وأصنف تلك المقالات على النحو التالي راجية التوفيق وأن ينفعني الله به والمسلمين:
- فضل ليلة القدر
- ميعاد تلك الليلة
- علامتها الصحيحة
- الدعاء ليلة القدر
- الاحتياط اللازم
- أما فضل تلك الليلة فهي خير من ألف شهر ومن حرم خيرها فقد حرم وإحيائها " بالصلاة، والقرآن، والذكر، والاستغفار، والدعاء من غروب الشمس (صلاة المغرب) إلى طلوع الفجر، وصلاة التراويح في رمضان إحياء لها".
- وأما ميعادها ففي شهر رمضان في العشر الأواخر وأما تحديد اليوم في العشر الأواخر فمختلف فيه.
وقد نقل الأستاذ همام عبد المعبود قول ابن حجر في فتح الباري: "والصحيح: أن لا يقين في ذلك، وقد تعددت الأقوال في تحديدها حتى بلغ بها الحافظ ابن حجر 46 قولاً. وبعضها يمكن رَدُّه إلى بعض. وأرجحها كلها: أنها في وتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل، كما يفهم من أحاديث هذا الباب، وأرجاها أوتار العشر، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين، وعند الجمهور ليلة سبع وعشرين." كما أجاب الشيخ العلامة ابن عثيمين على سؤال أحدهم"هل ليلة القدر في ليلة واحدة كل عام أو تنتقل؟ قائلا: في هذا خلاف بين العلماء. والصحيح أنها تتنقّل فتكون عاماً ليلة إحدى وعشرين، وعاماً ليلة تسع وعشرين، وعاماً ليلة خمس وعشرين، وعاماً ليلة أربع وعشرين، وهكذا؛ لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول، لكن أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين، ولا تتعين فيها كما يظنه بعض الناس، فيبني على ظنه هذا، أن يجتهد فيها كثيراً ويفتر فيما سواها من الليالي.
- وأما علامتها فليلة القدر لها علامات مقارنة وعلامات لاحقة.
أما علاماتها المقارنة فهي:
أ ـ قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار.
ب ـ الطمأنينة، أي: طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة، وانشراح صدر في تلك الليلة، أكثر مما يجده في بقية الليالي.
ج ـ قال بعض أهل العلم: إن الرياح تكون فيها ساكنة، أي: لا يأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسباً.
د ـ أن الله يُري الإنسانَ الليلةَ في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة.
هـ ـ أن الإنسان يجد في القيام لذة ونشاطاً، أكثر مما في غيرها من الليالي.
أما العلامات اللاحقة:
فمنها: أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية، ليست كعادتها في بقية الأيام.
وأما ما يذكر أنه يَقِّلُ فيها نباح الكلاب، أو يعدم بالكلية، فهذا لا يستقيم.
- والدعاء ليلة القدر كما ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «اللهم إنك عفو تحبّ العفو فاعف عني» لحديث عائشة أنها قالت: أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، فما أقول فيها؟ قال: "قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
- وأما الاحتياط كما قال الاستاذ همام: وإذا كان دخول رمضان يختلف -كما نشاهد اليوم- من بلد لآخر، فالليالي الوترية في بعض الأقطار، تكون زوجية في أقطار أُخرى، فالاحتياط التماس ليلة القدر في جميع ليالي العشر.
تنبيه: قال الشيخ ابن عثيمين" هنا مسألة يفعلها كثير من الناس، يظنون أن للعمرة في ليلة القدر مزية، فيعتمرون في تلك الليلة، ونحن نقول: تخصيص تلك الليلة بالعمرة بدعة؛ لأنه تخصيص لعبادة في زمن لم يخصصه الشارع بها، والذي حث عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم ليلة القدر هو القيام الذي قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيه: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"