بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
۩ الحفيظ ، الحافظ ۩
قال الله تعالى : ( إِنَّ رَبي عَلَىٰ كُل شَيْءٍ حَفِيظٌ ) ، و قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
و هذان الاسمان العظيمان دالان على أن الله سبحانه موصوف بالحفظ ، و حفظه تعالى لعباده نوعان عام و خاص .
فالعـــام : حفظه لهم بتيسيره لهم الطعام و الشراب و الهواء ، و هدايتهم إلى مصالحهم ، و إلى ما قدر لهم و قضى لهم من ضرورات و حاجات و هي الهداية العامة التي قال عنها سبحانه : ( ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ ) و حفظهم بدفع أصناف المكاره و المضّار و الشّرور عنهم ، و هذا الحفظ يشترك فيه البر و الفاجر بل الحيوانات و غيرها ، و قد وكل ببني آدم ملائكة يحفظونهم بأمر الله كما قال سبحانه : ( لَهُ مُعَقبَاتٌ من بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ ) أي يدفعون عنه بأمر الله كل ما يضره مما هو بصدد أن يضره لولا حفظ الله .
و الخـــاص : حفظه لأوليائه _ إضافة إلى ما تقدم _ بحفظ إيمانهم من الشبه المضلة و الفتن الجارفة و الشهوات المهلكة ، فيعافبهم منها ، و يحفظهم من أعدائهم من الجن و الإنس فينصرهم عليهم و يدفع عنهم كيد الأعداء و مكرهم ، كما قال سبحانه :( إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ ) ، و على حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه .
و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم كما في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما :( احفظ الله يحفظك ) . رواه أحمد و الترمذي .
أي احفظ أوامره بالامتثال ، و نواهيه بالاجتناب ، و حدوده بعدم تعديها ، يحفظك في نفسك و دينك و مالك وولدك و في جميع ما آتاك الله سبحانه .
۩ مختصر فقه الأسماء الحسنى ۩
لفضيلة الشيخ : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر _ حفظهما الله _