الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحيه أجمعين، أما بعد:
ففي عصور الإسلام الفاضلة اشتهرت صحابيات وتابعيات ونساء فقيهات عالمات وأدبيات وشاعرات حملن لواء الدعوة والعلم، وانطلقن ينشرونه في أرجاء المعمورة، فانتفع بعلمهن الكثير، فكانوا أقماراً وشموساً في سماء الإسلام الساطعة. واستكمالاً للمسيرة الدعوية، نقدم للأخت المسلمة الداعية لمحات يسيرة فيما يحب أن تكون عليه لتنجح دعوتها إلى الله.
1- الداعية الناجحة: تأتلف مع البعيدة، وتربي القريبة، وتداوي القلوب: قال الشاعر:
أحرص على حفظ القلوب من الأذى ………. فرجوعها بعد التنافر يصـــــــعب
إن القلوب إذا تنافـــــــــــر ودهــــــا ………. مثل الزجاجة كسرها لا يشعب
2- الداعية الناجحة: تظن كل واحدة من أخواتها بأنها أحب أخت ليدها عند لقائها بها، قال تعالى: { وألقيت عليك محبة مني}.
3- الداعية الناجحة: عرفت الحق فعرفت أهله، وإن لم تصورهم الأفلام، أو تمدحهم الأقلام، قال تعالى: { تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود}.
4- الداعية الناجحة: إذا قرعت فقيرة بابها ذكرتها بفقرها إلى الله عز وجل، فأحسنت إليها، قال الله تعالى: { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله غني حميد}.
5- الداعية الناجحة: تعلم أنها بأخواتها، فإن لم تكن بهن فلن تكون بغيرهن: { سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا}.
6- الداعية الناجحة: لا تنتظر المدح في عملها من أحد؛ إنما تنتظر في عملها هل يصلح للآخرة أم لا يصلح؟
7- الداعية الناجحة: إذا رأت أختاً مفتونة لا تسخر منها، فإن للقدر كرات قال تعالى: { ولولا أن ثبتاك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً} ، وليكن شعارك: (( يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك)).
8- الداعية الناجحة: ترعى بنات الدعاة الكبار الذين أوقفوا وقتهم كله للدعوة، والجهاد في سبيل الله، بعيداً عن الأهل والبين قال تعالى: { وإذا غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم}، وفي الحديث: (( من خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا)).
9- الداعية الناجحة: تجعل منبيتها مشغلاً صغيراً تنفع به الدعوة، والمحتاجين، كأم المساكين (زينب) رضي الله عنها.
10- الداعية الناجحة: تعطي حق زوجها، كما لا تنسى حق دعوتها حتى تكون من صويحبات خديجة رضي الله عنها، قال عنها النبي صلى الله عيه وسلم: (( صدقتني إذ كذبني الناس، وأوتني إذا طردني الناس، وواستني بنفسها ومالها، ورزقني الله منها الولد، ولم يبدلني الله خيراً منها)).
11- الداعية الناجحة: مصباح خير وهدى في دروب التائهين .. تحرق نفسها في سبيل الله … ((لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم)).
12- الداعية الناجحة: تعلم أن منهاجها على ورق إن لم تحيها بروحها ةحسها وضميرها وصدقها وسلوكها وجهودها المتواصل.
13- الداعية الناجحة: لا تهدأ من التفكير في مشاريع الخير التي تنفع المسلمين في الداخل والخارج.. أعمالها تظل لأخواتها في كل مكان: { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}.
14- الداعية الناجحة: تنقل الأخوات من الكون إلى مكونه، فلا تكون كبندول الساعة، المكان الذي انطلق منه عاد فيه .. بل تشعر دائماً أنها وأخواتها في تقدم إلى الله { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر}.
15- الداعية الناجحة: تشارك بقلمها في الجرائد والمجلات الإسلامية والمنتديات، تشترك فيها وتقوم على إهدائها للأخوات وإرشادهن إلى أهم الموضوعات. والمقال القصير المقروء خير من الطويل الذي لا يقرأ (( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)).
16- الداعية الناجحة: تحقق العلم على أرض الواقع، كان خلق الرسول الكريم القرآن، فهي تعلم أن العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر.
17- الداعية الناجحة: تبحث عن الوسائل الجديدة والمشوقة في تبليغ دعوتها، ولكن في حدود الشرع وسيأتي الزنت الذي تسود فيه التقنية والمرئيات على الكتب والمؤلفات في اكتساب المعلومات { ويخلق ما لا تعلمون}.
18- الداعية الناجحة: لها مفكرة تدون فيها ما يعرض لها من فوائد في كل زمان ومكان (( كل علم ليس في قرطاس ضاع)).
19- الداعية الناجحة: تعرف في أخواتها أوقات النشاط وأوقات الفترة، فتعطي كل وقت حقه، فللنشاط إقبال تستغله، وللفترة إدبار تترفق بهن (( لكل عمل شرة ولكل شرة فترة )).
20- الداعية الناجحة: غنية بالدعوة، فلا تصرح ولا تلمح بأنها محتاجة لأحد لقوله تعالى: { يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً}.
21- الداعية الناجحة: تعلم أن المال قوة، فلا تسرف طلباتها لكماليات المنزل. قال – تعالى – { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يفتروا وكان بين ذلك قواما}، وتسخر المال في خدمة الإسلام والمسملين}.
22- الداعية الناجحة: تمارس الدعاء للناس، وليس الدعاء عليهم، لأن القلوب الكبيرة قليلة كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون)) وقد الله – تعالى – : { قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين *}.
23- الداعية الناجحة: إذا نامن أغلب رؤياها في الدعوة إلى الله، فإذا استيقظت جعلت رؤياها حقائق. قال تعالى: { هذا تأويل رءياي قد جعلها الله حقا}.
24- الداعية الناجحة: تطيب حياتها بالإيمان والعمل الصالح، لا يزخارف الدنيا، قال الله تعالى: { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملن}.
25- الداعية الناجحة: عرفت الله فقرت عينها بالله، فقرت بها كل عين، وأحبتها كل نفس طيبة، فقدمت إلى الناس ميراث الأنبياء.
26- الداعية الناجحة: لا تعتذر للباطل من أجل عملها للحق، وهل يأسف من يعمل في سبيل الله؟
{27- الداعية الناجحة: تكون دائماً على التأهب للقاء الله، وإن نامت على الحرير والذهب!! { واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين}.
28- الداعية الناجحة: لا تأسف على ما فات، ولا تفرح بما هو آت من متاع الدنيا، ولو أعطيت ملك سليمان لم يشغلها عن دعوة الله طرفة عين، قال – تعالى-: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور}.
29- الداعية الناجحة: لا تفكر في نفسها فقط، بل تفكر في مشاريع تخدم المسلمين والمسلمات، قال الله تعالى: { وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}.
30- الداعية الناجحة: تسأل الله دائماً الثبات على الإيمان، وتسأله زيادته قال صلى الله عليه وسلم: ((اسئلوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم)).
31- الداعية الناجحة: لا ترجو غير الله ولا تخاف إلا الله، متوكلة على الله، وراضية بقضاء الله.
32- الداعية الناجحة: قرة عينها في الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة)).
33- الداعية الناجحة: يجتمع فيها حسن الخلق، فهي ودودة كريمة جوادة.
34- الداعية الناجحة: تتحمل الأذى من كل من يسئ إليها، وتحسن إليهم.
35- الداعية الناجحة: العلم عندها العلم الشرعي لا الدنيوي.
36- الداعية الناجحة: أولادها مؤدبون، دعاة، قدوة، تربوا في بين دين وعلم، لا يولدون للآخرين الازعاج.
37- الداعية الناجحة: منارة تحتاط لنفسها في مجال النسوة، وفي غاية الأدب والحفظ، وهي صادقة في أخلاقها.
38- الداعية الناجحة: منضبطة تعرف متتى تزور متى تُزار، حريصة على وقتها ليست بخيلة بزمانها، وليست ثقيلة فَتُمَل، ولا خفيفة فيستخف بها.
39- الداعية الناجحة: لا تنسى الفقارء وهي تلبس، ولا تنسى المساكين وهي تطبخ، ولا تنسى الأرامل وهي تشتري حاجاتها، ولا تنسى اليتامى وهي تكسو عيالها، قال الله – تعالى -: { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.
40- الداعية الناجحة: تسعى على تزويج أخواتها في الله، لأنها تعلمن من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن المسلم للمسلم كالبيان يشد بعضه بعضا))، فلا تترك أخواتها للهم والوحدة والحزن، ولا تهدأ الأحت حتى يتم لأختها لخير والسعادة.
41- الداعية الناجحة: إن وقع عليها بلاء كغضب زوج، أو إيذاء جار، تعلم أن ذلك وقع لذنب سبق فعليها التوبة والاستغفار.
42- الداعية الناجحة: تصبر على الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتصبر على إصلاح عيوب أخواتها، ولا تتعجل ولا تظن بأحد الكمال، بل تنصح بلطف وتتابع باهتمام ولا تهمل.
فنسأل الله أن يوجد في أخواتنا وبناتنا مثل هذه الداعية الدرة الثمينة. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
—————————
نشرة من طباعة
شركة النور للطباعة والنشر والتوزيع – فلسطين
وإياكم ان شاء الله
بارك الله فيكم
وإياكم ان شاء الله اختي
وإياكم ان شاء الله اخثي الفاضلة