تعبر كالسحاب لها زمن محدود، وعمر معدود، وأجل غير ممدود
تعطى للحي ليعيش مستخلفا في الأرض، وعندما ينتهي أوان الفرصة،
تُسلب الحياة من الحي، وينتهي طوره وتُطوى أيامه!
بعض الناس واع لفرصته فهو يستغلها كل يوم ويستثمرها كل ساعة،
وينتفع منها كل لحظة يسابق في الخيرات، ويُنافس في الطاعات،
لا تجده إلا في مراضي الله، منتهزاً عمر الفرصة المحدود،
فلا تراه إلا مشغولا بما ينفعه في أخراه، وكأنه أوشك أن يودع دنياه!
وآخرون لاهون بشأن دنياهم يسعون لإكمالها ورونقها وزينتها،
يدرسون إنتاجية الريال الواحد في اليوم الواحد!
غافلون عن رأس المال الحقيقي الذي ينقص رصيده مع غروب شمس كل يوم!
بل مع كل لحظة فارطة من لحظات الحياة!
أولئك تنتهي سريعاً فرصتهم في هم دنيوي شغلهم عن السعي النافع
الذي يُعلي ميزان الحسنات يوم الوزن الحق!
لقد مرت أجيال قبلنا على هذه الأرض، وستمر بعدنا أجيال لا يعلمها إلا الله،
وإنها هذه الأيام هي وحدها أيامنا، وهي عمرنا، وهي فرصتنا التي لا تتكرر في الحياة!
فهل نعيها بحق؟
هل نحسن استغلالها والانتفاع منها؟
هل نعيشها بالصفة المثلى؟
هل نستدركها قبل فواتها؟
هل نجاهد أنفسنا لنستكمل حظاً كاملاً من فرصة الحياة التي منحها الخالق لنا؟
إن السعيد من يعي أن الفرصة عابرة،
وأن العمل الخالص اليوم هو الذي سيقضي على الندم بعد فوات الأمل!
فالعمل هو الأمل، والذي لا يعمل اليوم،
سيعض أصابعه ندماً على التفريط في فوات زمن لا يُسترد ولا يُعوّض ولا يُستعاد.
منقـــــول