تخطى إلى المحتوى

الفرق بين العلم النافع والعلم الضار 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله الذي جعل العلوم النافعة رافعة لأهلها

إلى أعلى الدرجـات ، كمـا أن العلــوم الضــارة

هابطة بهم إلى أسفل الدركات وأشـهد أن لا إله

إلا الله وحـده لا شــريك لــه كـــامــل الأسمــاء

والصفات وأشهد أن محمـدا عبــده ورســولــه

أشرف المـخلوقات اللهم صل وسلم على محمد

وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والكرامات.

أما بعد أيها الناس اتقوا الله وتعلموا ما ينفعكم

في الدنيا والدين قال تعالى ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ

يَعْلَمُونَ وَالَّذِيــنَ لَا يَعْلَمُونَ ) سـورة الزمر 9،

وقال ( إِنَّمـَـا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَـادِهِ الْعُلَمَــاء )

فاطر28،وقال( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) طه 114

ومن دعاء النبـي صلى الله عليه وسلم" اللهم

إني أســألك علـما نافعا ، وأعوذ بك من علم

لا ينفع " سـنـن النسـائي .

قسّـم صلى الله عليه وسلم العلم إلى نوعين :

نوع نافع لأهله في الدنيا والدين ونوع ضــار

لحامليه وهابط بهم أسفل سافلين .إنما تعرف

العـلوم والمعارف بآثارها وبما يترتب عليها

من منافعها أو مضـارها .

للعلوم النافعة والضــارة علامـات سأبديهـا :

العلوم النافعة تطهر القوب وتزكيها ، وتكمل

الأخـلاق الفاضلة وتنميـها ، تدعـو أهلها إلى

الإيمــان والرغبـة في الخيرات وتحذرهم من

الشـــرور ومصـــارع الهلكـــات ، تـدعو إلى

الإخلاص وخفض الجناح للمؤمنين ، وتحمل

على التواضع ومحبـة الخير لكافة المسلمين.

أما العلوم الضارة : فإنـها تدنس النـفـوس و

تدسيهـا وتميت الأخلاق الفاضلة ولا تحييها

تحمـل أهلـها على الكبـر والعجب والغرور ،

وتوجب الأشـر والبــطــــر وأنواع الشرور .

صاحبها معجب بنفسه ، وبعـقـــلــه الناقص

المهين . محتقر لأهــل الفــضـل والخـيـر من

المؤمنين . مهــدر لحق من له حق وفضـــل

على غيره وعليه وربما احتقر من سفاهـتـه

وسقــوط أخـلاقــه والديه . تعرف هذا النوع

مـن الناس بسيماهم وأحوالهم وتستدل على

سفاهتهم بما يبدو مـن أفعالهـم وأقوالهـــم .

إذا أبـدى غيرهم رأيا سديدا قالوا : هذا عقل

عتيــق سقيم ، وقد أعجبوا بعقولهم الفاسدة

الداعيــة لكل خــلق ذمــيـــم . أما علموا أن

العقول لا تزكو ولا تكمل إلا بالوحي والقرآن

ولا تكون عقولا نافعة حتى تغتـذي باليقيـن

والإيمـان ، قال تعـــالى ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ

لِّأُوْلِــي النُّهَـى ) طه 54، وقال ( لآيَــــــاتٍ

لِّأُوْلِـي الألْبَــابِ ) وهــم أهل العقول الوافية

والأخلاق الزاكية . محال أن توجد عـــقـول

تقارب عقل النبي صلى الله عـــليه وسلـــم

الذي تستمـد منه العـقـول والآراء أو عقول

أصحابه الكمل النجباء ، أو عقول السلـــف

والأئـمة الصـالحين الذين أصلحوا بعقولهم

ودينهم الدنيا والدين حسب العقول الكاملة

أن تستمـد من عقل النبي صلى الله عليه و

سـلم وآرائه وتستنير بنور هديه وتوجيهه

وإرشــاده . كيــف تستـقـيــم العــقـــول إذا

أعرضـت عن الرشــد والهـــدى والنــور ،

وأقبــلــت على شهــوات الغـــي والبـــاطل

والغرور ؟ قال تعالى( فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم

بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ

بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ) غافر83 ..

الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
بارك الله ُ فيكِ ونفع بكِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.