تخطى إلى المحتوى

الفرق بين قضيتي العراق وفلسطين 2024.

هل يوجد فرق بين قضيتي العراق وفلسطين ؟
وماذا لو داهم العدو ديارنا ؟

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه .
أما بعد
فنحن نعيش في وقت كثر فيه الكذب وضاعت فيه الأمانة ونطق الرويبضة وهو السفيه يتكلم في أمر العامة ، خُوِّن الأمين وأؤتمن الخائن وصار الحب والبغض لأجل الدنيا والولاء والبراء ليس لله فيه نصيب وسميت الأشياء بغير اسمها وقت غربة وجهالة صار فيه المعروف منكراً والمنكر معروفا وقت انتكست فيه المفاهيم وانعكست فيه المعايير فقد جلست مع نفسي متأملا ً كما جلس عمر بن عبد العزيز مع نفسه ثم نطق وقال : قبور خرقت الأكفان ومزقت الأبدان ، مصت الدم وأكلت اللحم ، تري ما صنعت به الديدان ؟ محت الوجوه وكسرت الفقار أبانت الأشلاء ومزقت الأعضاء ، تري أليس الليل والنهار عليهم سواء ، أليس هم في مد لهمة ظلماء ، كم من ناعم وناعمة قد أصبحت وجوههم بالية وأجسادهم عن أعناقهم نائية ، قد سالت الحدق على الوجنات ، و امتلأت الأفواه دماً وصديداً ثم لم يلبثوا والله إلا يسيراً حتى عادت العظام رميما ً ثم قال : ليت شعري كيف ستصبر على خشونة الثري و بأي خديك سيبدأ البلى ، وقال : يا ساكن القبر غدا ً ما الذي غرك من الدنيا ، أين دارك الفيحاء ، بل أين رقاق ثيابك

جلست أتفكر في حالنا إذا داهم الكفرة الفجرة ديارنا لا تمنياً للبلاء , فكلنا يسأل ربه العافية واليقين ، ولكن أحاول التشبه بأنس بن النضر رضي الله عنه عندما غاب عن غزوة بدر ، فقال لأن أشهدني الله غزوة أخري ليرين ما أصنع ، فلما كانت غزوة أحد سمع بمقتل – رسول الله صلي الله عليه وسلم – هكذا صاح فيهم الشيطان ورأي أنس انكشاف أصحابه في مواجهة المشركين ، فتبرأ إلى الله مما صنعه الكفار واعتذر إليه سبحانه مما جاء به إخوانه ، وقال قولته المشهورة إن كان النبي قد مات فعلام الحياة بعده ، قوموا فموتوا على مثل ما مات عليه ، ثم قال : واه لريح الجنة إني لأجد ريح الجنة من دون أحد ، فقاتل حتى قتل وما عرفته إلا أخته بطرف بنانه وفي أمثاله نزل قوله تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " .
إن الأعداء يتربصون بنا الدوائر ويحاولون افتراسنا الدولة تلو الأخرى ، و لسان الحال ينطق أكلت يوم أكل الثور الأبيض ، و من اطمئن إليهم ووثق فيهم ، باء بخسران مبين فلا عهد لهم ولا ميثاق ، قال تعالى " وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ " هود : 113 وقال "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " الممتحنة : 51 وقال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ " كيف نأمنهم وقد خونهم الله ، وكيف نعزهم وقد أذلهم ، وكيف نكرمهم وقد أهانهم الله ؟ !! " هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ " , ولا ينبئك مثل خبير ،

إنهم يحاولون طمس هويتنا ويحاربون عقيدتنا
ويسعون جاهدين لنشر الحرية الإباحية والديمقراطية اللواطية " ِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ " " ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله " وهذا قول العليم بخلقه بعيدا ً عن التزييف والتدليس والغش والخداع وشعارات الحرية والرخاء والأمن والاستقرار ،
وهم في سبيل نشر كفرهم وضلالهم لا تأخذهم شفقة ولا رحمة بالنساء والأطفال ، وكما شاهدناهم هنا وهناك ، يقتلون شيوخاً ركع وبهائم رتع وأطفالاً رضع لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ولا يراعون حرمة بيوت الله وشأنهم في ذلك قديما ً كشأنهم حديثا ً ، يغيرون الشعارات التي يرددونها و الثياب التي يلبسونها كشأن الحية التي تغير جلدها " ولن ترضي عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "
أخذت أتفكر و أتأمل ماذا أصنع إذا داهم الكفار بلدي الذي أحبه و أرجو خيره وأمنه واستقراره ، هل سأتركهم يدمرون البلاد والعباد لأجل تطبيق الديمقراطية وتحقيق الرخاء و الأمن و الاستًقرار ؟ إن الشرع والواقع يكذب دعاوى هؤلاء الكفرة الفجرة ، بل و يكذب أيضاً دعاوى الوطنيين و القوميين والاشتراكيين و البعثيين …… في محبتهم البلاد والعباد ، فالمحبة الحقيقية تكمن في الدلالة على طريق الإيمان ومتابعة منهج الأنبياء و المرسلين ، وانتشال الخلق من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام فالنظم الوضعية والفلسفات الكفرية والأديان المحرمة والمغيرة والمبدلة لا تحمل في طياتها خيراً ولا رخاءً و لا أمناً ولا استقراراً بل الدمار للحاضر والمستقبل و الهلكة للبلاد والعباد ، قال تعالي " وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا " وقال " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " وقال " وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ "
أنعصي جبار السماوات والأرض ونرجو رحمته وننشد الأمن مع كفرنا و نحن في قبضته ؟ " أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ " إذا الإيمان ضاع فلا أمان و لا دنيا لمن لا يحيي دينه ، فالأمان لا يتحقق إلا بالإيمان " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "
فالمؤمن هو الذي يحب بلده وأهله محبة حقيقية مجردة من الأطماع و الأهواء ، و المنهج الإيماني هو الذي يتحقق به الأمن و الأمان في حياتنا الدنيوية و البرزخية و الأخروية لكافة الخلق أتم تحقيق وشواهد ذلك كثيرة في حياة الأنبياء و أتباعهم فهذا صاحب يس يترك عمله وراحته و أهله و يأتي من أقصي المدينة يسعى لدلالة القوم على طريق السعادة والنجاة " وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ " ثم لما قتلوه هانوا على ربهم فكانت هلكتهم ، ولو آمنوا لكان خيرا ً لهم " وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون "

أخذت أتأمل الصور و الأشكال التي تحدث إّذا داهم الكفرة الفجرة بلدي ، ولا بد من تسمية الأشياء باسمها ، وتقريبا ً للمعاني في وقت تقلص فيه الشعور وضاع الإحساس بمصاب المسلمين هنا وهناك ، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ً ن ومثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضوً تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ،
هل نحن صادقين في شعورنا بشعور الجسد الواحد تجاه قضية فلسطين والعراق …….
قلت لنفسي لو داهم العدو بلدي وقتل الشيوخ والنساء والأطفال ، والموت اقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، هل كنا ننشغل بتسريحة الشعر ومتابعة الموضة ، ومشاهدة المباراة والدخول في حوارات حادة وعنيفة على الأفلام و الأغاني و أيهما أفضل القديمة أم الحديثة ؟ !! وهل يصلح العلماني اللاديني والمرابي والراقصة ….. لمواجهة الكفرة الفجرة الذين أتوا بخيلهم وخيلائهم يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ً، لن نعدم من يقول بلسان حاله ومقاله ، أنا ومن بعدي الطوفان ، ويدخل بيته طلبا ً لسلامة مزعومة حتى يذبحونه فيه أو يقذفونه بأسلحة الدمار التي لا تبقي ولا تذر ، ويا حسرتا على من تلظي بنيران القومية والبعثية والاشتراكية …… تارة ثم بنيران الكفر و الديمقراطية اللواطية تارة أخري ، ينتقلون من دمار إلى دمار ويتقلبون بين رحى المهلكات من هنا وهناك .
إن القاعد عن دفع الكفار عن عقر داره إما أن يكون مكذباً أو مخبولا ً و تخيلوا لو أحاطت بنا النيران من كل ناحية ، فشأن العقلاء أن يخمدوا النيران أو يسارعوا بالهرب منها طلبا ً للسلامة والنجاة ، فلو قعدوا مكانهم ولم يحركا ساكنا ً فهؤلاء إما أن يكونوا مكذبين بوجود النيران وإما أن يكونوا مخبولين .

هذه المسألة التي نتكلم عنها لا تحتمل الفذلكة ولا الفلسفة و لا تحتمل الإجهاد العقلي أو تتطلب عقولاً كبيرة لفهمها بل هي قضية تفهمها الحيوانات
، فالأسد يدافع عن عرينه ، و القط يستخدم مخلبه للدفاع عن نفسه و الحمام يحوم حول عشه و يحمى وكره
و لكن يبدو أن البشر عندما ينسلخون عن شرع ربهم يفتقدون أبسط معاني الإدراك و يضيعون أنفسهم فلا عقل ولا شرع , حتى و إن زعموا العقلانية . و لربما سعى البعض من جلدتنا و ممن يتكلم بلساننا في إعانة الكفار و صار بذلك حرباً على الإسلام و أهله و أداة لقتل النساء و الذرية ، أشبه بمخلب القط و النعل الذي يدخلون به الحمامات ، يبيعون دينهم بعرض من الدنيا و يؤثرون الفاني على الباقي ، و ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال و الشرف ( الرياسة ) لدينه و هذا الصنف هو إلى النفاق أقرب قال تعالى ) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ( " سورة المائدة : 52 " و قال ) أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا ( " سورة النساء : 139 " صور و أشكالها أستعرضها و أنا أتأمل و أفكر إذا داهم العدو بلدنا ،
و لست ممن يرجم بالغيب ، فالواقع أغرب من الخيال و من يطالع السنن و السير علم أصناف البشر ، فخذوا حذركم و قدموا لأنفسكم ، و عودوا لدينكم عوداً حميداً ) وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ( " سورة الأنفال : 60 " تخلينا عن أسباب قوتنا الحقيقية فصال الكفار و جال الفجرة خلال ديارنا و بتنا ننتظر الدور متى نذبح ؟
و من المضحكات المبكيات أن يُرمَى من دفعَ الكفار عن عقر داره بالإرهاب
، و كأن المطلوب أن نقدم رقاب البلاد و العباد و النساء و الذرية للمقتلة و نحن نبتسم بل و نهنئ الكفرة على ذبحهم لنا نشراً للأمن و الرخاء !! و من اعترض انطرد ورمتني بدائها وانسلت و كاد المريب أن يقول خذوني ، كل ذلك تصورته و تخيلته ، و لكن ما أحزنني و كدت اجزع بسببه و انتابتني الحيرة تجاهه ، أن أجد السيف على رقبتي و العدو قد داهم بلدي التي أحبها و أحب أهلها و أشاهد آثار الدمار و أسمع صراخ النساء و الأطفال ،
و بدلاً من نصرة المسلمين لنا أسمع خذلاناً و تخذيلاً
فهذا يدس رأسه في الرمال و كأن دماء المسلمين لا تعنيه ،
و الثانى يتبجح أكثر و يقول لا تُعينوهم
و الثالث ينساني حتى في دعائه و إذا تذكر تذكر قضية فلسطين و كأنها تفترق عن قضيتي ،و المذابح هناك تفترق عن المذابح التي تجرى معي ،
و الرابع اعتبره قتال فتنة ، و أن المسلمين يقتل بعضهم بعضاً ، و ذلك لوجود بعض المنافقين في صفوف الكفرة الذين انتهكوا حرمة البلاد و العباد ……..
صورة محزنة من شأنها أن تقطع ما أمر الله به أن يوصل ، ولا يمكن أن تتحقق بها أخوة إيمانية ، كلمات تصادم الشرع و الواقع ولا يمكن احترامها ولا توقيرها ، و إن التمست أنا عذراً لأهلها فما هو شعور المسلمة التي ينتهك عرضها و الصغار الذين يواجهون هذه الهجمة التتارية البربرية في دنيا افتقدت معاني الشفقة و الرحمة من القريب و البعيد قبل افتقادها لمعاني الفقه و الدين .

لقد اتفق العلماء على أن جهاد الكفار و دفعهم عن ديار المسلمين فرض عين ، فإذا لم تحصل الكفاية بأهل بلدي انتقل الوجوب إلى الأقرب فالأقرب
، فالمسلمون كلهم يد على من سواهم ، و إذا تعين الجهاد خرجت المرأة دون استئذان الولي و الزوج و خرج الولد دون استئذان والديه ، و العبد دون استئذان سيده و المدين دون استئذان صاحب الدين ، كل بحسبه و بما يستطيعه من دفع الكفار عن هذا البلد الغالي
ولا يشترط وجود قيادة
فإن استطاعوا تقديم الأصلح فعلوا قال الجصاص " و معلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العد و لم تكن فيهم مقاومة لهم فخافوا على بلادهم و أنفسهم أن الفرض على كافة الأمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم عن المسلمين و هذا لا خلاف فيه بين الأمة إذ ليس من قول أحد من المسلمين إباحة القعود عنهم حتى يستبيحوا دماء المسلمين و سبى ذراريهم " فليخش من يخذل إخوانه المسلمين أن يخذله الله في موطن يحتاج فيه لنصرته ، فقد جرت السنن بذلك ، فمن قدم يد العون فلنفسه أعان ، و من فرج كربة أخيه فرج الله كربته ، و الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ، و الجزاء من جنس العمل ، اعمل ما شئت كما تدين تدان ،
أما نحن فقد نفضنا أيدينا و قلوبنا من المخلوقين و حسبنا الله و نعم الوكيل) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ( " سورة الزمر : 36 " لن نلتفت لشرعية دولية ، ولا لهيئات و مؤسسات مشبوهة تكيل بمكيالين لا تبالي بدمائنا و دماء المسلمين التي تسيل أنهاراً هنا و هناك و تقيم الدنيا ولا تقعدها من أجل حقوق الحيوان أو من أجل الكفرة الذين هم أهون على الله من الجعلان ولا يسعنا و نحن نجاهد العدو بالنفس و المال من أن نضم إلى ذلك جهاد الكلمة ،
فالكلمة خطورتها كبيرة
، و كم من كلمة أورثت حزناً طويلاً و أوقعت في البلاد و العباد إرجافاً و تخذيلاً ، و كم من كلمة أيضاً كانت أوقع من الحسام المهند ، ولا حجر على سعة رحمة الله فالبلاد تفتح بالقرآن كما تفتح بالسيف و السنان ، و اعلموا أن الخوف إنما يكون من الله وحده ، فمن خاف الله خافه أعداؤه ، و من لم يخش الله خاف من كل شئ ) فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ( " سورة آل عمران : 175 "
قضيتنا و قضايا المسلمين ما يصح أن تسقط بالتقادم
فمن ديست مقدساته و انتهكت حرماته ، و سفكت دماؤه للحظة وجب نصرته ، فكيف يكون الحال مع من يعانى ذلك سنوات ، ما يليق أن يعترينا النسيان لواجبنا و لحقوق المسلمين المسحوقين من حولنا ، فالله سائلنا عن ذلك ، و عند الله تجتمع الخصوم ، و الكل موقوف به فأعدوا للسؤال جواباً . بكى يونس بن عبيد عند موته و سئل عن سبب بكائه فقال – وهو من هو – ما اغبرت قدمي في سبيل الله ، ومن لم يغزو و لم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ، و كان أويس بن عامر – سيد سادات التابعين – يعتذر إلى ربه من أن يبيت شبعاناً و في الأرض ذي كبد رطبة جائع ، وكان يرقع ثوبه – رحمه الله
فإذا تنوعت أمامك الأكلات فتذكر أخواناً لك في العقيدة لا يجدون رصيفاً آمنا يسكنونه ، ولا كسرة خبز يأكلونها ، و إذا جلست بين أهلك و عيالك آمنا في سربك فكيف يكون حالك إذا تبدلت المواقع و عانيت ما يعانيه إخوانك من انتهاك عرض و ذبح والد وولد ، تذكر كيف فتحت عمورية لأجل امرأة كشفت عورتها فاستصرخت و بلغ ذلك المعتصم فركب فرسه و تبعه الجيش و فتح عمورية ، ثم قال : أين التي استصرخت . و شهد النبي صلى الله عليه و سلم حلفاً في دار عبد الله بن جدعان في الجاهلية و كان الحلف لنصرة المظلوم ، و قال صلى الله عليه و سلم : لو دعيت به في الإسلام لأجبت ،
و المظلوم اليوم هو المسلم الذي يقول : رضيت بالله رباً و بالإسلام ديناً و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبياً ورسولاً و حكى لنا سبحانه قصة ثمود قوم صالح مع الناقة عندما خرج قدار بن سالف بعقر الناقة يرضى قومه ، قال تعالى ) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ( " سورة الشمس : 14 – 15 " و حرمة المسلم أعظم من حرمة ناقة صالح بل و أعظم من حرمة الكعبة المشرفة . كان ابن عباس رضى الله عنهما – ينظر إلى الكعبة و يقول : إن الله عظمك و شرفك و حرمك و إن المؤمن أعظم حرمة عند الله منك " .
عباد الله من جاهد فإنما يجاهد لنفسه و إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها ، و من عمل صالحاً فلنفسه و من أساء فعليها ، و لن نهزم من قلة ، و إنما النصر صبر ساعة ، ولا عز إلا في طاعته سبحانه ، و الذل و الصغار على من خالف أمره ، ولا تهنوا ولا تحزنوا و أنتم الأعلون ‘ن كنتم مؤمنين ، ولا تجزعوا من ضعفكم و استضعافكم فما النصر إلا من عند الله واذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم و أيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون .

اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا و قلة حيلتنا و هواننا على الناس ، يارب المستضعفين و أنت ربنا إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ، و لكن عافيتك هي أوسع لنا ، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ، اللهم بك نستغيث و بك نستجير ، فاجبر كسرنا وارحم ضعفنا و انصرنا على عدوك و عدونا .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول

جزاك الله خيرا اخى
وجعله الله في ميزان حسناتك
اللهم انتقم من كل من كاد للاسلام شرا الي يوم الدين
اللهم اعز الاسلام والمسلمين وانصر اخواننا المجاهدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.