ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصيبة التي تصيب العبد ، ويؤمر بالصبر عليها ، ويثاب
على ذلك نوعان :
ـ مصيبة تأتيه بغير اختياره وعمله؛ كفقد الأحباب، والمكاره
التي تصيبه في بدنه ، أو قلبه ، أو ماله ، أو حبيبه ، فمـــن
نعمة الله على المؤمن أنــه إذا قام بوظيفة الصبر والرّضى
واحتساب الأجر ؛ أعطاه الله أجره بغير حساب .
ـ والنــوع الثـاني : المصيبة التي تنال المؤمن بأسباب عمله
الصالح؛ كالجهاد، والحج، والقيام بالأمر بالمعروف، والنهي
عـن المنكر ؛ فهذه تشارك الأولى في ثوابها والصبر عليها ،
وتزيد عليها بشرف سببها ؛ حيـــث نشأت عــن طاعة الله ؛
فكانت أسبابها خير الأسباب، وثمراتها خير الثمار ، وكانت
مع ذلك تابعة لتلك الطاعة والعبادة التي قام بها العبد .
قــال تعـــالى فــي المجــاهدين ( لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ
وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ ) التوبة : 120 ، الآية .
وقــال ( وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ
يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ
اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) النساء : 104.
( وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ
خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) آل عمران : 157.
وهذه أيضاً يعان عليها العبد ما لا يعان على الأخرى ؛ فــإن
الله تعالى شكور يشكر عبده الذي قام بمراضيه بأنواع مــن
الثواب في قلبه وإيمانه وثوابه والتحمل عنه ، وربمـــا
استحلاها المؤمنون بحسب إيمانهم .
وهنا مصيبة ثالثة تكون من أسباب عمله بالمعاصي ؛ فهـذه
إذا اقترن بها الصبر والاحتساب؛ كانت من مكفرات الخطايا،
وإلا فهي تابعة للسيئات ونموذج للعقوبات . والله أعلم .
كتاب : مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ( ص 71 )
للشيخ عبد الرحمن السعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واعاننا على مصائب الدنيا وهونها علينا
ورزقنا الجنة بغير حساب