يروي احمد بن سهل الأردني رحمه الله : فيقول دخل على زجلة العابدة نفر من القراء فكلموها في الرفق بنفسها فقالت (( ما لي وللرفق بها إنما هي أيام مبادرة من فأته اليوم شيء لم يدركه غدا والله يا إخوتاه لأصلين لله عزوجل ما أقلتني جوارحي و لأصومن له أيام حياتي ولأبكين له ما حملت الماء عيني أيكم يأمر عبده بأمر فيجب أن يقصر فيه ) ومعنا (( مالي وللرفق بها إنما هي أيام مبادرة )) ليس معناه البعد عن الوسطية ولاحب الغلو والتنطع وإنما المراد الأخذ بالعزيمة في أمر الله تعالى إن حالها أشبه بحال حفصة بنت سيرين رحمها الله أخت التابعي الجليل محمد بن سيرين قرأت القران كله وهي ابنة اثنتي عشرة سنة وماتت وهي ابنة تسعين ويقول هشام بن حسان كانت حفصة بنت سيرين تدخل في مسجدها فتصلي فيه الظهر والعصر إلى ما شاء الله فلا تخرج إلا لحاجة أو لقائلة, وأشبه ما يكون بحال أم الرداء وما أدراك ما أم الدرداء ؟ مسلمة تقية ومؤمنة ذكية وزوجة وفية : يروي ميمون بن مهران رحمه الله عنها فيقول ( ما دخلت على أم الرداء في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية ) هذا هو المراد إنما هي أيام المبادرة المسابقة والمسارعة إلى الخيرات فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل لذا فمن فأته اليوم شيء لم يدركه غدا ومن اجل ذلك تسارع زجلة العابدة إلى طاعة ربها وتعظ الرجال قائلة ( والله يا إخوتاه لأصلين لله عزوجل ما أقلتني جوارحي و لأصومن له أيام حياتي ) إصرار على عبودية الله وعزيمة صادقة على طاعته وتفان شديد في محبته ولكن إلا كم نعصي ونتمرد وأقبح من قبحنا أننا نتعمد ألسنا نعلم أن من زرع حصد ومن جد وجد ؟! لقد لان قلب زجلة بذكر الرحمن واقشعر جلدها عند تلاوة القران وسقطت دموعها من خشية الرحمن وتورمت أقدامها من طول القيام فأين نحن منها ؟!
وتختم زجلة عظتها إلى الرجال قائلة ( أيكم يأمر عبده بأمر فيحب أن يقصر فيه؟! )
حقا من الذي يرغب في تقصير من يخدمه؟! والعبد منا فقير إلى مولاه الغني فكيف لا يسارع إلى طاعته وكيف لا نسارع إلى طاعته والغم والهم نهاية من عصاه
قال عزوجل ( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي )
_______________________________
ونكمل المسيرة مع امرأة أخرى تعظ الرجال إن شاء الله
لله درهن..
شكر الله لك أختي الكريمة وبارك فيك..
بارك الله فيكِ ..
هن خير قدوة للمسلمات ..