تخطى إلى المحتوى

المحاضرة الاولى من الاسبوع العاشر من مشروع العقيدة 2024.

لاكي
لاكي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
15- باب ماجاء أن بعض هذه الامة يعبد الأوثان .

لاكي
طريقة الدراسة :

تستمع الطالبة لشرح الدرس المطلوب من شريط المعروض في الاعلى ( شرح كتاب التوحيد ) للشيخ صالح آل الشيخ
متابعة الدرس من خلال الكتاب (التمهيد في شرح كتاب التوحيد)
في حالة وجود اسئلة متعلقة بالمادة الصوتية بإمكانكم طرحها وان شاء الله يتم الرد عليكم

لاكي
ملاحظة مهمة
اذا لم تستطيعوا ان تستمعوا الى الاشرطة بإمكانكم ان تقرأو الكتاب
فهو مشابه بشكل كبير لـ الشريط

الاختلاف شيئ بسيط


فالرجاء من تجد صعوبة في الاستماع او تحميل الشريط
تقرأ الكتاب وتترك القواعدوالنحو
وتركز على المعلومات العقيدة
بارك الله فيكم

لاكي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان الصفحة 245

وقول الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا ( النساء-51 ) }

وقول الله تعالى : {………… قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ( الكهف-21 ) }

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * قال ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " قالوا :يارسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : " فمن ؟ ) ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * قال : ( إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغارﺑﻬا ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما

زوي لي منها ، وأعطيت الكترين : الأحمر ، والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها

بسنة بعامة وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال :يا

محمد إذا قضيت قضاء فإنه لايرد ، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة بعامة ، وألا

أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا ) رواه البرقاني في صحيحه وزاد : ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ، ولا

نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم وحتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى )

تلخيص درس الأول من أسبوع العاشر

(((( الله الموفق والمستعان ))))

# قد يحتج بعض المشركين والخرافيون بان هذه الامة حماه الله من عبادة الاوثان وذلك بسب حديث النبي * صلى الله عليه وسلم * إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون…

وان عبادة الشيطان لاتكون في هذه الامة وان شرك الاكبر لايكون هكذا يدعي القبوريون

# فهمهم لهذا الحديث غلط لانه ليس على هذا النحو انما نقول بان الشيطان لايعرف الغيب وهو حريص على اغواء بني ادم وانه أيس بنفسه لما رأى عز الاسلام وظهور التوحيد على الكفر فايس لما راى ذلك لاكن لم يياسه الله

# ان الشيطان ايس ان يعبده المصلون لان الذي يصلي لاياتي بالشرك ولايعبد الشيطان لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وعبادة الشيطان من اعظم المنكرات فأيس ذلك شيطان ولم ييأسه الله جلا وعلا

# وذكر الشيخ ( رحمه الله ) أن أيس الشيطان وعز الأسلام لم يجعله أن يترك هذه الأمة في حاله بل كان سببا في أرتداد طائفة من العرب بعد وفاة النبي * صلى الله عليه وسلم * ولاشك فيه أنه من عبادة الشيطان لانهم يقومون باطاعة الشيطان وكل ما يأمر به وينهاه وطاعته في الشرك وترك الأيمان وبعض من هذه الأمة يعبدون الأوثان كما في أمم السابقة

# ويقصد الشيخ بان بعض هذه الامة أرتدوا وليس كلهم لان كثير من هذه الامة ظاهرة على الخيركما ذكر النبي * صلى الله عليه وسلم * قال : ( ولاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم إلى قيام الساعة )

# ويذكر الشيخ ويقصد بهذه الامة ان هناك طائفتان من الامة أي طائفة الدعوة وهم من الانس والجن الذين بعض منهم كانوا يعبدون الاوثان و بعد دعوة النبي * صلى الله عليه وسلم * بقوا على كفرهم وعبادة الاوثان ولم يرضو بالدعوة , وهناك طائفة أخرى أستجابوا للدعوة لاكن بعد مرور العهود أرتدوا على أدبارهم وتركوا دينهم وذلك كان سببا في كفر بني أدم في الغلو في صالحيهم ويقصد الشيخ في بعض هذه الامة هذه الطائفة

# وكل مايعبد من دون الله من الوثن فاذا كان على شكل الصور أو تمثال لانبيائهم أو صالحيهم كـ( بوذا ) يعبدونه ويسجودن له فهذا من ( الاصنام ) أما إذا كان من الجدار أو قبر أورجلا ميتا أو صفة من الصفات يتخذ للعبادة من دون الله تعالى فهو من الاوثان

# والجبت والطاغوت من الشرك وفيه مخالفة لأمر الله تعالى , والجبت قد يكون سحرا أو كاهنا او أي شيئ رذيل يضر صاحبه , أما الطاغوت فهو كل ما جاوزة الحد في أمر الدين بان يجعل ما هو لله تعالى لغير الله من معبوده او متبوعه او مطيعه

# مجاوزة الحد يعني تجاوزة الحد في شيئ الذي لم ياذن به الشرع بأن يظن بان هذا الشيئ يغوثه أو يستطيع الشفاعة له أويغفر له ويعتقد فيه بعض خصائص الالوهية أما المتبوع أي من العلماء والقادة ويقومون باتباعهم وفي كل ما يقولونه حتى إذا احلوا لهم الحرام و وحرموا لهم الحلال وجعلوا لهم السنة بدعة والبدعة سنة فهذا يعتبر من الطاغوت

# وايضا المطاع من الامراء والقادة والحكام والرؤساء اذا أمروا باحرام او الحلال يطاع مع علمهم باخطائه فهذا ايضا من الطواغيت

# وجه المناسبة في ذكر الشيخ في هذا الباب للجبت والطاغوت لانه أخبر به النبي * صلى الله عليه وسلم * بانه حصلة من اهل الكتاب من اليهود والنصارى فيقع في هذه الامة ايضا كما أخبر في حديث أبي سعيد

# كما اخبرنا النبي * صلى الله عليه وسلم * أنه سيكون في هذه الامة من يأمن بالسحرومنهم من أمن بغير الله تعالى ومنهم أطاع العلماء والامراء وتبعوا ما حللوه وما حرموه وبذلك اتبعوا سنن ماقبلهم وحصل منهم الايمان بالجبت والطاغوت

# قول الله تعالى في سورة المائدة اية -60- ذكر عبدة الطاغوت مع الملعونين لأنهم كما ذكره الشيخ قاموا بعبادة الطاغوت مثل امم السابقة ويدخل في ذلك الاصنام والاوثان واصحاب القبور والاستشفاع بهم والاستعانة وكل ذلك من افعال الشركية مما أعتقد فيه الجهلة وتركوا دين الاسلام

# وقول الله تعالى في سورة الكهف اية -21- اعتقد الناس في هذه المجموعة وقالوا بانهم مكثوا احياء هذه الفترة ولما ماتوا تنازعوا في امرهم فقالوا ابنوا لهم بناء وتنازعوا في امرهم فقالوا :

مسلمون ذلك الزمان قاموا بتعظيمهم ودلالة الناس اليهم وهذا من وسائل الشرك ويؤدي الى عبادة القبور والاعتقاد في اصحاب الكهف كما حصل في هذه الامة ( المجموعة الاولى )

وقالوا ان الذين غلبوا في امرهم هم المشركون اي اتباع ذلك الدين في ذلك الزمان وخالفوا انبيائهم ( المجموعة الثانية )

وقول الذي رجحه ابن الاكثير ومجمموعة من العلماء قالوا الذين غلبوا على امرهم هم امراء وكبراء واصحاب النفوذ في ذلك الزمان وقالوا لنتخذن عليهم مسجدا ولان ذلك حصل في تلك الامم فيحصل في هذه الامة ايضا حتى حصل منهم قالوا انهم الله او نحو ذلك ويقولون ان روح الإله تتناسخ في اناس معينين كما هو اعتقاد طوائف من الباطنيين ونحو ذلك ، وهذا كما قال – عليه الصلاة والسلام

# حلف النبي * صلى الله عليه وسلم * بانه في هذه الامة يتبعون الامم السالفة وهذه الامم اما يكون من اليهود او النصارى من المغضوبين عليهم والضالين فمن فسد من علمائنا ففيهم شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيهم شبه بالنصارى لان اليهود خالف على علم والنصارى خالفوا على الضلالة

# وفي حديث النبي * صلى الله عليه وسلم * ( القذة بالقذة ) وهو مثل لشيئين يستويان ولايتفاوتا ماخوذ من قذة السيف فحصل كما حصل في امم قبلنا في ابواب الربوبية والالوهية والاسماء والصفات كذلك في الاعمال والسلوك وكذلك القول في افعال الله تعالى اللهم نسالك العافية والسلام من ذلك

# وجه الدلالة من الحديث ابي سعيد ان كل ما ذكره النبي * صلى الله عليه وسلم * الذي حصل في الامم السابقة يكون في هذه الامة من عبادة الاوثان وكفر في الروبية والالوهية والاسماء والصفات وفي الحكم والتحاكم وفي امور السلوك والاخلاقيات والبدع مخالفة لما نهانا عنه نبي الرحمة * صلى الله عليه وسلم *

# في حديث ثوبان وخوف النبي * صلى الله عليه وسلم * هو اتباع ائمة المضلون الذين اتخذهم الناس اما من جهة الدين او من جهة الحكم لانهم بيدهم زمام الامور وباستطاعتهم اجبار الناس على اتباعهم ويفرضون الناس ويلزمهم باشياء للشرع والعقيدة والتوحيد ومن امور السلوك والعمل ومن امور الحكم والتحاكم وهكذا حصل في هذه الامة ما كان النبي* صلى الله عليه وسلم * ينهانا منه

# ومن رواية البرقاني بان يترك حي بلاد المسلمين الى المشركين باتباع المشركين في الصفات والخصال وكذلك عبادة الاوثان

# اما الطائفة المنصورة الذي ذكره النبي * صلى الله عليه وسلم * في الحديث هم الفرقة الناجية الذين يجمعون احاديث النبي وسميت منصورة لان الله تعالة نصرها على من عادها بالحجة والبيان ولو انهم هزموا في بعض الاحيان الا انهم ظاهرين على الحق وهم المنصورون بما أعطاهم الله – جل وعلا – من الحجة والنصوص والصواب من سواهم فهم على الحق وسواهم على الباطل .

# وهذان اللفظان – فرقة ناجية ، وطائفة منصورة – اسمان لشيء واحد ، وإنما هو من باب تنوع الصفات فقولهم هو المنصور وهو الظاهر وحجتهم هي الظاهرة ، وقد يكون أيضا لهم من النصر والتمكين في أرض الله ما أعطاهم الله – جل وعلا – من ذلك

وهم أيضا الفرقة الناجية التي جاءت في حديث الافتراق

،فهم موصوفون بالنصر ، وموصوفون بالنجاة من النار ، وموصوفون بالنصر على عدوهم بالحجة والبيان ، وقد يكون مع ذلك نصر بالسيف والسنان ونحو ذلك.

ــــــــــــــــــــ

ربي زدني علما

باب ما جاء أن بعض الأمة يعبد الأوثان

  • يحتج الخرافيون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الشيطان أيس أن يعبد فى جزيرة العرب وعلى هذا فإن هذه الأمة معصومة من الشرك الأكبر وحماها الله منه.
  • وكلامهم هذا مردود عليه ففهمهم للحديث خاطئ وإنما نقول إن الشيطان أيس بنفسه فهو لا يعلم الغيب ولم ييأسه الله إنما هو لما رأى عز الإسلام وظهور التوحيد أيس من أن يعبده المصلون وذلك لأن الذى يصلى الصلاة بحقينهى عن الفحشاء والمنكر ولا يأتى بالشرك ولا يعبد الشيطان لأن عبادة الشيطان من أعظم المنكرات وصلاته تنهاه عن المنكرات.
  • إن يأس الشيطان من عبادة المصلين له لم يجعله يترك هذه الأمة فهو حريص على إغواء بنى آدم ولهذا نراه كان سببا فى إرتداد طائفة من الناس بعد وفاة النبى عليه الصلاة والسلام وهذا لا شك من العبادة له حيث يفعلون ما يأمرهم به ويطيعونه فى الشرك
  • قال الشيخ رحمه الله باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبدون الأوثان وهذا التبعيض يدل على أنهم قليلون وليس كثير من الأمة فما زال فى هذه الأمة من يعبد الله ويحقق الإيمان والتوحيد وظاهر على الخير كما قال النبى عليه الصلاة والسلام ( ولا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم إلى قيام الساعة)
  • هناك صنفان من الأمم أمة الدعوة من الإنس والجن ومما لا شك فيه أن منهم من لم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وإستمر فى عبادة الأوثان وهناك أمة الإجابة وهم من إستجابوا لدعوة النبى ولكن بالتقادم ومرور العهود إرتدوا كما حدث وأوضح الشيخ فى أبواب سابقة وكان سبب ذلك الغلو فى الصالحين وما يقصده الشيخ هنا هى أمة الإجابة

  • والأوثان هى جمع وثن وهى كل ما يعبد من دون الله من صنم وحجر وشجر فيذبح له أو يسجد له ويستغاث به أو يخاف منه كخوفهم الله جل وعلا.
  • قال تعالى ( ألم تر إلى الذيت أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) والجبت إسم عام لكل ما فيه مخالفة لأمر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام فى الإعتقاد فقد يكون سحرا أو كاهنا أو أى شئ يضر صاحبه والطاغوت هو مجاوزة الحد فهو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع.
  • وجه المناسبة من هذه الآية للباب أن الذين عبدوا الطاغوت والجبت كانوا ممن أوتوا الكتاب من النصارى واليهود وقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام فى حديث أبى سعيد حيث قال ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ….) ومعنى هذا أن ما حدث فى الأمم السابقة سيحدث فى أمة الإسلام أيضا وهذا ما حصل فى هذه الأمة فمنهم من آمن بالسحر ومنهم من عبد غير الله ومنهم من أطاع العلماء والأمراء فى تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله وحصل منهم الإيمان بالجبت والطاغوت كما حصل ممن كان قبلهم

  • وقوله تعالى ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله …) المائدة 60 وجه الشاهد من هذه الآة قوله ( وعبد الطاغوت) فعبادة الطاغوت وقعت فى هؤلاء الملعونين وبحسب خبر النبى فما وقع قى هذه الأمم سيقع فى أمتنا
  • قال تعالى فى سورة الكهف ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) قصة أصحاب الكهف أنهم كانوا أهل صلاح وأن الله أماتهم ثلاث مائة سنين وإزدادو تسعا ثم أحياهم الله فإعتقد الناس فيهم ثم ماتوا فتنازع الناس فى أمرهم فمنهم من قال إجعلوا عليهم بنيانا ومنهم من قال إجعلوا لهم فناء ودار وعظموا مكانهم وإختلف الناس فيهم.
  • قال الله تعالى ( قال الذين غلبوا على أمرهم) فمن هم؟ إختلف المفسرون فى ذلك فقال قائل هم مسلموا ذلك الزمان حيث عظموهم وقالوا ابنوا عليهم بنيانا وقالوا إتخذوا عليهم مسجدا وهذا من وسائل الشرك بالله حيث يؤدى إلى عبادة القبور والإعتقاد قى أصحاب الكهف.
  • والقول الثانى أنهم المشركون أتباع ذلك الدين بإعتقادهم الجاهلى ولما فى قلوبهم من الشرك والبدع ومخالفتهم أنبيائهم.
  • والقول الراجح أنهم الذين كانت لهم الغلبة فى الأمر أى أصحاب النفوذ والأمرا والكبراء منهم ومن يملك الأمر والنهى فى أهل ذلك الزمان وبما أن ذلك حدث فى الأمم السابقة فإنه يحصل فى هذه الأمة أيضا حتى أن بعضهم إدعى أنه الله أو أن روح الله تتناسخ فيهم أو فى أناس معينين.
  • لم أقسم النبى عليه الصلاة والسلام فى حديث ثوبان؟ وذلك ليؤكد هذا الأمر تأكيدا عظيما بأن هذه الأمة ستتبع طريق وسبيل الأمم السابقة وفى هذا تحذير لأن من الأمم السابقة من هم أهل كتاب كاليهود والنصارى وهؤلاء وصفهم الله تعالى بأنهم مغضوب عليهم وملعونون وضالون وهذا ما حدث فى هذه الأمة فمنهم من سلك سبيل اليهود والنصارى.
  • وجه الشاهد من حديث ثوبان قوله عليه الصلاة والسلام ( وإنما أخاف على أمتى الأئمة المضلين) وهم المضلون الذين يتخذهم الناس أئمة قد يكون من جهة الدين وقد يكون من جهة الولاية أى ولاية الحكم وهم يضلون الناس بالبدع والشركيات حتى تغدو فى أعينهم حقا ويفرضون عليهم أشياء تخالف الشرع والعقيدة
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى آخر الحديث ( ولا تزال طائفة من أمتى على الحق منصوة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتى أمر الله تعالى ) وهذه الطائفة هى الطائفة المنصورة والناجية وهم الظاهرون فلقد نصرهم الله بالحجة والبيان ولو هزموا فى مواطن قليلة إلا أنهم موصوفون بالنصر على الأعداء إما بالحجة أو بالسيف تارة أخرى وموصوفون بالنجاة من النار.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تلخيص:

باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
قال الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا }

وقول الله تعالى : {………… قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا }

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " قالوا :يارسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : " فمن ؟ )
ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغارﺑﻬا ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ، وأعطيت الكترين : الأحمر ، والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة بعامة وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال :يامحمد إذا قضيت قضاء فإنه لايرد ، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة بعامة ، وألاأسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا ) رواه البرقاني في صحيحه وزاد : ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ، ولانبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم وحتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى )

ـ يحتج بعض المشركين و الخرافين بأن هذه الأمة حماها الله جل و علا من أن تعود الى عبادة الأوثان و عصمت من الوقوع في الشرك الأكبر بدليل قول الرسول صلى الله عليه و سلم :"ان الشيطان آيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب و لكن في التحريش بينهم ."
و هذا الاحتجاج في غير موضعه لعدم فهمهم للحديث فالشيطان لا يعلم الغيب و هو حريص على اغواء بني آدم فالشيطان أيس بنفسه لما رأى عز الاسلام و لما رأى ظهور التوحيد على الكفر في جزيرة العرب فأيس لما رأى ذلك و لكنه لم يأسه الله جل و علا من أن يعبد في جزيرة العرب.

ـ ان أهل الصلاة هم الذين لا تأتى منهم عبادة الشيطان لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و أعظم المنكر الذي سينكره المصلي هو الشرك بالله عز و جل فيكون الشيطان بذلك قد يأس أن يعبده من أقام الصلاة على حقيقتها .

ـ عبادة الشيطان :بطاعته في الأمر و النهي و طاعته في الشرك و طاعته في ترك الايمان و ترك لوازمه .
ـ عبادة الأوثان واقعة في بعض هذه الأمة بنص قول النبي صلى الله عليه و سلم كما وقعت في الأمم السالفة فهذه الأمة فيها عبادة غير الله سبحانه و تعالى .

ـ هل المقصود بقوله "هذه الأمة "أمة الدعوة أو أمة الاجابة ؟
اذا قلنا أمة الدعوة :فلا شك أن هناك من أمة الدعوة و هم جميع الجن و الانس من عبد الأوثان و استمر على عبادتها بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم و لم يرضى ببعثته و لم يقبل ذلك و اذا قلنا ان المراد بالأمة أمة الاجابة :يعني من أجاب الرسول صلى الله عليه و سلم في دعوته تتقادم بهم العهود حتى يرتدوا على أدبارهم و يتركوا دينهم .
و الظاهر هنا أن المعني به أمة الاجابة في أنهم يتركون دينهم و يتوجهون الى الأوثان و يعبدونها .
ـ الوثن :هو كل شيء توجه اليه الناس بالعبادة اما بأن يدعوه مع الله عز و جل أو أن يستغيثوا به أو أن يعتقدوا فيه أنه ينفع و يضر بدون اذن الله تعالى أو أنه يرجى رجاء العبادة و يخاف منه كخوف الله جل و علا .
ـ الأصنام :هي الآلهة التي صورت على شكل صور كأن يجعل لنبي من الأنبياء صورة أو يجعل لرجل من الرجال كبوذا و نحوه صورة و يسجد لها و يعبدها .
ـ الجبت :اسم عام لكل ما فيه مخالفة لأمر الله جل و علا و أمر رسوله صلى الله عليه و سلم في العتقاد فقد يكون الجبت سحرا و هذا هو الذي فسر به كثير من السلف الجبت و قد يكون الجبت الكاهن و قد يكون الشيء المرذول الذي يضر صاحبه .
ـ الطاغوت :مشتق من الطغيان و هو مجاوزة الحد فالطاغية هو الذي تجاوز الحد في أمر الدين بأن جعل ما لله له و لهذا يعرف ابن القيم رحمه الله الطاغوت بأنه "كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع .

ـ مجاوزة الحد في المعبودين مثل العلماء و القادة في أمر الدين و يشمل الأمراء و الملوك و الحكام و الرؤساء الذين يأمرون بالحرام فيطاعون و يأمرون بتحريم الحلال فيطاعون في ذلك مع علم المطيع بما أمر الله جل و علا فهؤلاء اتخذوهم طواغيت .

ـ ان الايمان بالجبت و الطواغوت حصل و وقع من الذين أوتوا نصيبا من الكتاب من اليهود و النصارى و اذا كان قد وقع منهم فسيقع في هذه الأمة لأن النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أن ما وقع في الأمم قبلنا سيقع في هذه الأمة .
ـ بما أن ما وقع في الأمم السابقة سيقع في هذه الأمة فاننا نعلم أن في هذه الأمة من سيعبد الطاغوت و يدخل فيها عبادة الأوثان و القبور و تأليه أصحابها و التوسل بهم الى الله تعالى و الاستشفاع بهم الى الله أو طلب الشفاعة منهم و نحو ذلك من الوسائل الشركية أو ما هو من الشرك الأكبر .

ـ من الذين غلبوا على الأمر ؟
قال بعض المفسرين هم المسلمون مسلمو ذلك الزمان حصل منهم تعظيم لأصحاب الكهف .
القول الثاني :أن الذين غلبوا على أمرهم هم المشركون يعني أتباع ذلك الدين لاعتقادهم الجاهل و لما في قلوبهم من الشرك و البدع التي خالفوا بها أنبياءهم .
و القول الثالث :و هو الذي رجحه عدد من أهل العلم أن الذين غلبوا على أمرهم هم الكبراء و الأمراء و أصحاب النفوذ فيهم و ملوك ذلك الزمان و أمراؤه عظموا هؤلاء الصالحين .
و ما دام أنه حصل فانه سيحصل في هذه الأمة

ـ أقسم عليه الصلاة و السلام و الله لتتبعن سنن من كان قبلكم ليؤكد هذا الأمر تأكيدا عظيما و أن هذه الأمة ستتبع لا محالة طريق و سبيل من كان قبلها من الأمم من اليهود و النصارى .

ـ الأئمة المضلون هم الذين اتخذهم الناس أئمة اما من جهة الدين و اما من جهة ولاية الحكم و الأئمة المضلون يملكون زمام الناس فيضلون بالبدع و بالشركيات و يحسنونها لهم حتى تغدو في أعينهم حقا و كذلك أصحاب النفوذ و أصحاب الحكم فانهم اذا كانوا مضلين فان بيدهم الأمر الذي يجعلهم يفرضون على الناس أمور أو يلزمونهم بأشياء مضادة لشرع الله .

ـ الطائفة المنصورة هي الفرقة الناجية و هي الجماعة و سميت منصورة لأن الله نصرها بالحجة و البيان فهم على الحق و سواهم على الباطل و هذان اللفظان فرقة ناجية و طائفة منصورة اسمان لشيء واحد حجتهم هي الظاهرة و لهم من النصر و التمكن فهم موصوفون بالنصر على عدوهم بالحجة و البيان و قد يكون مع ذلك نصر بالسيف و السنان و نحو ذلك .

باب ماجآء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان

* احتجاج بعض المشركين أن هذه الأمة حماها الله من أن تعبد الأوثان وعصمت من الوقوع في الشرك الأكبر
لقول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ))

وهذا الإحتجاج في غير محله وذكر في الكتاب :
إن الشيطان لايعلم الغيب وهو حريص على إغواء بني آدم لقوله تعالى :
((لأحتنكن ذريته إلا قليلا ))
هو أيس لكن لم يأيسه الله ..

* في قوله : (( أيس أن يعبده المصلون ))
إشارة إلى أن أهل الصلاة الذين لاتتأتى منهم عبادة الشيطان لأن المصلين لاشك أنهم آمرين بالمعروف
وناهين عن المنكر لأن المصلي هو الذي أقام الصلاة ومن أقام الصلاة فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وأعظم المنكر هو الشرك بالله
فليس في هذا الحديث أن عبادة الشيطان لاتكون في هذه الأمة ..

* أن الشيطان أيس لما رأى عز الإسلام لكنه لم يأيس وقد تكون عبادة الشيطان بطاعته
كما قال تعالى:
(( ألم أعهد إليكم يابني ءآدم أن لابعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ))
وطاعة الشيطان تكون إما في الأمر والنهي أو الشرك وطاعته في ترك الإيمان ولوازمه ..

* قول الإمام : ( باب ماجآء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان )
أي أن عبادة الأوثان واقعة في هذه الأمة وهي عبادة غير الله

الأوثان : جمع وثن
الفرق بين الوثن والصنم
الأوثان : هو كل شيء توجه إليه بالعبادة إما أن يدعوه مع الله أو أن يستغيثوا به
أو أن يعتقد فيه أو أن يدف ضر أو ينفع بدون إذن الله ونحو ذلك من التوجهات والعبادات
فمن اعتقد فيه شيء من ذلك فهو وثن وقد يكون راضيا بذلك وقد لايكون
الأصنام: هي الآلهة التي صورت على شكل صورة

* قول الله تعالى: (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ))
الجبت : اسم عام لكل مافيه مخالفة لأمر الله وأمر رسوله في الإعتقاد قد يكون الجبت سحرا وقد يكون
كاهن وقد يكون الشيء المرذول الذي يضر صاحبه
الطاغوت: مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد فيما لم يأذن به الشرع
الطاغية: هو الذي تجاوز الحد في أمر الدين بأن جعل ما لله له

* يعرف ابن القيم الطاغوت :
(( كل ماتجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع ))
المقصود من معبود : الحد الذي لم يأذن به الشرع مجاوزته له
فتوجهوا إليه بالعبادة أو اعتقاده فيه بعض خصائص الإلهية أو أنه يملك الشفاعة أو يغيثه كيفما شاء أو أن يغفر له
ونحو ذلك مما لايملكه المعبودين .

والمقصود بقوله متبوع :
مثل العلماء والقادة في أمر الدين
أنهم صاروا يتبعونهم في كل ماقالوا وإن أحلوا لهم الحرام وحرموا لهم الحلال وهم يعلمون أصل الدين
ولكنهم خالفوا لأجل ماقال فلان

والمقصود بقوله مطاع :
يشمل الأمراء والملوك والحكام والرؤساء الذين يأمرون بالحرام فيطاعون ويأمرون بتحريم الحلال فيطاعون مع علم المطيع
بما أمر الله فهؤلاء اتخذوهم طواغيت ..

قول: (( حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا :
يارسول الله اليهود والنصارى ؟
قال : فمن ؟ ))
وجه الدلالة: أن كل كفر وشرك وقع في الأمم السابقة فسيقع في هذه الأمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.