تخطى إلى المحتوى

العقيدة . الأساس . علم التوحيد 2024.

العقيدة … الأساس . علم التوحيد
الفصل السادس عشر
الإيمان بالقدر

الشيخ: عبد المجيد الزنداني

القدر:
س: ما هو القدر؟

ج: القدر هو ما قدره الله في الأشياء من مقادير محددة تجري وفق ما قضى الله به من نظام لسير الكون . قال تعالى:﴿سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَىالَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىوَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾ [الأعلى: 1-3].
﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾[الفرقان: 2] . ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ﴾[الرعد:8] .

قدر ضار وقدر نافع:
س: ما موقف المؤمن من القدر؟
ج: موقف المؤمن من الإيمان بالقدر خيره وشره من الله سبحانه لأن المؤمن يعرف أن مقدر الأقدار في المخلوقات هو الله الحكيم العليم الخبير، وأن جهل الإنسان بحكمة الله في قدر من الأقدار إنما ذلك لقصور في علم الإنسان . وكل يوم يزداد علم الإنسان علماً بتلك الأقدار الحكيمة.

س: وهل هناك حكمة من قدر الشر؟
ج: ألا ترى أن أي حكومة وهي تضع المكافآت للمواطنين وتسن القوانين الخاصة بها التي ينتفع منها الناس. وفي الوقت نفسه تسن قوانين العقوبات وتنفيذها. إن قوانين العقوبات شر ولكن لها حكمة قد تغيب عن كثير من الجهلة. والطبيب يقطع بطن المريض فإذا رآه الجاهل حسبه عدواً للمريض . ولكنه يقطع بطن المريض لحكمة غابت عن ذلك الجاهل.
ولولا قدر الجوع ما عمل الناس شيئاً لينالوا قدر الأكل. ولولا قدر المرض لما مات أحد، ولما شعر أحد بنعمة الصحة. ولولا قدر الحياة ما جاء أحد إلى الأرض، ولولا قدر الموت لتزاحم الأولون والآخرون على هذه الأرض.

س: ما هي أقدار الخير وأقدار الشر؟
ج: كل ما ينفعك كالطعام والشراب والدواء والعلم؛ أقدار من أقدار الخير. وكل ما يضرك من أقدار كالجوع والعطش والمرض، والجهل، أقدار من أقدار الشر.

س: وماذا يعمل الإنسان مع الأقدار؟
ج: إن الله قد منح الإنسان سمعاً وبصراً وعقلاً، وأنزل الله كتاباً يهديه إلى الخير. وكل هذه المواهب الإلهية تعرف الإنسان بأقدار الخير وتدعوه للانتفاع بها. وتبين له أقدار الشر وتحذره منها . فعلى الإنسان أن ينتفع بأقدار الخير ويتجنب أقدار الشر. وأن يدفع قدر الشر بقدر الخير كأن يدفع قدر الجوع بقدر الأكل وقدر المرض بقدر الدواء وهكذا.. وبهذا أمرنا الله في كتابه . فمن خالف هدى ربه ولم ينتفع بأقدار الله النافعة ولا بسمعه وبصره وعقله فهو عدو نفسه.

س: هل الإيمان بالقدر واجب؟
ج: نعم .. الإيمان بالقدر واجب وهو ركن من أركان الإيمان.

س: ما هي ثمار الإيمان بالقدر؟
ج: 1ـ من آمن أن الله خلق الكون بأقدار معلومة محدودة انطلقت طاقاته ومواهبه للتعرف على الأقدار والسنن الإلهية النافعة لينتفع بها، ويعمل بمقتضاها في البناء والتعمير واستخراج خيرات الأرض، وكل ما أودع الله في الكون من منافع وخيرات.
2ـ ومن آمن بالقدر عرف أن كل شيء في الوجود إنما يسير وفق حكمة عليا، فإذا مسه الضر، فإنه لا يجزع، وإذا وافقه النجاح والتوفيق فإنه لا يبطر.
وبهذا يوجد الإنسان السوي المتزن.

الخلاصة
القدر هو ما قدر الله في الأشياء من مقادير محدودة . تجري وفق ما قضى الله به من نظام لسير الكون . من الأقدار ما هو نافع، ومن الأقدار ما هو ضار وقد منحنا الله هدى وسمعاً وبصراً وعقلاً نميز به بين القدر النافع فننتفع به . وبين القدر الضار فنتجنبه . ولكل قدر حكمة عليا نؤمن بها لأن الله حكيم في أعماله وأقداره.
الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان. وهو باعث على النشاط والعمل للانتفاع بما أودع الله في خيرات في الأرض. وهو يوجد الإنسان السوي المتزن الذي لا يجزع عند الفشل، ولا يبطر عند النجاح والتوفيق .

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

جزاكم الله خير
شكرا جزيلا على المرور بارك الله فيكم

شكرا جزيلا على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.