اولا وقبل كل شيء……
مبارك عليكم بالعيد ونسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وانتم بخير……
العيد هو احتفال باستمرار الحضارة الإنسانية التي تسير على منهج الوحي السماوي ، وهي احتفال بتجديد الفرح لإستمرار الصلة بالخالق الأعظم ، وهي بسمات ترسمها النفوس على محيا العابدين .
وليس العيد لمن لبس الجديد فقط ، بل لمن حسناته تزيد ، والعيد ايضا لمن يقول انا سعيد ، واسعد الناس من كان ذو فائدة للناس اكثر ، ويشهد لهذا الكلام حديث نبوي رائع :
احب الناس الى الله انفعهم للناس .
الحضارة في تعريفها الفعلي هي نقل التربية من جيل الى جيل والتربية كما قلت سابقاالتي هي التعليم للأشياء الصحيحة كي تعمل والنتبيه للأشياء الخطأ كي تحذر ، ويهذه الطريقة يرتقي الإنسان درجات سلالم السعادة في دنياه ، لأن هذه الدنيا جبلت على كدر وكدح وشقوة ، حتى لم يسلم منها احد ، فكافأنا الله بنفحات السعادة تلك التي علها تجدد النشاط في المسير .
وإن اسعد الناس واكثرهم فائدة يتكونون من كل تام النمو من ناحية النشاط العقلي ، والأدبي ، والعضوي ، وصفة هذه الألوان من النشاط وتوازنها تزود هذا الطراز من الناس بسموه على الآخرين ، وليس هناك اعلى من طبقة الأنبياء ثم الصالحين ثم الشهداء ، وحسن أولئك رفيقا .
ولكننا حينما نستثني طبقة الأنبياء التي اصطفاها الله تبارك وتعالى ، نجد ان بقية البشر لهم ايضا تأثير بالغ في صناعة رقي البشر والذي يبدو واضحا في تقرير المستوى الإجتماعي الذي يمنح للفرد ، إذ أنهم هم سبب الرقي العقلي والأدبي والفكري والعلمي والصناعي والأخلاقي وكل انماط انشطة الحياة الفكرية والعملية ، وما ذلك الا بسبب ما أعطوا من أهمية وصلا حيات فبي بناء مجتمعاتهم .
كما ان هناك العباقرة والمفكرين ، الذين لايستطيعون كبح جماح ثورة الفكر المتميز لديهم ، وهؤلاء يتميزون بنمو هائل لبعض وجوه نشاطهم السيكولوجي وهذا امر يثير الدهشة حقيقة والإنبهار !!! فالمخترع والمتأمل في نظريات اكتشاف الكون والنجوم والأديب النحريروالفيزيائي والكيميائي والباحث في اغوار الأحياء الدقيقة ومتاهات دراسات الجيولوجيا والأحافير والقادة العظماء الذي سادوا الناس فعدلوا ، أغلب هؤلاء وليس كلهم لم يكونوا رجالا عظاما بل إنهم رجال عاديون ومن النوع العادي من الناس ولكنهم يمتازون بنمو مفرط في جانب واحد !!……….
.كما انهم يكونون غالبا غير سعداء !! ولكنهم يقدمون للمجتمع كله خلاصة نبوغهم الفذ ، وبسبب ذلك تتقدم الحضارة !!
انه لأمر عجيب فعلا !!
غير السعداء يكونون السبب في سعادة بقية البشر !!
ولكن الإنسانية لم تفقد شيئا من مجهودات الجماهير وبقية الناس ، ولكنها تدفع الى الأمام بواسطة عاطفة قليل من الأشخاص العاديين ، وبذلك الثوران المتقد من ذكائهم …
وبمثلهم الأعلى في العلم ، والإحسان ، والجمال .
ذلك هو العيد
هو ان يعيش الإنسان حميدا
ويلبس جديدا
ويموت شهيدا كي يرتقي الى اعلى مراتب الحضارة التي لم يسمع بها بشر ولم ترها عين قط ولم تخطر على بال بشر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
اللهم احشرنا في زمرة انبيائك وعبادك الصالحين والشهداء آمين آمين آمين .
اللهم ادخل الجنة كل من قرأ او سمع هذه الكلمات .
وكل عام وانتم بخير .. وعساكم من عوادة ..ومن العايدين ..ومن الفايزين إن شاء الله .