تخطى إلى المحتوى

المحاضرة الاولى من الاسبوع الرابع عشر 2024.

لاكي

لاكي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

باب قول الله تعالى :{ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً }

لاكي

طريقة الدراسة :
تستمع الطالبة لشرح الدرس المطلوب من شريط المعروض في الاعلى ( شرح كتاب التوحيد ) للشيخ صالح آل الشيخ
متابعة الدرس من خلال الكتاب (التمهيد في شرح كتاب التوحيد)
في حالة وجود اسئلة متعلقة بالمادة الصوتية
بإمكانكم طرحها
وان شاء الله يتم الرد عليكم

لاكي

ملاحظة مهمة

اذا لم تستطيعوا ان تستمعوا الى الاشرطة بإمكانكم ان تقرأو الكتاب

فهو مشابه بشكل كبير لـ الشريط

الاختلاف شيئ بسيط
فالرجاء من تجد صعوبة في الاستماع او تحميل الشريط تقرأ الكتاب

وتترك القواعد والنحو
وتركز على المعلومات العقيدة
بارك الله فيكم

لاكي

باب قول الله تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله)
1) وجوب محبة الله عز وجل وتقديم محبته على حب النفس والمال والولد. والمراد منها محبة العبادة.
2) محبة الله تعالى تكون بتعلقه به عز وجل وامتثال أمره رغبة واختيارا واجتناب مانهى عنه رغبة واختيارا.
3) المحبة المتعلقة بالله عزوجل 3 انواع:

1- محبة الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، رغبة واختيارا، وهي من العبادات الجليلة ويجب إفرادها لله تعالى فقط.
2- محبة في الله كحب الأنبياء والصالحين.
3- محبة مع الله وهذه محبة المشركين لآلهتهم ، وهذا شرك.

4) إذن الشرع وأجاز المحبة الطبيعية التي ليس فيها عبادة كحب الولد والزوجة والوالدين.
5) قال تعالى: ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) فيها تفسيران
الوجه الأول: أن المشركين يحبون الأنداد كحبهم لله، وهو الأظهر.
الوجه الثاني: أن المشركين يحبون الأنداد كحب المؤمنين لله.
6) تقديم محبة غير الله على محبة الله كبيرة من الكبائر حيث توعد الله عليه وحكم على فاعله بالفسق والضلال.
7) لا يكتمل إيمان المرء إلا حين يقدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم على محبة الولد والوالد والناس أجمعين.
8) قال شيخ الإسلام: المحبة محركة فالذي يحب الدنيا يتحرك إلى الدنيا والذي يحب العلم يتحرك للعلم، والذي يحب الله محبة عبادة يتحرك طالبا لمرضاته ومبتعدا عما فيه سخطخ جل وعلا.
9) حلاوة الإيمان تكون بثلاثة أمور:

أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله
وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن انقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار

10) الحب في الله تعني محبة المحبوب لأجل أمر الله
البغض في الله تعني بغضه لذلك المبغض لأجل أمر الله
الموالاة في الله تعني موالاته للعقد الذي بينه وبين ذاك في الله من أجل أخوة إيمانية
المعاداة في الله تعني لما حصل بينه وبين ذاك الذي خالف أمر الله
11) المؤاخاة والمحبة على أمرالدنيا زائلة لاتجدي نفعا.

باب قول الله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ….} الصفحة312
قول الله تعالى{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} سورة البقرة -165

وقوله تعالى { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ …} سورة التوبة -24

عن أنس أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) رواه الشيخان

ولهما عنه قال : قال رسول الله * صلى الله عليه وسلم * ( ثلاث من كن فيه وجد ﺑﻬن حلاوة الإيمان :أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) الشيخان وفي رواية ( لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى …

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: " من أحب في الله ، وأبغض في الله ، ووالى

في الله ، وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت

صلاته وصومه ، حتى يكون كذلك ، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا ، وذلك لا يجدي على أهله شيئا " رواه ابن جرير . وقال ابن عباس في قوله تعالى: { … وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ } سورة البقرة -166

تلخيص الدرس الأول من أسبوع الرابع عشر

(((( الله الموفق والمستعان ))))

# ذكر الشيخ رحمه الله في هذا الباب وأبواب الذي يليه العبادات القلبية وأخلاص لله تعالى وواجبات ومكملات التوحيد وكيف يكون أفراد الله تعالى به وعلى المرء أن يكون الله تعالى أحب أليه من كل شيئ حتى من نفسه وهي محبة العبادة أمتثال وأجتناب لأمره ونهيه رغبة وأختيارا

# محبة العبادة هي محبة قلبية أي الرغبة والرهبة والطاعة والنهي في أرضاء المحبوب والبعد عما لايحبه ولا يكتمل توحيد الموحد الى في وقر حب الله تعالى في قلبه لانه بذلك يستدل بربوبية الله جل وعلا على أنه الخالق والرازق و ذو الفضل والنعم على عباده وحده , واذا أحب العبد ربه يجب أن يوحد بافعاله وهذه المحبة يكون فيها أتباع للأمر وأجتناب للنهي ورغب والرهب لله تعالى ويكون على ثلاث أنواع –

1- وهي محبة الله تعالى وحده وأقرار بفضله ونعمه والترغيب والترهيب له جل في علا وعدم تشريك أي شيئ مع الله في العبودية


2- محبة في الله , وهي محبة النبي * صلى الله عليه وسلم * والصالحين في الله , اي الحب والبغض في الله


3- محبة مع الله , وهذه محبة المشركين لألهتهم , أي يحبون مع حبهم لله تلك الألهه ويرهبون ويرغبون فيهم مع الله تعالى مثل عبدة الأوثان وعبدة القبور كما يحصل في هذه الأزمنة لما يتوجهون الى قبور الأولياء ويكون في قلبهم الحب والرغب والرهب لتلك الأولياء كحبهم لله وطمع في تحصيل مطلبه من تلك الولي وهذا من الشرك الأكبر وهذه محبة شركية لأنه يجب أن يكون في القلب الله تعالى وحده وعدم تشريك معه

# وهناك محبة أجازها الله تعالى وهي محبة طبيعية غريزية في الأنسان كحب الوالدين والأولاد وحب الزوج والزوجة والأقارب وحب التلميذ لشيخه والمعلم ونحو ذلك

# وفي قول الله تعالى في سورة البقرة – 165 ان المشركين يحبون أندادهم كحبهم لله تعالى هذا وجه , والوجه الثاني أن المشركين يحبون أندادهم كحب المؤمنين لله تعالى , والوجه الثاني أظهر لأنهم يوسونهم بالله تعالى كما ذكره الله تعالى في ( سورة الشعراء-97-98 ) قال العلماء ( سووهم ) اي في المحبة ولم يسووا شركاهم برب العالمين في الخلق والرزق والربوبية أنما سووهم في المحبة

# قول الله تعالى في سورة ( التوبة -24 ) يجب محبة الله تعالى وأن نجعله فوق كل محبوب لأنه أعظم من كل محبة وأن تقديم أي محبة على محبة الله تعالى كبيرة من الكبائر ومحرم من المحرمات لأنه فسق وضلال وذلك لتكملة التوحيد يجب محبة الله تعالى ورسوله * صلى الله عليه وسلم * ومحبة النبي هو محبة في الله لأن الله تعالى هو أمرنا بمحبته ,و لان من أحب الله أحب رسوله * صلى الله عليه وسلم *

# وفي حديث أنس قال رسول الله * صلى الله عليه وسلم * لايكتمل أيمان أحدكم حتى أكون أحب أليه من والده وولده والناس أجمعين أي محابه يكون قبل محابي غيريه

# وفي حديث عمر رضي الله عنه ( أنه قال للنبي – عليه الصلاة والسلام -: إلا من نفسي فقال : " يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال عمر : أنت الآن أحب إلي من نفسي ، قال : "فالآن ياعمر ) يتبين من الحديث أن الأيمان لايكتمل إذا تقدم بحب أحد من المذكورين على حب النبي * صلى الله عليه وسلم * ويكون إيمانه ناقص , لان كما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله في كتابه " قاعدة في المحبة " أن المحبة هي التي تحرك لذلك إن الذي يحب الدنيا يحرك للدنيا والذي يحب العلم يحرك للعلم والذي يحب الله جل وعلا محبة العبادة والرغب والرهب يتحرك لمرضات الله تعالى ويبتعد من كل مسخط لله تعالى والذي يحب النبي * صلى الله عليه وسلم * يقوم باتباع سنته في امتثال لأمره وأجتناب نواهييه وإقتداء بسنته

# وكذلك في حديث لهما أن العبد لايجد كمال الإيمان الا بهما وينتج من هذا الحب حلاوة الإيمان لان حلاوة توجد في الروح وكلما تكمل إيمان العبد أشتد وجود لهذه الحلاوة وأشتد شعوره والذته في قلبه

# وعن ابن عباس رضي الله عنه كل من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله يكون نال ولاية الله تعالى له , لأن المحبة في الله راجعة الى الامر والنهي وهي من أقسام المحبة , ويكون بهذه المحبة والبغض والموالاة والمعادات في الله ينال ولاية الله تعالى أي يكون العبد ولي من أولياء الله تعالى ( الولاية ) اي المحبة والنصرة وتنال المحبة والنصرة الله تعالى له

# لن يجد العبد طعم الإيمان ولوكثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك , والمحبة والموخات كله للدنيا والدنيا زائلة ويصيب بها أهل الغرور أما اهل المعرفة بالله والعلم بالله وأهل كمال التوحيد وأهل كمال الإيمان ومشاعرهم القلبية تكون لله تعالى وتبعا لأمره ورغتهم في الأخرة أما الدنيا فلها أهلها وهي مرتحلة عنهم وهم مقبلون على أمر أخرتهم ولذلك لن تنفع محبة في الدنيا على أهلها شيئا إنما الذي ينفع هو حب في الله تعالى والرغب في الأخرة

# وقال أبن عباس رضي الله عنه في قول الله تعالى ( وتقطعت بهم الاسباب ) لان المشركين كانوا يحبون ألهتهم ويشركون بالله تعالى ويظنون أنهم يوم القيامة يستشفعون لهم لأجل محبتهم وموالتهم ومحبتهم لهم ستقطع تلك الأسباب وتلك الحبال الوهمية يوم القيامة ولن يجد لهم نصير وكل ما ظنوا أنه سينفعهم عند الله تعالى يوم القيامة سينقطع عنهم كما ذكره الله في سورة البقرة – 166

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ربي ودني علما

باب قول الله تعالى:(( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداد يحبونهم كحب الله ))

* هذا الباب فيه عن محية الله وأن العبد يجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء حتى من نفسه وهذه المحبة المراد منها محبة العبادة
وهي المحبة التي فيها تعلق بالمحبوب بما يكون معه امتثال للأمر رغبا إلى المحبوب واختيارا واجتناب النهي رغبا واختيارا ..
فمحبة العبادة : هي المحبة التي تكون في القلب يكون معها الرغب والرهب والطاعة والسعي في مراض المحبوب والبعد عما لايحب المحبوب..

* المحبة التي هي من العبادة هي المحبة التي يكون فيها اتباع للأمر واجتناب للنهي ورغب ورهب ولهذا قال طائفة من أهل العلم :

@ المحبة المتعلقة بالله وهي ثلاثة أنواع :1_ محبة الله على النحو الذي وصفنا وهذا نوع من العبادات الجليلة ويجب إفراد الله بها ..
2_ محبة في الله وهو أن يحب الرسل عليهم الصلاة والسلام ويحب الصالحين في الله
3_ محبة مع الله وهذه محبة المشركين لآلهتهم فإنهم يحبونها مع الله فيتقربون إلى الله رغبا ورهبا ويتقربون إلى الآلهة رغبا ورهبا هذه هي محبة العبادة التي صرفها لغير الله شرك أكبر به ..

@ المحبة المتعلقة بغير الله من جهة المحبة الطبيعية أذن بها الشرع وأجازهالأن المحبة فيها ليست محبة العبادة والرغبة والرهبة
وإنما هي محبة للدنيا وذلك كمحبة الولد لوالده والرجل لزوجته ونحو ذلك من الأحوال وهذه المحبة لابأس بها بل جعلها الله غريزة في الإنسان ..

* قوله: (( قل إن كان ءآبآؤكم وأبنآؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها
وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها
أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ))
يدل أن محبة الله واجبة وأن محبته يجب أن تكون فوق كل محبوب وأن محبة الله أعظم من محبته لأي شيء وأن تقديم محبة غير الله على محبة الله
كبيرة من الكبائر ومحرم من المحرمات وحكم على فاعله بالفسق والضلال
فالواجب لتكميل التوحيد أن يحب العبد الله ورسوله فوق كل محبوب ومحبته صلى الله عليه وسلم ليست مع الله
لأن الله هو الذي أمرنا ,قال تعالى لرسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم :
(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ))

* عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ))يعني الإيمان الكامل لايكون إلا أن يكون محابه صلى الله عليه وسلم مقدمة
على محاب غيره من الولد والوالد والناس أجمعين يظهر هذا بالعمل فالذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم يسعى باتباع سنته وفي امتثال أمره واجتناب نهيه والإهتداء بهديه والإقتداء بسنته ..

* قال الرسول عليه الصلاة والسلام :( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله
وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )والإستدلال به أن محبة الله ورسوله يجب أن تكون مقدمة على محبة ماسواهما
وأنها من كمال الإيمان والحلاوة هنا الناتجة عن تحصيل كمال الإيمان,فكلما زاد الإيمان وكمل وجد حلاوة إيمانية ..

* عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:( من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنه ينال ولاية الله بذلك ))
أي من كانت محبته لذلك المحبوب لأمر الله وكان بغضه لذلك المبغض لأجل أمر الله وكانت موالاته للعقد الذي بينه وبين ذاك في الله من اخوة إيمانية
فيكون العبد وليا من أولياء الله بهذا الفعل وهو أن يوالي في الله ويعادي في الله يعني ينال محبة الله ونصرته بذلك ,

( ولن يجد عبد طعم الإيمان حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لايجدي على أهله شيئا )
أي أن المؤاخاة والمحبة في الدنيا هذه تراد للدنيا والدنيا قصيرة زائلة ولن تجدي هذه المحبة في الدنيا على أهلها شيئا
إنما الذي يجدي هو الحب في الله والرغب في الآخرة ..

* قول ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : (( وتقطعت بهم الأسباب ))
قال: المودة ,,لأن المشركين يشركون بآلهتهم ويحبونها ويظنون أنها ستشفع لهم يوم القيامة لأجل مودتهم لها
وستتقطع تلك الأسباب والحبال يوم القيامة ولن يجدوا نصيرا لأنها محبة لغير الله من جهة العبادة ولأنهم أشركوا بالله .,.

باب قول الله تعالى "ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله"

* هذا الباب والأبواب التى بعده شروع من الإمام رحمه الله فى ذكر العبادات القلبية وما يجب أن تكون عليه

من الإخلاص لله جل وعلا وإبتدأها بباب المحبة حيث يجب على العبد أن يكون الله جل وعلا أحب إليه من كل

شئ
* محبة العبد لله تكون محبة عبادة والتى تستجلب الطاعة والسعى فى إرضاء المحبوب والبعد عما لا يحبه

فهى التى يكون معها إتباع للأمر وإجتناب للنهى ورغبة ورهبه

*
محبة العبد لله تكون على ثلاثة أنواع

1- محبة الله على النحو السابق وهذا من العبادات الجليلة ويجب إ فراد الله بها

2- محبة في الله وبغض فى الله وهى مثل محبة الصالحين والأنبياء

3- محبة مع الله وهذه محبة المشركين لآلهتهم فهم يتقربون إلى الآلهة رغبا ورهبا وطمعا ويتبين لنا هذا من

حال عبدة القبور فهم يتوجهون لأصحابها بالتعظيم والمحبة والإجلال والخوف وهذه هى محبة العبادة التى

يصرفونها لغير الله جل وعلا ومن أحب غير الله جل وعلا محبة العبادة فإنه مشرك الشرك الأكبر

* هذه الأنواع الثلاثة هى من المحبة المتعلقة بالله وهناك نوع آخر من المحبة أذن بها الشرع وهى ليست من

محبة العبادة وإنما من محبة الدنيا كمحبة الوالد لولده والرجل لزوجته والأقارب لبعضهم والتلميذ لشيخه وهكذا

* قوله " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا" فالأنداد يعنى النظراء والأكفاء المساوون لله فى المحبة

لهذا قال " يحبونهم كحب الله" فالمشركين يحبون الأنداد كحبهم لله تعالى

*قوله" قل إن كان ءاباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون

كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره" التوبة
فى هذه الآية من الوعيد لمن يقدم محبة غير الله على محبة الله وأن هذا كبيرة من الكبائر وعلى هذا فإن من

كمال التوحيد أن يحب العبد الله ورسوله فوق كل محبوب وحبة النبى تكون محبة فى الله وليست مع الله لأن

الله هوالذى أمرنا بحب النبى عليه الصلاة والسلام

* عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده

والناس أجمعين" فقوله لا يؤمن أحدكم معناه الإيمان الكامل حتى يقدم حب النبى على حب الوالد والولد والناس

أجمعين ويكون هذا بالعمل على هدى النبى والحرص على سنته وإمتثال أمره وإجتنبا ما نهى عنه

ولهما عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كن فيه وجد ﺑﻬن حلاوة الإيمان :أن يكون الله

ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله

منه، كما يكره أن يقذف في النار" المقصود بالحلاوة هنا هى حلاوة كمال الإيمان والتى توجد فى الروح وكلما

سعى العبد لإكتمال إيمانه كلما شعر بهذه الحلاوة ولذتها التى تكون فى القلب

*وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: " من أحب فى الله وأبغض فى الله ووالى فى الله وعادى فى الله

فإنما تناله ولاية الله بذلك" وهذه محبة فى الله راجعة إلى الأمر والنهى وهى من اقسام المحبة فقوله أحب فى

الله تعنى محبته لذلك المحبوب لأجل أمر الله والبغض فى الله تعنى بغضه لذلك الشخص لأجل أمر الله أيضا

أما والى فى الله أى جعل موالاته لذلك الشخص فى الله عز وجل وعادى فى الله تعنى العداوة بينه وبين ذلك

الشخص الذى خالف أمر الله إما بكفر أو بدونه

*ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدى على أهله شيئا
ذلك لأن المؤاخاة فى الدنيا تراد فى الدنيا وهى قصيرة زائلة أما أهل العلم والمعرفة بالله وأنواع العلوم التى تكون فى القلب يكون ذلك كله لله وتبعا لأمر الله ورغبة ورهبة من الله

*قال تعالى " إذ تبرأ الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب" قال ابن عباس تقطعت بهم الأسباب لأن المشركين كانوا يظنون أن هذه الآلهة ستشفع لهم يوم القيامة لأجل مودتهم ومحبتهم لها فستتقطع تلك الأسباب ابموهومة يوم القيامة ولن يجدوا نصيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.