تخطى إلى المحتوى

المفاتيح العشرة لتوجيه سلوك الطفل: المفتاح الأول!!! 2024.

إخوتي وأخواتي الأفاضل
يعقد منتدى الطفل بموقع الحصن النفسي دورة تدريبية عنوانها:" المفاتيح العشرة في توجيه سلوك الطفل"
يسرني أن أنقل لكم الحلقة الأولى منها ،عسى أن ينفعنا الله بها ،إنه على كل شيء قدير.
مقدمة:

لدينا جميعا اطفال او يحيط بنا الاطفال ، لذلك فنحن دائمو التعامل معهم وتوجيههم ، بعضنا يفكر قبل ان يقوم بأي توجيه لاطفاله لأنه يهتم بتبعات هذا التوجيه واثاره النفسية والتربوية على الطفل ، وبعضنا يوجه سلوك اطفاله لاشعوريا ، وغالبا ما يتبع اسلوب والديه في التربية ويؤمن بأنها الطريقة المثلى ، وآخرون قد يوجهون أطفالهم حسب ما يقرأونه في كتب التربية أو حسب نصائح المحيطين وهكذا ..

وأود أن أوضح نقاط أساسية قبل أن أتطرق إلى أساليب التربية وتوجيه سلوك الأطفال في هذه الدورة وهي :
أولا : لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة 100% لتوجيه سلوك الاطفال ، والسبب في ذلك هو ان سلوك الانسان نفسه لطالما ظل لغزا مازال يتدارسه علماء النفس والتربية الى يومنا هذا ، فعلم السلوك لا يشبه علم الرياضيات أو الفيزياء مثلا والتي تعتمد على حقائق ثابته لا مجال لمناقشتها ، لذلك فأنا أجد أن الحكم على اسلوب شخص ما في تربية أبناءه بأنه خطأ أو صحيح هو من الأمور الغير واقعية غالبا .

ثانيا : ان عملية توجيه السلوك ونجاح أساليبها مع الأطفال يعتمد كثيرا على إيمان القائم بها بجدواها ، وشعور الوالدين بإمكانية نجاحها ، وأعني بذلك إننا يجب أن نتيح لأنفسنا فرص "تجربة " أي اسلوب من الاساليب المقترحة في الدورة مع أطفالنا قبل الحكم عليها ، فعلى سبيل المثال عندما نكون مؤمنين بداخلنا أن اسلوب الضرب هو انجح الاساليب لتوجيه السلوك فإننا لن نستطيع تقبل أيه أساليب أخرى، وسنظل نبحث عن عيوب في الاساليب التي ندرسها ، لذلك انصحكم بالتروي وتقبل الأفكار المقترحة وتجربتها مع أطفالكم .

ثالثا : ان الأطفال مختلفون ، البيئات تختلف ، الآباء مختلفون ، اذن هناك إمكانية لنجاح اسلوب ما مع احد الأطفال وفشله مع طفل آخر ، وهذا ما جعلنا نقوم بتحديد عشرة "مفاتيح " لتوجيه سلوك الاطفال في هذه الدورة ، ولم نقتصر على اسلوب واحد وندّعي بأنه الإسلوب الأمثل في التعامل مع جميع الأطفال ، ما علينا أن نقوم به هو أن نبحث أي المفاتيح يناسب طفلنا ، قد يكون مفتاحا واحدا وقد تكون العشرة مجتمعة .

رابعا : ان الاساليب أو بالأحرى المفاتيح التي سوف نتحدث عنها في هذه الدورة ليست عبارة عن آراء شخصية ، بل هي أساليب تمت دراستها من قبل علماء التربية وعلم النفس عبر سنوات عديدة ، واقدمها في هذه الدورة لأنني أؤمن بها ، وقمت بتجربتها مع الأطفال خلال عملي ، علاوة على التغذية الراجعة التي حصلت عليها من منتسبي الدورات السابقة والتي رأت في هذه المفاتيح اساليب عملية بعيدة عن النتظير والكلام التربوي الطويل ، اتمنى منكم جميعا الاستفادة من هذه الدورة والله من وراء القصد .

المفتاح الأول : التعرّف على خصائص المرحلة العمرية :

من المهم جدا بالنسبة لاي قائم بتوجيه السلوك ان يتعرف على خصائص الطفل الذي يقوم بتوجيهه، معرفة الخصائص تعني ان نعرف ما هي مميزات هذا الطفل والمواصفات النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية للمرحلة التي يمر بها ( رضيع ، طفولة مبكرة ، طفولة وسطى ، مراهقة ، ..الخ ) قبل ان نختار طريقة التوجيه الخاصة به حتى تاتي ثمارها.

الخصائص العقلية تعني : ماذا يمكن ان يستوعب الطفل ويدرك من مفاهيم ومصطلحات حسب العمر الذي يمر به .
الخصائص النفسية تعني : ما هي مميزان الطفل من الناحية النفسية تبعا لعمره . كيف ينظر الى نفسه والى الاخرين ، كيف سيشعر لو اننا استخدمنا معه اسلوب ما ، كل عمر وكل مرحلة عمرية تستجيب بطريقة مختلفة للتوجيه ، لعلكم تلاحظون ذلك عندما يكون لديكم ابناء في اعمار مختلفة ..
الخصائص الجسمية هي التطورات الفسيولوجية التي تميز كل عمر ومرحلة ، ومعرفتها تساعدنا على فهم حركات الطفل وتبرير بعض سلوكياته ككثرة الحركة او عدمها ..
الخصائص الاجتماعية هي العلاقات الاجتماعية ودرجة قوتها ونوعها في كل مرحلة عمرية ، الا تلاحظون بعض اطفالكم في عمر الطفولة كثير الاصدقاء ثم ما ان يدخل المرحلة الابتدائية حتى يقتصر على صديق او اثنان؟ كل هذه الامور لها علاقة بالخصائص الاجتماعية للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل .

وبالرغم من ان الاطفال كما اتفقنا مختلفون فيما بينهم ، الا خصائص المرحلة العمرية التي نقصدها هي النظرة العامة للاطفال في عمر ما ، ومع ايماننا بوجود الفروق الفردية بين الاطفال الا انه هناك خصائص عامة تجمع جميع الاطفال في كل مرحلة . ومعرفة هذه الخصائص مهمه جدا لنا لانها تعطينا على الاقل فكرة عن اساليب التوجيه الممكنه في عمر ما .

على سبيل المثال نحن نعرف انه من المواصفات النفسية للطفل المراهق انه يعتز جدا بنفسه ولا يتقبل النقد المباشر ، ومعرفة هذه الخاصية عنه سوف تقودنا الى ان نستخدم معه اسلوب التوجيه القائم على احترام الرأي والمناقشة لا اسلوب الاوامر فبدلا من ان نقول له مثلا : لا تخرج يوميا مع هذا الصديق السيء ، نقول له : ماذا يعجبك في هذا الصديق ؟ ، نتناقش معه في اساليب اختيار الاصدقاء وغير ذلك . من جانب اخر نحن نعرف ايضا انه من خصائص المراهق الاجتماعية انه يعتز جدا بصداقاته ، ويكاد يكون انتمائه في سن المراهقة لجماعة الاصدقاء اكبر من انتمائه لاسرته ، وبالتالي فان استخدامنا لاسلوب الامر المباشر له ان يترك صديقه السيء لن يأتي ثماره بالتاكيد ..

ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الاهل يستغربون كثيرا عندما يرفض ابناءهم المراهقين ان يستجيبوا لاوامرهم وارشاداتهم بعد ان كانوا قبل سنوات قليلة في قمه الطاعة لهم ، والسبب المباشر لهذا التغيير في استجابه المراهق كما تلاحظون هو حدوث تغيير في المرحلة التي اصبح يمر بها الطفل ، فخصائص مرحلة المراهقة تختلف كثيرا عن خصائص المرحلة التي تسبقها وهي مرحلة الطفولة الوسطى ، وبالتالي فان سلوك الطفل في مرحلة المراهقة تجاه توجيهات ذويه سوف يختلف بالتأكيد عما كانت عليه عندما كان طفلا ..

سأذكر لكم مثال اخر على اهمية معرفة خصائص المرحلة التي يمر بها الطفل قبل توجيهه :
– دلال طفلة عمرها 3 سنوات ، لاحظت والدتها يوما انها قد احضرت الوانا تخص الروضة في جيبها فشعرت بالحزن الشديد لانها اعتبرت ان دلال "سارقة" محترفة ، غضبت بطبيعة الحال وتحدثت مع دلال بكل انفعال وهي توضح لها ان السرقة حرام ، واخذت في سرد الاحاديث والايات القرآنية لابنتها ، فما رأيكم؟

لو ان والدة دلال قد علمت بعض خصائص المرحلة التي تمر بها ابنتها وهي مرحلة "الطفولة المبكرة" لما بالغت في انفعالها تجاه ما حدث ، فمن خصائص مرحلة الطفولة المبكرة ان الاجتماعية والنفسية ان الطفل يكون في طور تنمية مفهوم " الملكية" ، اي انه لازال يجد صعوبة ما في التفرقة بين ممتلكاته الخاصة وبين ممتلكان الآخرين ، هذا الفصل بين الملكيتين يتطور تدريجيا عادة منذ ولادة الطفل حتى يفهم الطفل في نهاية مرحلة الطفولة المبكرة الفرق واضحا بين ما يملكه وبين ما يخص غيره.

اذن الخطوة الاولى اذا ما صادف احدنا مثل هذا الموقف مع طفله وكان هذا الطفل بين 3- 6 سنوات هي ان يركز في توجيهه على بيان حدود ملكيته ، وفي حالة دلال مثلا يمكن ان تختار الام احدى الجمل التالية لتوجيه دلال :

· هذه الالوان ملك للروضة ، غدا نرجعها اليها
· لديك الوانك الخاصة ولا احد يأخذها ، هذه للروضة
· ادوات الروضة يجب ان تبقى في الروضة وأدواتنا الخاصة نحضرها للبيتتلاحظون ايضا في الجمل المقترحة السابقة انها تخلو من مصطلحات مثل : الامانه ، السرقة حرام …الخ ، فهل تعرفون السبب؟؟؟

السبب هنا في عدم استخدام مثل هذه الكلمات في التوجيه هو انها لا تناسب خصائص مرحلة الطفولة المبكرة من الناحية العقلية ، فكلمات مثل : امانه ، حرام .. هي كلمات مجردة بينما من خصائص الطفل العقلية في هذه المرحلة حسب بياجيه انه يدرك المحسوس فقط .
اذن حتى لو احببنا استخدام مثل هذه الكلمات فانه علينا شرحها باسلوب واضح كأن نقول :

· هذه الالوان امانه ، الامانه هي ان نحفظ ادوات الناس ونعيدها لهم .

اذكر هنا انه لو ان هذا الموقف قد حدث من قبل طفل مراهق مثلا فإن طريقتنا في التوجيه ستختلف ، ففي حالة المراهق يمكن لنا ان نستخدم الآيات القرآنية والأحاديث والتوجيهات المجردة لأن من خصائص المراهق فعلا انه عاطفي يميل للمثاليات …وهكذا .

وهكذا فان اختيار الاسلوب المناسب للمرحلة التي يمر بها طفلك يساهم كثيرا في نجاح التوجيه الذي تقوم به .
لذلك فان المفتاح الأول في توجيه سلوك الأبناء هو دراسة المرحلة التي يمرون بها ، والبحث عن خصائص هذه المرحلة النفسية والاجتماعية والعقلية والنفسية حتى نستطيع اختيار اسلوب التوجيه المناسب لهم .

ان معرفة خصائص الطفل في كل مرحلة تعني ان نعرف قدرة كل طفل ومميزاته النفسية والعقلية والجسمية مقارنه بعمره الزمني ، ومن ثم " نستخدم " هذه المعرفة في استنتاج ما يناسب او لا يناسب الطفل من النصائح والتوجيهات .

هل جرب احدكم ان يطلب من طفل عمره 3 شهور ان يردد كلمة " صباح الخير" مثلا؟؟ بالطبع لا ، انكم لا تقومون بذلك لانكم تعرفون ان قدرة الطفل اللغوية في هذا العمر يستحيل معها ان يقول مثل هذه الجملة ، وتعرفون ايضا انه مهما بذلتم من جهد في مساعدته على نطقها فانه لن يفعل ، والسبب ان اعضاءه الطبيعية ليست جاهزة لمثل هذه الكلمة .

نفس الفكرة نستخدمها في توجيه السلوك ، نحن نقول اننا يجب ان نختار التوجيه الذي يناسب قدرة الطفل واستيعابه المرتبط بسنه . اذا كان لديكم طفلا في عمر السنتين مثلا ، وصادف ان اخبركم بشيء لم يحدث حقيقة ، فانه من غير المناسب ان تبذلو جهدكم في توجيهه باستخدام كلمات مجردة مثل : الصدق ، الاخلاق الرفيعة وما يشبهها من كلمات ، لان هذه الكلمات لا تعني له شيئا اطلاقا ، لسبب بسيط هو انه لا يستطيع ادراك معناها اصلا ، فمثلما لا يستطيع الطفل الرضيع نطق كلمة صباح الخير لا يستطيع طفل عمره سنتان من فهم كلمه مجردة مثل الامانه ، وهكذا تتوالى الامثلة وهي كثيرة حول هذا الموضوع ..

ان معرفة الخصائص العقلية والنفسية والاجتماعية والجسمية للمرحلة التي يمر بها طفلنا حسب عمره تعني ان نعرف قدرة كل طفل في كل عمر ، وبالتالي نعرف ماذا يمكن ان يستوعب من كلمات ونصائح ، ونعرف اين هو المفتاح المناسب لمساعدته على تعديل سلوكه .

الآن سأعرض لكم حالة احد الأطفال وأتمنى منكم استنتاج الخطأ في توجيه السلوك حسب ما تم الحديث عنه اليوم فقط ، اي مقارنه بخصائص المرحلة التي يمر بها الطفل ، كما اتمنى منكم اقتراح اساليب اخرى لتوجيه سلوك الطفل بدلا من تلك الخاطئة :
محمد طفل في الخامسة من عمره ، اطلق عليه أفراد العائلة مسمى " الشلاّخ " وهي كلمة عامية خليجية تعني المفرط في الكذب او كثير الكذب ، سبب هذه التسمية أن محمد غالبا ما يذكر أحداث لم يقم بها ، فيقول مثلا : اليوم رأيت أسدا وضربته ! ، أو يقول : أبي قوي لدرجة أنه يستطيع حمل سيارته الى العمل معه كل يوم ، وهكذا ..
بالنسبة لوالدي محمد فإنهم يدعونه عادة بالكذاب ، وما أن يذكر محمد احدى مبالغاته السابقة حتى ينتفض والده ويذكره بعقاب الكذابين وهو السجن في الدنيا والنار الحارقة في الآخرة .
***

وإلى اللقاء مع المفتاح الثاني إن شاء الله
لاكي

جزاك الله خيرا أختي raindrops الموضوع مهم ويستحق المتابعة

أما بالنسبة للخطأ فأنا أعتقد أن الطفل في هذه المرحلة العمرية تكثر خيالاته وبالتالي يتوهم أشياء لم تحصل ولا يعتبر كذبا

بارك الله فيك أختي، موضوع شيق جداً، مفيد جداً، وهام جداً، سأذهب إلى المفتاح الثاني لاكي
جزاكما الله تعالى خيرا كثيرا لتشجيعي أخيتي (أختك في الله )، وأخيتي إيمان
،
والله أدعو أن يوفقنا جميعا في تربية أطفالنا كما يحب ويرضى،آميييين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.