تخطى إلى المحتوى

العقيدة . الأساس . علم التوحيد 2024.

العقيدة … الأساس . علم التوحيد
الفصل الخامس عشر
الإيمان بالملائكة الكتب والرسل

الشيخ: عبد المجيد الزنداني

الإيمان بالملائكة:
س: من هم الملائكة؟

ج: هم مخلوقات نورانية، ليسوا كالبشر يأكلون، ويشربون، وينامون، ويتصفون بالذكورة أو الأنوثة، إنما هم عالم آخر، قائم بنفسه ومستقل بذاته، ولا يتصفون بصفات البشر الجسدية والمادية .

س: مم خلقوا ؟
ج: خلق الله الملائكة من نور، قال عليه الصلاة والسلام: "خلقت الملائكة من نور" .

س: ما هو عملهم؟
ج: يقومون بتصريف شئون العالم بإرادة الله ومشيئته، وهو سبحانه يسخرهم لتنفيذ أمره، وهم لا يعلمون شيئاً إلا بأمره. قال سبحانه وتعالى:
﴿بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَلَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾[الأنبياء: 26، 27].
ومن أعمالهم:
1- التسبيح والخضوع التام لله .
2- النزول بالوحي .
3- كتابتهم للأعمال.
قال تعالى:
﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَكِرَامًا كَاتِبِينَيَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار: 10-12] .
1- يتوفون الأنفس ويقبضون الأرواح.

س: هل الإيمان بهم واجب؟
ج: نعم .. لقد أخبرنا عنهم ربنا وربهم في كتابه، فالإيمان بهم واجب وركن من أركان الإيمان. قال تعالى:
﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾[البقرة: 285] .

الإيمان بالكتب:
س: على من أنزلت الكتب الإلهية؟
ج: على الأنبياء والمرسلين . قال تعالى:
﴿فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾[البقرة: 213] .

س: وهل هذه الكتب جميعاً مكتوبة ومدونة إلى اليوم؟
ج: الكتب التي دونت هي: صحف إبراهيم ـ عليه السلام ـ، وتوراة موسى ـ عليه السلام ـ، وزبور داود ـ عليه السلام ـ، وإنجيل عيسى ـ عليه السلام، والقرآن الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

س: وهل لا تزال هذه الكتب الإلهية جميعاً مدونة كما أنزلت؟
ج: لا .. فقد دخلها التحريف والتبديل ما عدا القرآن الكريم الذي حفظه الله.
فالتوراة المتداولة لدى اليهود غير التوراة المتداولة لدى النصارى. وليس لدى الجميع سند صحيح أنها توراة موسى عليه السلام.
والإنجيل حرف وبدل فيوجد لدى النصارى أربعة أناجيل، اختصرت من سبعين إنجيلاً . وقد ظهر إنجيل خامس هو إنجيل (برنابا) يخالف بقية الأناجيل مخالفة كبيرة، وقد ظهرت مخطوطات تاريخية في (البحر الميت) جعلت كثيراً من علماء النصارى اليوم يعلنون شكهم في صدق أناجيلهم . وأما صحف إبراهيم وزبور داود ـ عليهما السلام ـ، فقد دخلهما تبديل وتحريف ويكادان أن ينعدما . وقد احتوى القرآن الكريم على كل ما سبقه من هدى . فكان القرآن هو الكتاب الإلهي المصدق لما قبله والمهيمن عليه . قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾[المائدة: 48].

س: ما موقف المسلم من الكتب السابقة؟
ج: على المسلم أن يؤمن بجميع الكتب السابقة المدونة وغيرها كما أنزلها الله وأن يصدق بنزولها .
ويؤمن أن الله قد هداه بالقرآن الذي اشتمل على ما فيها من هدى،و سلم من التحريف والتبديل الذي أدخله الناس على الكتب السابقة . ومن لم يؤمن بالكتب التي أنزل الله فقد انهدم ركن من أركان إيمانه . وكذب بالقرآن الذي أخبر بها .

الإيمان بالرسل:
س: هل أرسل الله الرسل لأمم خاصة؟
ج: لا .. فما من أمة إلا وأرسل الله لها رسلاً يبشرونها وينذرونها ويهدونها إلى طريق الله . قال تعالى:
﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾[فاطر:24] . ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد: 7] .

س: وهل ذكر القرآن جميع الرسل؟
ج: لا .. إنما قص القرآن علينا أمثلة من حياة بعض الرسل للعبرة، لا للحصر.
قال تعالى:﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًاوَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾[النساء: 163، 164] .

س: وهل كان الله يرسل إلى الناس كافة أم إلى قومهم خاصة؟
ج: كان الله يرسل الرسل إلى أقوامهم خاصة حتى بعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأرسله الله إلى الناس عامة . قال تعالى:﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾[الأعراف: 158] .

س: كم عدد الأنبياء؟
ج: لا يعلم عددهم إلا الله .

س: كم عدد المذكور منهم في القرآن؟
ج: المذكور منهم في القرآن خمسة وعشرون نبياً .

س: هل يجب علينا أن نؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين؟
ج: نعم .. علينا أن نؤمن أن الله أرسل رسلاً وبعث أنبياء نحن نؤمن بهم كما أخبرنا القرآن الكريم: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾ [البقرة: 285] .

س: ما معنى أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين والمرسلين .
ج: معنى ذلك أن الله قد أكمل الدين وأتم نعمته على الناس أجمعين وحفظ كتابه من التحريف والتبديل.
فلا حاجة لنبي أو رسول إلى أن تقوم الساعة . ومحمد هو خاتم الأنبياء والمرسلين؟
﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [الأحزاب: 40] .

الخلاصة

خلق الله الملائكة من نور، وليسوا كالبشر في صفاتهم، وخصائصهم وينفذون ما يأمرهم الله به . ومن أعمالهم التسبيح، والخضوع التام الله، النزول بالوحي، كتابة الأعمال، توفي الأنفس .
أنزل الله كتباً على أنبيائه ورسله: والمدون منها: صحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وإنجيل عيسى، والقرآن الكريم، وقد حرفت الكتب السابقة وحفظ القرآن من أي تحريف .
أرسل الله إلى كل أمة وقص القرآن علينا بعضهم ويبلغ عدد الأنبياء والمرسلين (124.000) نبي ورسول، وخاتمهم هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
الإيمان بالملائكة، والكتب السابقة، والمرسلين، ثلاثة أركان من أركان إيمان المسلم، لا يتم إيمانه إلا بها.

جزاكم الله خير .

شكرا جزيلا على المرور

جزاك الله خير

شكرا جزيلا على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.