في كهف أضاع سراج رطوبته
خبأتُ سلَّةَ العمرِ المليئة بالفراغ
واتكأتُ على ذراع المآذن أنتظر الصلاة
بينما النبيذ يصهل في خابية ٍ مثقوبة الإغراء
ترجم صومعة اللقاء
وتهيئ الغبار لقابلة الريح
كي يملأ كأس العاصفة
.
.
.على باب العتمة
يوزع الشاطئ أقداح العناق
على احتمالا ت فصول
يتنزه فيها فرح غامض اللوز
فيرتد الوقت مهزوم الخطى
يجازف بسندباد رحيله المجهول الجزائر
لا نجم يشرب ظله
ولا رؤيا ترمم أجنحة الكفن
( والرخُّ ) يعبئ أوجاع مدار الشمس تحت رماد ريش ٍ
مطفئ ( الشاربين )
وحيد البحر .. والغابة
والمد ُّ يعربد في أكواخ الرمل
بجيش من زبد الموج المثقوب بمشكاة الملح
يفقس عن شهوات أعياها الركض نحو وصيّتها
كضوء رصيف يقرأه العشاق بليل ٍ مثقوب الوصل
منازله قدّرها اشتباك أصابع يصفعها هديل الخصر
الذي يقرع عورة نخبه
بفوانيس تفسد طُلسُمَ رغبته
في ساعة صفر ملفقة النوايا
*
*
*
أيها الحزن الطريد
فوق أمواج فجر ٍ مُطفأ الخصر مصلوب الغرق
يطرِّز وهمَ المغيب بحناءِ محبرةِ الوريد
رفقا بأعشاب أصابعي
وبعض سطور منسوجة بخيوط دالية أرهقها صهيل نبيذها الهارب
نحو مراكب ٍ معتقة الإبحار على شواطئ سجود ٍ
معتقل في كهوف الانتظار
تخبئ تحت جناح الرمل ينبوع عقيم الظباء
يحلم بلبؤة على غزالة بيضاء تأتي
تروي عوسج الشفتين
وَتُزَنِّرُ خَصْرَ الغيمِ بِشال ٍ من الهطول
*
*
*
عطش نهري
الذي يرتل كل صباح فاتحة الماء
ويعبث بأصابع الغيم
يفصِّل وجعاً على مقاس النخل
مقيَّد بغموض الرؤى
يعيدُ ترتيبَ ظلالهِ قبل لقائه بقبرات الندى
وأجنحة العوسج .. ضريرةُ الغوصِ في أكياس الظلام
يقيم الهديلُ على جنباته ِ.. قدَّاس اليمام
فيرقص الماء فوق مروج السراب
ويلوِّحُ لحزنٍ كربلائي ٍ كي يمسك بناصيتي
ويمسحُ عن جبيني خراب الكلام
وأمي
تفك أقواس ضفائرها
تمنح الفقراء كوثرها الممزوج بحزنٍ
له طعمٌ مكبل ٌ بالشآم
قرون ٌ تمرُّ
وهطولك كل مساء يأتيني..
يستفزُّ عناقيدي ..
.
.
من قال انك في قفص (المقام )..؟؟
.
.
.
يسيل على منحدرات جهاتي
ضوء
ملبد الأصابع
يرقّي رذاذ النعاس
بقميص ٍ من نعناع الشروق
فتواري تفاصيل الو ريف أضغاثها
قرب نافورة كآبة الرصيف
ويسمِّر الصفصاف هديله
على ضفة مسنونة بالأنين
يرتل سورة الانحناء
ويحمل شاهدة النهر الرخامية
نحو قوس مطر يترصَّد ُبتنهيدة زاوية سماءٍ
حاسرة النجوم
رثة الغيوم
تنام على رمل فاره القامة مشعث العوسج
أطفأ شرفات الصدى
عندما هزمته قبائل العطش
وما زال يقيد سنابل وهمه العجاف
بشرائط خصب مكورة الدهشة
تلوك حشرجة الموت بطلاوة محطمة الزبد
في مواسم لهب على ورق النهار
قايض طرائد شمسه بترياق جدار ٍ آيل للسقوط
كنزه وهم
وقبعته مليئة بالخواء
.
.
.
تغزوني رواسب نقائض
عارية الأجوبة
وكهوفي مرصودة بهيكل من كوثر سوسني
علَّقتْ أيقونة الكرمةِ على صدر السلافات الشقية
فتناست مدائح الأقمار ( إلا قليلا)
وشقَّت بُردةَ الوريد
لتغزو خجلا ًأزرق الأسرار
وترمي قامة الضوء من جرف ٍ يسخر من مآتم الشهب
التي تخشع أبصارها نحوي
تتيمم بما تناثر من بريقها
وتصلي صلاة الغائب على نهد خاوي الحليب
زرع راية الاشتهاء على مداخل مدن الليل
وصافح شاهدة ضريح آخر العابرين
ومضى
يرسم خارطة للدمع
وللنبع الذي انتقل إلى رحمة المجرى
تنوح عليه ضفة ٌ
كربلائية القصب
زيَّنت رغائبها بالحسرات
وقيدت هسيس الريح بصوت السنونو
وقرأت على روحها
فاتحة الماء
*
*
*
هنا نرجسة
وهناك منجل
وشمعة تقاسمني سجادة صلاة الغيم
إلى آخر غصن وارف الدعاء
ورنين براعم ٍ وقعت في الأسر
يفرط رمانة أشواقه
ويرميها من نافذة القصيدة
فتجتمع الحروف ترفرف بخواء ِ الدفاتر
تملأ حواصل المحابر
ونرجستي تمتص رحيقها إلى آخر الصقيع
وتخبئ قلمها المشاكس في أدراج الصمت الشامخ بالنعاس
ويصبغ راحة القصيدة المتماسكة الجرح
بحنّاء الانتظار
وتمنح مآذن النخل فرصة جديدة
للشهادة
*
*
*
.
.
.
سأزين عبور الخزامى باشتهاءات ليلكية النوافذ
يجري الضوء خلفها
يبحث عن ظلِّه الهارب نحو شرفتها
ويسري في التواءات الزند حبورٌ وردي اللهاث
ويصب في بحيرة ناعسة الأهداب
تهذي على ضفتها ترانيم الدفلى
وتلوح لطلاسم النبيذ الذي أبحرَ فيها بقارب مثقوب
وكسَّرَ جهة الإياب
ورماها في وجه العاصفة
وأسَّسَ مملكةً جديدة للموج
عرشها من غناء النوارس
*
*
*