تخطى إلى المحتوى

تعرف على أسماء الله الحسنى لتدخل الجنة 2024.

من أجمل العلوم وأشرفها وأعظمها وأزكاها هو التعرف على أسماء الله وصفاته. ولله ـ عز وجل ـ أسماء كثيرة سمى بها نفسه، منها ما أنزلها في كتابه، ومنها ما علمه أحد من خلقه، ومنها ما استأثر في علم الغيب عنده…

عن أبي هريرة ـ رصي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:" إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة".
و يقول الله تعالى:"تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة"
و يقول الله تعالى:" إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا"
فلنتعرف على ربنا ـ عز وجل ـ بتلاوة أسمائه الحسنى وصفاته العلى وتدبرها. وأن ندعو الله بها، ويفضل أن يجمعها المؤمن في ورقة أو لوحة، ويجعلها نصب عينيه في غرفته أو بيته أو سيارته لينال بركة ذكرها ويسهل عليه حفظها.
ويكفي أن تعرف أن تلاوة الأسماء الحسنى فيها علاجا لكل مشكلة من مشكلات الحياة وهمومها ومصاعبها ومتاعبها وعقباتها النفسية والصحية والوظيفية والدراسية والاجتماعية والسياسية والاقصادية…

في كل يوم سأنزل موضوعا عن شرح لاسم من أسمائه الحسنى في هذا الموضوع، وهو ملخص من كتاب مع الله للدكتور. سلمان العودة.

يارب
إذا نحن أثنينا عليك بصالح** فأنت الذي نثني، وفوق الذي نثني
" أبو نواس"

الاسم الأعظم

عرّف الله تعالى نفسه بأسماء كلها حسنى، وصفات كلها عليا، فهل لله تعالى اسم خاص يصح يوصف بأنه الاسم الأعظم؟ وهل يعرفه الناس أو لا يعرفوه؟
أكثر أهل العلم يثبتون لله تبارك وتعالى الاسم الأعظم، وقد ورد ذلك في عدة أحاديث، ومنها:
عن بريدة بن الحصيب ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمع رجلا يدعو، وهو يقول: " اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد". فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".

وثمة معنى في إخفاء الاسم الأعظم، وعدم تحديده، كما أخفى الله عنا تحديد ليلة القدر، وإن كانت حقا ثابتة… وذلك حتى يكون الناس أكثر حرصا عليها، وتحريا لها، وحتى يتفاوت الناس في ذلك فمنهم من يجتهد الشهر كله، ومنهم من يجتهد في العشر ….
فكذلك الاسم الأعظم يستوعب المرء الأسماء الثابتة كلها، عسى أن يصيب اسم الله الأعظم جل وتقدس.

كما ذكر الدكتور في كتابه بأنه رأى كثيرا من المكروبين والمصابين والمهمومين، ومن ألمت بهم النوازل يجدون روحا وأنسا في المناداة والمناجاة بالسؤال باسمه الأعظم، والإحالة في ذلك إلى علمه جل وتعالى.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد

اسم من أسمائه جل وتعالى، بل هو اسمه الأعظم عند قوم، وهو أكثر الأسماء ترددا في القرآن الكريم والسنة النبوية.

"الله" هو أكثر الأسماء اشتهارا وترديدا على ألسنة المخلوقين كلهم بمختلف لغاتهم وألسنتهم.

"الله" كلمة مكونة من حروف لينة حلقية جوفية سهلة (اللام والهاء والمد) ينطقها الصغير والأعجمي والألثغ، وكل حروف هذه الكلمة مهما صرفتها وقلبتها فهي تعود إلى معنى من معاني الألوهية، فهو الله، وهو "إله " لا إله إلا هو.

معنى الاسم:
الله هو الرب الذي تألهه القلوب، وتحن إليه النفوس، وتتطلع إليه الأشواق، وتحب وتأنس بذكره وقربه، وتشتاق إليه، وتفتقر إليه المخلوقات كلها، في كل لحظة…

ما من مخلوق إلا ويشعر بأن الله تعالى طوقه مننا ونعما، وأفاض عليه من إفضاله وإنعامه بالشيء الكثير…

ومن معاني "الله": الإله الذي تحن إليه القلوب، وتحبه النفوس، فالله تعالى يحب عباده الذين يحبونه ويطيعونه، والذين يلتزمون بشرعه، وقد جعل الله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ محبة الله من أعظم المراتب التي يسعى إليها المؤمن، فقال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن ‏ ‏يقذف ‏في النار ‏"

ومن معاني اسم "الله" أنه العظيم في ذاته وصفاته، وأسمائه وجلاله ومجده، فلا تحيط به العقول، ولا تدركه الأفهام، ولا تصل إلى عظمته الظنون؛ ولذلك تتأله العقول في ذلك، أي: تتحير لهذه العظمة، فالله تعالى أول بلا ابتداء، آخر بلا انتهاء، ظاهر ليس فوقه شيء، باطن ليس دونه شيء…

الله هو الإله المعبود الذي يخلص له المؤمنون قلوبهم، وعبادتهم، وصلاتهم وحجهم وحياتهم وآخرتهم…

الله هو الاسم الذي ينادى دون أن يحذف منه شيء، فيقول الداعي :" يا الله" أو يحذف الياء فيقول: " اللهم"…

لله في الآفاق آيـــــــــــــات **** لعل أقلها هو ما إليه هداكـــــا
ولعل ما في النفـس من آياته**** عجب عجاب لو ترى عيناكا
والكون مشحـون بأسرار إذا**** حاولت تفسيرا لها أعياكــــا

الرحمن، الرحيم
ورد اسم الله (الرحمن) في القرآن (57) مرة، ومنه قوله تعالى:" الرحمن على العرش استوى"
أما اسم الله (الرحيم) فقد ورد (114) مرة، ومن ذلك قول الله تعالى:" إن الله بالناس لرؤوف رحيم"
فمن أعظم صفات الله تعالى: صفة الرحمة والتي وردت في القرآن (160) مرة باشتقاقات وتصريفات مختلفة.
ومن رحمة الله أنه خلق 100 رحمة ومنها رحمة واحدة بها يتراحم الناس والبهائم والدواب كما أخبر بذلك الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

الفرق بين (الرحمن) و(الرحيم): أن الرحمن متعلق بالذات الإلهية؛ فالرحمن إشارة إلى صفة دالة على تعلق الفة وقيامها برب العالمين تبارك وتعالى.
أما صفة الرحيم فهي دالة على آثار هذه الصفة في المخلوقين، ولهذا قال سبحانه:" وكان بالمؤمنين رحيما"، ولم يقل: " وكان بالمؤمنين رحمانا" وإنما تذكر هذه الصفة في حق عزوجل فحسب.
فالله تعالى رحمة للعالمين في تعليمهم وإرشادهم وهدايتهم، وحفظ مصالحهم الدينية والدنيوية، وقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثالا للرحمة في خلقه وسلوكه حتى مع خصومه وأعدائه.
إن الرحمة تتجلى في الكون، وما وضع الله تعالى فيه من السنن والقوانين التي بموجبها أصبح مناسبا للحياة فيه، وأصبح فيه من مظاهر الجمال والرحمة والسعادة للبشر الشيء العظيم!
كما تتجلى في الإنسان وعلاقته بأخيه الإنسان أو علاقة الأب والأم بأبنائهما، وهذا الحنان والعطف الذي يفيض بغير اختيار…!
وتتمثل الرحمة في الحراسة والحماية الربانية للإنسان….

اللهم رحمتك نرجو

الملك، المالك، المليك
ورد اسم الله (الملك) في القرآن (5) مرات، ومن ذلك: "ملك الناس".
وورد اسمه (المالك) مرتان.
وورد اسمه (المليك) في قوله تعالى: " إن المتقين في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر".
فملك الله تعالى ملك مطلق، لا نقص فيه بوجه من الوجوه، والبشر يوصفون بالملك ولكنه ملك طارئ محصور. وملك جزئي محدود.
فالله تعالى هو الملك الحق، ومُلك الله مُلك تام لا نقص فيه بوجه من الوجوه، يعطي عباده إذا سألوه، بل أنه يعطي الجنة التي فيها ما لا عين رأت….
القدوس
جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى:" هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس".

كما كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في ركوعه وسجوده:" سبوح قدوس رب الملائكة والروح"
معنى القدوس:
القدوس من أسماء الله تعالى وهو مأخوذ من القُدس والقداسة: الطهارة.
ومن معانيه: الطاهر من العيب، المنزه عن النقص والولد والشريك والصاحبة، والمنزه عن كل وصف لا يليق بجلاله وكماله وعظمته…
ومن معانيه: المتصف بصفات الكمال فالله تعالى لا تشبه صفاته صفات المخلوقين بحال من الأحوال.
ومن معانيه: ذو البركة، وذو الفضل. وكذلك القدوس الذي تقدسه قلوب الخلق وألسنتهم من البشر والملائكة وغيرهم، بل هو سبحانه يقدس نفسه وينزهها.
السلام

من أسماء الله تعالى: السلام؛ فالسلام اسم من أسماء الملك سبحانه:" هو الله لا إله إلا هو الملك القدوس السلام"
ومعنى السلام: السالم الذي سلمت ذاته وأسماؤه، وصفاته، وأفعاله، فلا يلحقها أي عيب أو نقص مما يعتري صفات المخلوقين.
السلام: ناشر السلام والهدوء والرضا بين الأنام.
ولذلك تعجب ممن يردد هذا الاسم الجليل ثم تتحول حياته إلى حرب مع الأقربين والأبعدين، فأين السلام مع النفس والأهل والناس…؟!
السلام: السالم من كل نقص.
وحكم الله وقضاؤه عز وجل سلام من الظلم، وسلام من الجور… وهو سلام في صنعه، سلام فيما يعطي، سلام فيما يحجب عن عباده…فحجبه ليس بخلا ولا قلة ـ حاشاه جل وعلا ـ وإنما لحكمة يعلمها الله تعالى، فإن من العباد من يصلح له الغنى، ومنهم من يصلح له الفقر، ومنهم من تصلح له الصحة، ومنهم من يصلح له المرض، والله أعلم بعباده.
فصفات الله تعالى كلها سلام، فهي سلام من مشابهة المخلوقين أو مماثلتهم، سلام أن يقاس عليها شيء من أمر الخلق…

اللهم أنت السلام ومنك السلام ، ولا سلام إلا رضاك رباه، وكل أمر قضيت فباطنه خير، وإن لم نكن عرفناه.
ومن معاني السلام: أنه المسلم على عباده في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى:" سلام على إبرهيم"….

اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، فحينا ربنا بالسلام.

المؤمن

من أسماء الله تعالى: المؤمن؛ فالمؤمن اسم من أسماء الملك سبحانه:" هو الله لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن"
ومن معاني المؤمن: المصدق الذي إذا وعد وفى بوعده، قال تعالى: " إن الله لا يخلف الميعاد"؛ فهو ينجز لعباده في الدنيا الرزق والعفو والعافية، ويوافيهم بثواب أعمالهم الصالحة في الدار الآخرة.
وهو الذي يصدق ظنون عباده المؤمنين، ولا يخيب آمالهم…
وهو المؤمن الشاهد بوحدانية ذاته…
وهو الذي أمّن عباده من أن يقع عليهم في الآخرة جور أو ظلم…
وهو سبحانه يجير المظلوم من الظالم، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته؛ فهو يؤمن المظلوم أي: يحميه وينصره ويمنحه الأمن والأمان…
ومن معاني المؤمن: الذي ينشر الأمن بين عباده.
ومنّ على عباده في مواضع بنعمة الأمن ووعد المؤمنين الصادقين الخائفين أن يبدل خوفهم أمنا:" وليبدلهم من بعد خوفهم أمنا".
ومن معاني المؤمن: الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال والجلال والجمال، وأرسل الرسل وأنزل الكتب بالإيمان، وأقام الحجج والبراهين على صدق رسله وأنبيائه فيما بلغوا وأخبروا عليهم السلام.

بارك الله فيك وجزاك خيرا
جزاك الله الجنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.