساد في الأرض .

شبكة اسلاميات

اختي الغاليه
جزاك الله خير على الموضوع .
واعادنا الله واياك من الغرور والكبر والاعجاب بالنفس.

لاكي كتبت بواسطة البرعم الصغير
اختي الغاليه
جزاك الله خير على الموضوع .
واعادنا الله واياك من الغرور والكبر والاعجاب بالنفس.

وانت من اهل الجزاء اختي البرعم الصغير..
حياك الله..لاكي

ومطلوب من المؤمن ألا تتزحزح ثقته بربه قيد أنملة ولا أقل من ذلك ولا أكثر مهما أصابه من البلاء أو واجه من المصاعب فيستعين بالله ولا يعجز ، فهو في كبد ما دام في الدنيا

بارك الله فيك غاليتى نور

الله يصبرنا على الابتلاءت والمصاعب

بارك الله فيكِ يا نور على هذا النقل الطيب..لاكي

لاكي كتبت بواسطة حنة
بارك الله فيك غاليتى نور

الله يصبرنا على الابتلاءت والمصاعب

وفيكِ بارك الله اختي حنة
سعدت بتواصلكِ..

بارك الله فيك أختي نور العالم

وأجزل لك الثواب

ومع ثقة العبد بربه وتوكله عليه لا يعذره ذلك أن يخلد للتواكل وترك الأخذ بالأسباب ، بل يستثمر طاقاته وقدراته وما سخره الله له من الأسباب الحسية والمعنوية في مدافعة أمور حياته ومجاراة نوائب دنياه .

نعم ياأختي الفاضلة هناك فرق بين التوكــل والتواكل …..
والمسلم يجب ان يتوكل على الله ….وأن يتخذ الأسباب ….

لاكي كتبت بواسطة Ghadeer
بارك الله فيكِ يا نور على هذا النقل الطيب..لاكي

وفيكِ بارك الله اختي غدير
شاكرة تواصلك..لاكي

ما يسمى بـ « قوة الثقة بالنفس » هذا المصطلح الذي إن تأملنا قليلاً بمنشئه نجد أنه تولد عند الغرب عندما انقطع الحبل بينهم وبين السماء ، فداووا ضعفهم البشري وهوانهم الفطري وانقطاع اتصالهم بالله بهذا المفهوم ، وسخروه لنيل الماديات وحيازة الأوسمة في شتى مجالات دنياهم .

فعلاً ..
جنبنا الله وإياكم هذا العجب الخطير..

جزاكِ الرحمن خيراً وبارك فيكِ ..

لاكي كتبت بواسطة العصامية999
بارك الله فيك أختي نور العالم

وأجزل لك الثواب

نعم ياأختي الفاضلة هناك فرق بين التوكــل والتواكل …..
والمسلم يجب ان يتوكل على الله ….وأن يتخذ الأسباب ….

وفيكِ بارك الرحمن اختي العصامية
شاكرة لكِ تواصلك ..لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.