هنا تعليقي على ما كتبت , و أكرر اعتذاري عن التأخر .
أيتها الفاضلة
الشاعر لا يولد شاعراً والمبدع قد يكون الإبداع في جانبيه وهو لا يشعر وما إن تحين اللحظة التي قد تكون الولادة حتى تتفق شاعريته كالوردة العابقة فيفوح الإبداع أريجاً زاكياً.
لستُ بالناقد ولا حتى الشاعر أو الأديب وإنما حالي كحالك , نتعلم وننهل مما نهل القوم .
لن أحدثك عن أ بيات التي ذكرتها في موضوعك و هل هي شعر أصيل أم أنها محاولة ربما ينتج عنها تفتق أديب بارع وشاعر لا يشق له غبار , لأن الموهية كامنة ولا تظهر إلا بعد محاولات عديدة .
دعيني أحدثك أنت وباقي الأخوة عن تجربة مرت بي شخصياً وأظن فيها عبرة وفائدة ودرس لكل مبتدئ ولكل ناقد .
وقبل أن أذكر لكم التجربة أود إرشادك إلى أمر سهل جداً ومناسب خصوصاً للمبتدئ وبه يستطيع ضبط الوزن بلا خلل بإذن الله أما القافية فأمرها أسهل .
وهي مسألة الأناشيد الإسلامية , غالبُ الأناشيد هي من قصائد موزونة على البحور المعروفة , فالشاعر إذا أراد كتابة قصيدة فإنه ينشد ما يريد كتابته على لحن أي نشيد , ومتى أحس بالثقل أو التغير في اللحن فإن هذا دليل على أن البيت مكسور ويحتاج إلى مراجعة وتنقيح .
أتمنى أن تجربي هذه الطريقة وتكتبي ولو بيت واحد وترين بعدها الفرق.
نعود إلى التجربة وهي كما يلي :
قبلَ قُرابة العشر ِسنين , و في عنفوانِ المراهقة, وعند الساعة الثانية ليلاً خرجتُ من المنزل ووقفت عن الباب, وأخذتُ أتأملُ نجومَ السماء ,ِ وفي هذه اللحظات أحسستُ بأشياء تختلجُ في نفسي , أمعنتُ النظر في النجومِ أكثر فجاءت كلماتُ مني لمْ أتكلف أي كلمةٍ منها , وكانت على شكل أبيات عددها ربما يصل إلى ( 8 ) أبيات , عجيب !! أنا كتبتُ شعر ؟ وفصيح ؟ يا للعجب.
كتبتها في اليومِ الثاني بشكل منسق وواضح , وكنت أعرف شاعراً لهُ مشاركات على مستوى الخليج , ولكن علاقتي بأخيه كانت أقوى فأعطيته وقلتُ لهُ اعرضها عليه وأنتظر منك الرد بفارغ الصبر .
وكانت كما يلي :
أقْحَمتُ نفسي في دجى الليالي=بنظرةٍ إلى الكوكب العالي
ففي نجومِ الليلِ همٌ وأحزانٌ=وفي نفسي كلامٌ لكَ أيها العالمُ الفاني
ومن وراء الليلِ مجدٌ وإقدام وذكرياتٌٌ=يحملها نسيمٌ من العالمِ الثاني
من عالمٍ ملأت أرجاؤهُ بسعادةٍ=ولكن السعادة لا تنال براحةِ البالي
غرقتُ في بحرٍ بلا أمواجٍ سوى=نفوسٌ قد دنستها الليالي
وقلوبٌ كلها حقدٌ وأضغانٌ=كلها تقول نفسي نفسي ولا تبالي
إلى آخر هذه الكلمات التي ليسَ فيها وزن ولا قافية ولا شيء من أساسيات الشعر سوى أنها كلمات تعبر عن مشاعر في النفس .
بعد فترة جاءني وقال لي كلاماً تحطمتْ معهُ كل الآمال وهوت أمامهُ كل الأحلام حتى تبتُ إلى الله من الشعر ومن كل شيءُ له علاقة به , هو جزماً لم يقصد شيء من هذا أبدا ولكن هذا ما حصل .
بعد تسعِ سنين وعندما قرأتُ وسمعتُ كلاماُ لبعضِ المبتدعة يلمزون فيه عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها , جالتْ في نفسي خاطرة أحسستُ أني لا بد أن أكبتها وبعد أن نشرتها على الشبكة قوبلتْ بنوعٍ من الاستحسان بعدها حاولتُ في الشعر العمودي وبعد توجيهات من بعض الأدباء في الشبكة , كتبتُ أول قصيدة في تاريخ 15/5/1424 وكان مطلعها :
هاتوا الدواةَ فإنَّ القلبَ خفاقُ=الحبرُ يشكو وذي الأقلامُ تشتاقُ
الحرفُ يشدو على الأوراقِ في طربٍ=والروحُ تهوى ومنها الشعرُ ينساقُ
إلى آخر الأبيات وكانت عن فلسطين .
ولكِ أن تتأملي ما كتبتُ في أول محاولة لي وتتعجبي ! هل هذا شعر ؟ وهل هذا أديب ؟!
ولكنها مجرد محاولة , والعبرة ليست بنقص البدايات ولكن بكمال النهايات .
بانتظار المحاولة التي أعتبرها الأولى لك في كتابة القصيد العمودية الموزونة .
وبانتظار من يريد أن ينقب عن موهبته أيضاً .
دمتم بخير
توجيهات رائعة لكل كاتب..
بوركت أخي الكريم..
فعذرا لم اعلم بموضوعك هذا إلا بعد ردي في الموضوع الأول
لقد استفدت مما كتبت وسوف اكرر القراءه عند الحاجه