تخطى إلى المحتوى

العقيدة . الأساس . علم التوحيد (الفصل الثاني عشر) 2024.

العقيدة … الأساس . علم التوحيد
الفصل الثاني عشر
القرآن يسبق العلوم الحديثة

الشيخ: عبد المجيد الزنداني

القرآن كتاب هداية :
س : لماذا أنزل الله القرآن؟

ج : أنزل الله القرآن لهداية البشر ، فالقرآن كتاب هداية وليس القرآن كتاباً طبياً أو هندسياً أو فلكياً أو كيماوياً ، يجمع ويسجل حقائق هذه العلوم ، إنما هو كتاب هداية إلهية لسلوك الإنسان وعمله.

القرآن نزل بعلم الله:
س : فما معنى إذاً أن القرآن سبق العلوم الحديثة؟

ج : معنى ذلك أن القرآن ، وهو يتحدث عن الإنسان أو عن النبات ، أو عن أي مخلوق من المخلوقات إنما يصفه على حقيقته ، لكن علم البشر يكون قاصراً على إدراك تلك الحقيقة . فإذا بالتقدم العلمي ، والاكتشافات المتزايدة بواسطة الآلات والأجهزة الحديثة تكشف عن تلك الحقيقة فإذا بالحقيقة واحدة في كتاب الله، وفي الكشف العلمي ، فنعرف من ذلك أن القرآن الكريم سبق العلوم الحديثة. ويكون ذلك شاهداً جديداً أو معجزة جديدة تظهر للقرآن في عصر التقدم العلمي. وهكذا نعرف أن القرآن إنما نزل بعلم الله ، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

القرآن يخبر بضيق الصدر في طبقات الجو العليا قبل الطيارين:
س : وما هو المثال على ذلك ؟
ج : الأمثلة كثيرة منها ما اكتشفه الطيارون على ارتفاعات عالية من ضيق يجدونه في صدروهم يزداد شدة كلما صعدوا في السماء حتى يصل إلى درجة الاختناق . وذلك بسبب تناقص الهواء (الأكسجين) عن الكمية اللازمة كلما ازداد الإنسان ارتفاعاً في السماء. وهذه الحقيقة لم تكن معروفة من قبل. إذ أن الناس جميعاً كانوا يعتقدون أن الهواء يمتد بصفاته هذه إلى الكواكب والنجوم . والقرآن يذكر هذه الحقيقة قبل أن يعرفها البشر جميعاً بما يقرب من أربعة عشر قرناً من الزمان. قال تعالى :﴿فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾[الأنعام : 125] .
أي من استحق أن يضله الله بأعماله السيئة ، ومحاربته للدين ، جعل الله صدره ضيقاً بالموعظة أو ما يذكره بالإسلام كضيق ذلك الذي يصعد في السماء . والبشر كلهم كانوا يجهلون هذه الحقيقة: حقيقة حدوث الضيق الشديد لمن يصعد في السماء. ولم تعرف هذه الحقيقة إلا بعد أن صعد الإنسان بالطائرات إلى السماء . فهل كان لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم طائرة خاصة به من دون الناس، عرف بها هذه الحقيقة أم أنه الوحي الذي نزل بعلم الله؟!

القرآن يخبر بتركز الإحساس في الجلد قبل المشرحين
س : وهل هناك مثال آخر؟
ج : نعم… الأمثلة الأخرى كثيرة نذكر منها مثالاً من أسرار التركيب في جسم الإنسان.

س: وما هو؟
ج : كان المعتقد أن الإحساس من صفات الجسد بكل أجزائه وأنه متساو في درجة إحساسه بالأشياء ، لكن علم التشريح الحديث جاء بحقيقة جديدة كان الناس جميعاً يجهلونها هي : أن مراكز الإحساس بالألم وغيره إنما تتركز بالجلد بكمية كبيرة ، حتى أن الإنسان لا يشعر بألم وخز الحقنة (الإبرة) إذا أدخلت في جسمه إلا عند دخولها في منطقة الجلد ، لكن القرآن يذكر هذه الحقيقة قبل علماء التشريح في القرن العشرين .
قال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾[النساء:56]
أي أن الإحساس بالألم والعذاب يتركز في جلودهم فإذا نضجت استراحوا من عذاب النار ، لكن العليم الخبير بخلقه يعلم ذلك ويخبرنا قبل أن نعرفه ويقول إنه سيبدلهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب .
فهل كان لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أجهزة تشريحية خاصة به دون الناس؟ أم هذه آية من آيات الله تشهد أن القرآن كلام الله قد نزل بعلمه سبحانه وصدق الله العظيم القائل:
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾[فصلت: 53]

الخلاصة

* تضمن القرآن حقائق لم تعرف إلا بعد قرون من نزوله .
* منها ما أخبر به القرآن من ضيق صدر من يرتفع في السماء ، وتركز الإحساس بالألم والعذاب في الجلد وجاءت علوم القرن العشرين تؤكد وتصدق ما جاء في كتاب الله .
* تشهد هذه الحقائق التي كشف التقدم العلمي اليوم عن صدقها أن القرآن كلام الله ووحيه إلى رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

موضوع مفيد ..

جزاك الله خير …

الكثير يجهل ذلك التوضيح .

مشكووور

جزاك الله خيرا وأثابك على هذا المجهود المبارك
شكرا جزيلا على المرور
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
وجعلنا الله تعالى من حراس العقيدة
واذاقنا الله مذاقات اهل السير الصادق الى الله على ضوء الكتاب والسنة واقوال الائمة

شكرا جزيلا على المرور
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
وجعلنا الله تعالى من حراس العقيدة
واذاقنا الله مذاقات اهل السير الصادق الى الله على ضوء الكتاب والسنة واقوال الائمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.