الحمد لله الذي له الحمد كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.
فإن راحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين فسنذكر بهذه الرساله من الاسباب لهذا المطلب الاعلى الي يسعى له كل أحد..
1-وأعظم الأسباب لذلك وأصلها (الإيمان والعمل الصالح) قال تعالى( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) [النحل:97].
2- ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق: (الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل، وأنواع المعروف).
3- ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات: (الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة).
4- ومما يدفع به الهم والقلق( اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي).
5- ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته: (الإكثار من ذكر الله).
6- وكذلك التحدث( بنعم الله الظاهرة والباطنة) فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم الغم.
7- ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع: استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فإنه أجدر أن لا تَزْدروا نعمة الله عليكم".
8- ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم(السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور).
9- أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور: استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به(اللهمأصلحلي ديني الذي هو عصمة أمري , واصلح لي دنياي التي فيها معاشي , وأصلح لي آخرتي , التي إليها معادي , واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ,و الموت راحه لي من كل شر).
10- ومن أنفع الأسباب لزوال القلق والهموم إذا حصل على العبد من النكبات( أن يسعى في تخفيفها بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر، ويوطن على ذلك نفسه).
11- ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية، بل وأيضا للأمراض البدنية( قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة).
12- ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة، ووثق بالله وطمع في فضله، اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم.
13- وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم)لايفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) فائدتان عظيمتان:
* الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل، وكل من بينك وبينه علقة واتصال،و الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن، وبالتالي تدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة وتحصل لك.
* زوال الهم والقلق، والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، وحصول الراحة بين الطرفين.
14- العاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة، وأنها قصيرة جدا، فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار فإن ذلك ضد الحياة الصحيحة.
15- وينبغي أيضا إذا أصابه مكروه أو خاف منه أن يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية، وبين ما أصابه من مكروه فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم، واضمحلال ما أصابه من المكاره.
16– ومن الأمور النافعة: (أن تعرف أن أذية الناس لك وخصوصا في الأقوال السيئة، لا تضرك، بل تضرهم).
17- واعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكارا فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة، وإلا فالأمر بالعكس..
18- ومن أنفع الأمور لطرد الهم: (أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله).
19– اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت إلى الأمور الضارة.
20- ومن الأمور النافعة: (حسم الأعمال في الحال والتفرغ في المستقبل)، لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة.
21- وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم، فالأهم.
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ولا تنسونا من صالح دعائكم
أهلا ً بكِ فى روضة السعداء
جزاكِ الله ً خيرا ً على النقل الطيب ..
رجاء
عدم كتابة أكثر من موضوعين في اليوم الواحد ومن يخالف ذلك سوف يعرض باقي مواضيعه للحذف وذلك حتى تأخذ المواضيع حقها من النقاش ، وكذلك للحرص على جودة الموضوع وليس كثرة المواضيع.
قوانين المشاركة فى روضة السعداء
للحفاظ على روضتنا زاهرة غنـّاء
وفقكِ الله ُ لكل خير ..
::